|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس   25  /   1 / 2024                                 نبيل يونس دمان                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الشماس ابرم عما
١٩٢٦- ١٩٩١

نبيل يونس دمان
(موقع الناس)

مدخل: أرسل الكاتب الصديق هذا المستنسخ المكتوب بخط اليد وبقي طي اوراقي لأكثر من ربع قرن، ارتأيت نشره لأهميته التوثيقية فإلى جميل ما كتبه ادمون لاسو مراد:

ولد ابرم عما منصور حنا كوركيس (ككو) القس شمعون القس يوسف القس كوركيس القس إسرائيل القس هرمز القس إسرائيل رابا في القوش، في شهر شباط من عام ١٩٢٦ وعمذ في أوائل اذار من ذات السنة. والده هو المدراشي الماهر عما منصور ككو (١٨٩٩- ١٩٤٦) المرسوم شماساً عام ١٩١٣ والمشتهر بنظم المداريش أي (قصائد التأبين) في المتوفين.

يقول المرحوم ابرم عما الذي وافاه الأجل عصر الجمعة ٢٦ تموز ١٩٩١، في نتفة له بعنوان (على الدرب): انه قضى سنة في مدرسة الاحتياط (أي الروضة)، ودخل الابتدائية في اواسط الثلاثينات، حيث تعلم مبادئ السريانية على يد القس فرنسيس حداد (١٨٩٢- ١٩٤٢)، وتعلم العربية ايضاً. ثم تتلمذ وتعمق في درس اللغة السريانية على يد والده الشماس عما منصور الذي كان يتقنها، بالإضافة الى العربية، وبعض التركية، علاوة على الأنغام الكنسية. كان يقول له: "يا بني، إذا تعلمت جميع العلوم ولم تتعلم لغة آبائك وأجدادك فثقافتك تكون ناقصة، لان اللغة هي الرباط الوحيد الذي يربطك بماضي أولئك الأجداد العظام" ويضيف المرحوم ابرم عما في نتفته المذكورة، انه بعد ان تقدمت به السن بدأ بالانكباب على مطالعة نتاج الادباء الكبار يعقوب، افراهاط، برديصان، ونرسي خاصة، الذي تأثر بقوة اشعاره وثورته على المتسلطين في عصره.

بعد تخرجه من الابتدائية عام ١٩٤٢ غادر الى بغداد ليكمل الدراسة المتوسطة فيها، ولكنه لم يكملها لضعف ذات اليد. وفي ذلك العام (١٩٤٢) بدأ هناك بالنظم السرياني وعمره ١٦ سنة، وأرسل أولى قصائده الى والده في القوش لينقحها له. وفي الوقت بغداد اشتغل غلاماً ليوفر أسباب المعيشة له. وهناك تلقى نبأ وفاة والده في أواخر عام ١٩٤٦، فتأثر له وحزن حزناً شديداً، بعد ذلك رجع الى القوش، حتى تزوج عام ١٩٥١. ثم فاتحته الكنيسة بالتعليم في بعض القرى الآثورية القريبة من القوش كطفتيان وغيرها، لحسابها الخاص، فلبى الطلب مسروراً. وداوم في تعليم السريانية والعربية والأنغام الطقسية مدة سنتين. ثم اضطر الى ترك العمل ورجع الى بلدته، فما لبث ان كلف بتعليم الدين واللغة في احدى مدارسها الابتدائية حتى اثر عليه فترك التعليم نحو عام ١٩٥٤. وكان في تلك الفترة من حياته يستقبل في بيته مساءً، وبعد صلاة العصر (الرمش) كل من يرغب من الناس في تعلم اللغة السريانية والاستزادة من العلم والمعرفة. وفي هذه الفترة وسع كما يقول، من مطالعاته في التاريخ القديم خاصة بسبب ان بعض التلاميذ كانوا يحرجون بأسئلتهم العديدة المتشعبة في اللغة والتراث، حتى أصبحت المطالعة جزءاً حيوياً من عمله اليومي. بعد ذلك غادر وعائلته الى بغداد، واشتغل في مصفى النفط في الدورة في أواخر الخمسينات، كما اشتغل في تركيب البواري بعد الدوام الحكومي. حتى فصل من الخدمة واوقف لمدة أربعة أشهر في عام ١٩٦٣. ثم رجع الى الوظيفة الحكومية وعين في معمل الكبريت) في كركوك من قبل المطران كورئيل قودا (١٩٠٨- ١٩٩٢). ثم نقل الى البصرة مع بقاء عائلته في كركوك. وبعد نحو سنتين انتقل الى السليمانية، واشتغل في معمل السكائر فيها. وهناك القى مجموعة محاضرات في (النادي الثقافي الآثوري) بعنوان (من سقوط نينوى حتى اليوم).

وبعد سنوات نقل الى معمل السكائر في أربيل وحتى تقاعده عام ١٩٨٤. بعد ذلك غادر وعائلته كركوك راجعاً الى بلدته الأثيرة على قلبه القوش، بعد ان ابتنى بيتاً فيها عام ١٩٨٩ وفيما توفي يوم الجمعة ٢٦ تموز ١٩٩١، وليس ٢٥ تموز، كما يرد خطأ في شاهدة قبره في مقبرة القوش، كما يرد خطأ آخر في الشاهد اذ يذكر ولادته عام ١٩٢٤، معتمدين على هويته الرسمية الخطأ. كما ان اسمه الصحيح كما يستبان من شهادته المدرسية، ووثائقه الرسمية، ووثائق أولاده وتواقيعه الكتابية هو ابرم وليس افرام كما يورده الشاهد تجاوزاً. لذلك اقتضى التنويه والتنبيه.

كان الشماس ابرم عما انساناً في منتهى الصراحة والمبدئية مع الأريحية العلمية العالية. لا يحابي ولا يداج احداً على حساب الحقيقة. وقد عانى من جراء ذلك الكثير خلال حياته المضطربة. كان رحمه الله من ذوي الشخصيات الواثقة المؤثرة علمياً واجتماعياً تسعفه في ذلك ذاكرة قوية كان يمتلكها، واخلاق جميلة كان يتحلى بها. وكان الراحل من الغيورين على تراث ابائه واجداده، يتفانى في الذود عنه والوفاء له. حتى انه رغم مرضه المتمثل في العجز الرئوي كان يستقبل في مستقره الأخير في القوش، مجاميع من الأولاد والبنات يعلمهم مبادئ اللغة السريانية واصولها. وفي مكتبته تجد مجموعة طيبة من المخطوطات السريانية، خطّ قسم منها بقلمه كمخطوطة (التحديدات الفلسفية) لميخائيل باذوقا واخرين، التي نسقها وخطها عام ١٩٨٧ عن نسخة قديمة مهلهلة كان يحتفظ بها في مكتبته.

وكان الراحل مشغولاً في السنوات الأخيرة بتصنيف قاموس سرياني خاص سماه (تفسير الالفاظ اليونانية في ثنايا اللغة السريانية) وقد اتمه وأنجزه عام ١٩٨٨. كما صنف كتاباً اخر بعنوان (تفسير أسماء الأعشاب الطبية ولواحقها) انجزه عام ١٩٩٠. كما ترجم منذ سنوات (المحاورة بين طيماثاوس الأول البطريرك والخليفة الاموي) وجميعها موجودة في خزانته.

آثاره:
كان المرحوم ابرم عما مقلاً في النشر لظروفه الخاصة، ولنظرته الفلسفية للحياة، حيث كان يكرس معظم وقته للخدمة العامة والتوعية المباشرة لمن يحضر مجلسه من الأصدقاء والاوفياء. وادناه قائمة بأشعاره ومقالاته المنشورة وغير المنشورة، علاوة على ما ذكرنا على ما ذكرنا أعلاه من مصنفاته المخطوطة التي تنتظر من ينتشلها من ادراجها المهمة ويتعهدها بالنشر والطبع حفاظاً وابرازاً لقيمتها العلمية، وتخليداً لذكرى صاحبها العطرة.

١ "عيد الربيع عند اجدادنا" - قصيدة بالسريانية ـ في مجلة قالا سريايا عدد ٤ (بغداد، ١٩٧٤).
٢- "الاديب الكبير نرساي " - بالسريانية - في مجلة قالا سريايا عدد ٥ (بغداد، ١٩٧٤).
٣- "لغتك أيها الآثوري" - قصيدة بالسريانية - في مجلة قالا سريايا عدد ٨ ( بغداد، ١٩٧٥) .
٤- "ايشوعياب بر بريخا الحديابي" في مجلة المثقف الاثوري عدد ٩- ١٠ (بغداد، ١٩٧٦).
٥- "شمس الحرية" - قصيدة بالسريانية - في مجلة قالا سريايا عدد ١٢ (بغداد، ١٩٧٦).
٦- "أصول اللغة الآثورية والطريقة المثلى لتعليمها والحفاظ عليها كتراث" في مجلة المثقف الاثوري عدد ١٥ (بغداد، ١٩٧٨).
٧- " الحب الصريح" - قصيدة بالسريانية - في مجلة الكاتب السرياني عدد ٧- ٨ (بغداد، ١٩٨٧).
٨- "ملاحظات حول كتاب (القوش عبر التاريخ)، لمؤلفه المطران يوسف بابانا في مجلة الثقافة عدد ٥- (مشيكان- اميركا، ١٩٨٩).
٩- "رأي في تسمية القوش" في جريدة الحدباء عدد ٧٠١ (الموصل، ١٤/ ١١/ ١٩٩٥). وفي مجلة نجم بين نهرين عدد ١١- ١٢ (دهوك، ١٩٩٥).
١٠- "السريان شعب حضاري اصيل" – مقالة غير منشورة- يرد فيها على المستشرق الروسي تسيرنيلي في مقابلته في جريدة النور عدد ٣٨١ (بغداد، ١٧/ ١/ ١٩٧٠).
١١- "القس اوراها شكوانا" - مقالة غير منشورة -.
١٢- " لتذكار مار افرام الملفان السرياني" - قصيدة سريانية غير منشورة -.

رحم الله ابرم عما الانسان النزيه والاديب النبيه
"وأنك تراب والى التراب تعود"

المرحوم ابرم عما في مقدمة التظاهرات أيام ثورة ١٤ تموز المجيدة
 



نعي جريدة طريق الشعب للمرحوم ابرم عما عام ١٩٩١

 

 

California on January 24, 2024

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter