| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

مديح الصادق

 

 

الأربعاء  22 / 1 / 2014                                                                                                   

 

التجمع المدني الديمقراطي ضرورة حتمية

مديح الصادق  *
madih_sadiq@yahoo.com  

لستُ من المرشَّحين للتجمع المدني الديمقراطي، وليس لي فيه أخ أو قريب أو صديق، ولا أظن أن لديهم فائضا من المال كي يوزعوه علي وعلى أمثالي تسخيرا لأقلامنا؛ كما يفعل أتباع الكتل المشبوهة التي لا تُعرَف مصادر تمويلها؛ لكن فسادهم ومصادر تمويلهم يتحدث عنها القريب والبعيد، كما أنه - وإن اختلفتُ فكريا مع تلك القوى والتيارات الحاكمة - لا أعترضُ على أن يكون لها دور في بناء البلد؛ لولا سياساتها الطائفية والشوفينية والإقصائية، وتبعيتها لدول الجوار من شتى الاتجاهات، والصراعات التي افتعلتها فيما بينها لكسب المزيد من الأتباع بجانبهم في صناديق الاقتراع، وهم يتفرجون على الدماء تسيل، والفقراء يذبحون، والثروات تهدر للهدم بدلا من البناء.

إني أرى في هذا التجمع، التجمع المدني الديمقراطي الذي ضم أحزابا وطنية لها ماض نضالي معروف، وشخصيات وطنية نزيهة الأيادي والفكر؛ بارقة أمل ستساهم مع الأخيار من الكتل الأخرى في بناء دولة حلمْنا بها منذ عشرة أعوام بعد سقوط النظام الصدامي الفاشي، دولة يكون فيها الولاء للوطن بدلا من الطائفة أو القومية أو القبيلة، يتولى المسؤوليات في إدارتها أصحاب الخبرة والشهادات والطاقات التي تناسب كل اختصاص، بدلا مما هو عليه الحال إذ تولى الأمور من ليس لديهم خبرة ولا حرص على المال العام، حلمْنا بدولة يطبق القانون فيها على الصغير والكبير على حد سواء، لا على المحسوبية والحزبية وتكميم الأفواه كما هو عليه الحال الآن، بدولة لا تفتح خزائنها على مصراعيها إلا لبناء اقتصاد متين بديل عن الاقتصاد الريعي الذي يستهلك الثروات دون إنتاج يشغل العاطلين ويطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويخلق نسيجا اجتماعيا متحضرا يناسب ذلك التطور الاقتصادي. صناعة حديثة متطورة، وزراعة تسخر لها كل إمكانات التقدم العلمي والتكنولوجي الحديث، مع حماية الإنتاج .

نحلم بنظام تربوي لأجيالنا يكون فيه العلم هو الأساس وليس الحشو الفارغ الذي لا نفع منه سوى الدوران في حلقة التخلف والضياع، وفيه تبتعد ساحات العلم عن التحزبات والتكتلات السياسية والطائفية والمناطقية التي أهدرت الطاقات، وشلَّت روح البحث والتقصي والتفوق لدى الطلبة طيلة سنوات حكم المحاصصة الطائفية، وما قبلها في ظل النظام المقبور.

نريد للمرأة أن تأخذ دورها في بناء الدولة الجديدة من خلال الاعتراف بكامل حقوقها التي تناسب عطاءها الفكري والاجتماعي، ومكانتها أمَّاً، وزوجة، وأختاً، تساهم مع الرجل جنبا إلى جنب في بناء الدولة والأسرة، وتفسح أمامها كل المجالات والفرص لأداء هذا الدور الأساسي .

نحلم أن يكون لنا جيش قوي بما يناسب تحديات الداخل والخارج، قوي بتسليحه وتدريبه ليكون درعا للوطن يحمي حدوده، ويردع كل من تسول له نفسه استهداف المدنيين الأبرياء بالقتل والتدمير؛ قوي بولائه للوطن وليس لحزب معين أو كتلة أو تيار، دون أن يكون أداة لحماية الحاكم الذي يتخلى عن مسؤولياته الوطنية محتميا بهذا الجيش.

نريد دولة يكون فيها الوطن للجميع والدين لله، يُفصل فيها الدين عن السياسة، ويكون دور رجل الدين في حدود مسؤولياته، في المسجد، أو الكنيسة، أو المندي، أو المعبد، أو حيثما يتمكن من أداء واجبه الديني، دون أن يُنصب نفسه رجل دين وسياسة في نفس الأوان، ويخلط الأوراق، وبالتالي يكون مصير البلاد كما نراها اليوم في حال يرثى له، وأن تُكفل حرية الأديان، وتُحترم كل التقاليد والطقوس دون انتقاص من أي طرف للآخر.

للجماهير دورها في البناء والرقابة على أداء الحكومة والمسؤولين، وتأخذ دورها منظماتها النقابية وجمعياتها، وأن تحترم أدوار تلك المنظمات المدنية، وتلقى الدعم المعنوي والمادي الذي يناسبها، العمال، الفلاحون، الطلبة، المعلمون، المهندسون، الأطباء وذوو المهن الطبية، وبقية شرائح المجتمع الأخرى. نريد قانونا للأحزاب السياسية واضحا لا لبس فيه ولا غموض .

وللأطفال والشباب الحق الكبير على الدولة في الرعاية ابتداء من رعاية الأم ، والرعاية الصحية، والتعليم، وتنمية المهارات، وفتح فرص التفوق والإبداع علميا وأدبيا وثقافيا، انظلاقا من أن الشباب هم قادة المستقبل، والاهتمام بهم يضمن مجتمعا ناجحا فيما بعد، أسوة بما تعمل به كل الدول المتقدمة في هذا المجال، نريد، نريد كل متحضر وجديد.
اطلعت على برنامج التيار المدني الديمقراطي الذي سيخوض على أساسه الانتخابات القادمة، مع أني أعرف نهج الأحزاب والقوى والشخصيات التي انضوت تحت لوائه؛ فأيقنت أن مستقبل البلاد الذي ننشده، وطريق الخلاص مما هو عليه من مشاكل وأزمات؛ يكمن في أن يكون لهذا التجمع دور مميز في سلطة التشريع والرقابة التي يمارسها البرلمان، وفقا للدستور، وما تفرضه مصلحة الشعب، وما يطرأ على الساحة من مستجدات، ولعل في انتظارنا صناديق الاقتراع .
 

كانون الثاني 2014
 

* ناشط مدني ، كندا

 



 

free web counter