| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناظم ختاري

 

 

 

الثلاثاء  1 / 4 / 2014



أنصاريات

ناظم ختاري

قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت
(7)

في بداية نشر هذه الحلقة لابد لي أن أتوجه باعتذاري الشديد إلى قراء أنصارياتي لغيابي منذ فترة ليست قصيرة واخفاقي في أيصال حلقاتها المتبقية إليهم في وقت معقول ، واعبر عن اسفي لطيلة انتظارهم .

تنويـــــــــــــــــــــــــــه - بخصوص الحلقة السابقة ( السادسة ) نبهني الرفيق أبو داود إلى خطأ وقعت فيه عندما اشرت بأننا استطعنا الوصول إلى سوارێ في ليلة واحدة ، فقد اكد الرفيق وأنا أميل إلى رأيه بأننا بقينا مضطرين وبسبب وجود ربيئة للجيش في كانياباسكا بقينا في المنطقة الواقعة بين بێنارينكێ "Benarinke"وكانياباسكا "kanya baska"ومن هناك في الصباح الباكر قمنا باستطلاع الأوضاع ، حتى استطعنا مساءا من عبور تلك المنطقة ، ويأتي بعد ذلك كل ما ذكر في الحلقة السابقة صحيحا .

ولابد من التأكيد بأن السنوات الطويلة التي تفصلنا عن تلك الاحداث تتحمل بعض اجزاء النسيان ، فعذرا لتوريطي قرائي الأعزاء في اعتماد تلك الأخطاء رغم قلتها ، وعادة كتابة التاريخ تحتمل الكثير من الأخطاء ، حتى قال أحدهم (إن التاريخ كذب متفق عليه )، ولكنني رغم هفوة هنا واخرى هناك فانا لا أكذب عليكم ولو لمرة واحدة ، ككتاب يكتبون تاريخا غير تاريخهم وهم يكذبون بين جملة وأخرى .


الحلقة السابعة

إذن نحن في قرية 1"به‌لووتێ Baluta"و التي انطلقنا منها في اليوم الثاني إلى قرية 2"گویزێ Guze" وهناك في بيت العم ابراهيم كنت مع ابو داود نتناول امور السياسة معه ونستمتع بقصصه عن الثورة وعن أولاده الثوار ، وإذا بمجموعة من الپێشمه‌ركه يدخلون علينا وسألوا ما إذا كنا أفراد من" الجيش الشعبي "أم ماذا .. وكان من بين افراد هذه المجموعة ابن العم إبراهيم واسمه حسين الذي رفض الاستسلام منذ صغره بعد انهيار الحركة الكوردية اثر اتفاقية الجزائر المشؤومة ، فاختار اللجوء إلى ايران مع شقيقه جرجيس وبقية رفاقه وهناك عاش بين أقرانه في ظروف صعبة ولكنه تمكن من حمل السلاح مرة أخرى بعد المؤتمر التاسع للحزب الديمقراطي الكوردستاني المنعقد في 1979 و الذي أوصى بمواصلة الكفاح المسلح حتى تحقيق طموحات الشعب الـ كوردي في عراق ديمقراطي يتحقق فيه حكم ذاتي حقيقي .

ولما كانوا قادمين من أجل أن يتأكدوا من هويتنا ، قال لهم العم إبراهيم هؤلاء رفاقكم الجدد من پێشمه‌رگه الحزب الشيوعي العراقي ، حيث وصلت إلى مفرزتهم الكثير من التحذيرات بوجود مجموعة غريبة في المنطقة ، فتنفسوا الصعداء ورحبوا بنا ترحيبا حارا ، وانصرف افراد المفرزة إلى بقية البيوت وبقى حسين يعرفنا بشخصه ، فبعد الكثير من النقاش المتبادل حول الوضع السياسي ومهمات الپێشمه‌رگه المشتركة ، قال حسين لوالده إبراهيم ، حان وقت سفري ولابد لي أن اتوجه إلى إيران والالتحاق برفاقي ، حيث كان يعمل لدي وحدات الحماية في قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، فقال لوالده ارجو أن يكون ضيوفك كأفراد من العائلة ، ولا تفرق في التعامل بيني وبينهم بغيابي ، فقال العم إبراهيم ، أعاهدك أن يكونا بمقامك في غيابك ، تعانقنا بدفً ، وتوادعنا بحرارة ثوار ، وقال لا تغيبا عن أهلي كلما تواجدتما في المنطقة ، قلنا سنكون عند حسن ضنك ، غادرنا حسين وعانينا صمتا رهيبا لدقائق كثيرة ، وبعدها جاء مندوب من پێشمه‌رگه خالد شلي يرحب بنا ضمن مفرزته .

هكذا أصبحنا في صبيحة اليوم التالي جزءا من مفرزت خالد شلي ، محتفظين بكامل استقلالنا المعنوي والفكري والسياسي ، نروج لمواقف حزبنا بحرية تامة في قرى به‌رێ گاره ، ونشاركها الواجبات اليومية بتمامها وكمالها ، وأثناء هذه الأيام التحق عدد من شباب دهوك وقصباتها بمفرزة خالد شلي ، صمد غالبيتهم ، ولكن احدهم تنازل واستسلم بحجة ظريفة عندما قال لم أعد احتمل تناول دولمة اللهانة " الملفوف" أكثر من هذا .

تجولنا في غالبية قرى به‌رێ گاره‌ مع مفرزة الپێشه‌رگه‌ خالد شلي الذي تربطه علاقات نضالية قديمة مع قادة أنصار الحزب إلى أن استعدت مفرزة الپێشمه‌رگه سلو خدر لمغادرة المنطقة والذهاب إلى 3"كۆماته‌" komata فأخبرنا خالد بذلك وأقترح علينا أن نلتحق به للوصول إلى هناك ، وافقنا على المقترح وتحركنا مع مفرزته باتجاه جبل متين ، ونجحنا في الوصول إلى قرى حوض متين دون مخاطر أو تعقيدات ، ومن هناك عرفنا بوجود مفرزة لنا بالقرب من قرية بێشيلى "Beshile " تنوي النزول إلى گاره وكان يقودها القائد والنصير الشجاع أبو باز، أسرعنا إليها في واد قريب إلى القرية وكان علينا أن نقرر بسرعة ، هل نبقى مع مفرزتنا التي يقودها باز ، أو نغادر إلى مقر القاطع برفقة مفرزة سلو خدر..؟ جرى الاتفاق سريعا أن يبقى اثنين منا مع مفرزة أبو باز وأن يواصل النصيرين الباقيين إلى مقر القاطع وكنت احدهما مع صباح كنجي ، حيث واصلنا رفقتنا مع مفرزة سلو إلى مقر القاطع ، هناك تعرفت قيادة القاطع على نتائج جولتنا التي تحدثت فيها سابقا عن كل ما جرى ، علاوة على قضايا لم أتطرق إليها وهي تخص الجانب الأمني لما استطعنا إنجازه وإعادة العمل إلى بعض مفاصل التنظيم في مناطق الده‌ شت .

في القاطع مكثت أياما عدة ، تقرر خلالها تكليف أبو ماجد ليكون على رأس مفرزة أخرى ذاهبة إلى الده شت بالتنسيق مع مفرزة أبو باز ونواة هيئة حزبية تشكلت لاحقا لقيادة العمل الحزبي في سهل نينوى ومختلف مناطق المحافظة وإعادة المزيد من المنظمات المقطوعة الصلة ونشاطها والجدير قوله فقد كانت هذه النواة متكونة في بدايتها من الرفاق أبو داود والشهيد أبو إيفان وناظم .

ففي شهر أب أغسطس من عام 1980 عند بداية الحرب العراقية – الإيرانية استعدت مفرزة أبو ماجد هذه المرة بشكل جيد ، مستفيدة من الأخطاء والنواقص السابقة التي وقعت فيها مفارزنا ، وكان غالبية رفاقها يتميزون بحماس منقطع النظير ويأملون بخوض معارك جادة مع قوات النظام . هكذا وبعزم لا يلين بدأت المفرزة مسيرتها نحو هدفها عبر جبال مەتين وگاره‌ والمدن والقرى الواقعة على سفوحها واخترقت خلالها العديد من خطوط الجيش المرابطة في الأماكن الاستراتيجية ، ومن الجدير قوله فإن قوات النظام بدأت تتناقص أعدادها في هذه المناطق بسبب حاجته إليها وإرسالها إلى جبهات الحرب ، الأمر الذي أثر بشكل ايجابي على مزاج الجماهير الكوردية والتعاون اكثر مع مفارز الپێشمه‌رگه والأنصار ، حيث لاقت مفرزتنا تعاطفا واسعا من جماهير القرى التي مرت من خلالها .. لم نتوقف كثيرا في القرى الواقعة على الطريق ، فقد كان هدفنا أن نستطيع الوصول إلى العمق لتنفيذ عمليات نوعية هناك ومناطق الده شت التي لم تصلها مفارز الپێشمه‌رگه قبل هذا الوقت من هذه الحقبة النضالية ضد نظام صدام حسين من خلال استغلال ضعف قواته وعدم قدرتها على تغطية وحماية مؤسسات الحكومة ومنظمات حزب البعث وغير ذلك ، فلذلك كان هم جميع الأنصار الدخول في تجارب قتالية ومعارك مع قوات النظام ، فكانت منطقة الـ "ده‌شت" هي المنطقة الملائمة لهذا الحماس الذي تتصف به مفرزتنا ، فلذلك تقرر أن نستعرض قوتنا ونعلن تواجدنا في قرى تلك المنطقة ، وكنت مع أبو داود الذي التحق بمفرزتنا بعد انفصاله عن مفرزة أبو باز في زيارة إلى قرى واقعة في عمق الـ "ده‌شت" وبالتحديد قريتا ختارة ودۆغات لغرض الاتصال برفاق التنظيمات الحزبية المقطوعة ، وهناك التقيت في بيت الرفيق العزيز 4"سمكو مراد" بالرفيقين 5 "نادر دۆغاتي " سهيل " والرفيق المرحوم 6 "حازم "شاكر أبراهيم " وطلبت منها العمل على إعادة الاتصال برفاقنا من تنظيماتنا السابقة ، ولكنهما فضلا الالتحاق بالأنصار وأصرا على ذلك كثيرا ومحاولاتي الكثيرة التي بذلتها من أجل بقاءهما لضرورات العمل الحزبي لم تنفع معهما ، فأخبرت أبو دواد بالأمر وهو بدوره وافق على رغبتهما مضطرا ، فالتحقنا بالجبل والتقينا بمفرزة أبو ماجد مرة أخرى و كانت فرحة الرفاق بالتحاق رفيقين جديدين كبيرة ، وبعدها جاءت أولى زياراتنا الاستعراضية والدعائية إلى قرية 7 "كەر‌سافا "Karsafa" في نهار متأخر من شهر أب أغسطس ، ومن الطرائف التي حدثت في القرية قبل أن يقوم المختار بتوزيع أفراد المفرزة على بيوت القرية وقف إلى جانبه الرفيق الشهيد أبو حازم "خورشيد" وقال له مام عبدال ألا تعرفني ..؟ فقال والله لا أعرافك يا ولدي ..! فرد عليه أبو حازم أنا بيبو قوجي ، جارك من قرية خورزان . فأثار تصرف أبو حازم موجة من الضحك بين أفراد المفرزة ، كونه كان قد حذر الجميع بعدم مناداته باسمه "أبو حازم" والامتناع عن تناول أي شيء يذكر أبناء "كه‌رسافا" به .

خلال هذه الساعات التي قضيناها في القرية تجمعت بعض المعلومات عن أفراد الجيش الشعبي في قرية بيبان ودورهم السلبي هناك ، ولذلك بعد تناول العشاء في "كه‌رسافا" خرجنا منها وتوجهنا نحو 8"بێبان "وعند نقطة معينة ، أعلنت قيادة المفرزة بأنها قررت تنفيذ عملية تجريد عدد من عناصر الجيش الشعبي من السلاح ، فتم سريعا وضع خطة لاقتحام أحد البيوت في القرية من أجل ذلك ، وبعدما تم كل شيء وانقسمت المفرزة إلى عدة مجاميع وكل منها استلمت أو عرفت مهمتها ، توجهنا إلى القرية تحت كلمة سر الليل " هذه ليلتي " وكانت المفرزة بكل أنصار وكأنها تملك كل الدنيا ، لم يكن للخوف أي مكان لدى جميع الأنصار ، فقد كان الجميع متحمسا لقبول تنفيذ أية مهمة عسكرية مهما كانت تكلفتها ، المهم وسط هذا الاندفاع والحماس الثوريان توجهت المفرزة إلى القرية لتنفيذ أولى عملياتها .

كنت من بين مجموعة الاقتحام التي كان يقودها أبو ماجد بنفسه وقد كان عددها يقارب السبعة انصار أو أكثر وبقية أفراد المفرزة توزعت على عدة نقاط حول القرية لتغطية انسحابنا بعد العملية . أبو ماجد كان يعرف بدقة تفاصيل الدخول والخروج من وإلى القرية ويعرف كل البيوت هناك كونه عاش ردحا من الزمن فيها . دخلنا إلى القرية برفقة أبو ماجد وبحذر ، وكان المنزل المقصود يقع قريبا من وسط القرية ، فكان الأمر يتطلب المزيد من الحذر، لئلا نصطدم بأخرين أو ينكشف أمرنا قبل الوصول إلى الهدف . فعبر جدار طيني أمرنا أبو ماجد بالقفز إلى فوق أحد الأسطح والذي يشرف مباشرة على باحة المنزل المقصود ، كانت هناك على السطح غرفة صغيرة ، وقبل النزول إلى باحة المنزل شعرت بأصوات خافته قادمة من تلك الغرفة ، فنبهت أبو ماجد بالأمر فعرفنا بوجود رجل وزوجته على فراشهما ، فقرر على الفور ابقائي على السطح لحماية مجموعة الاقتحام ومنع من كان هناك من أية حركة قد تؤدي إلى فشل مهمتنا ، وأكد رغم كل شيء فإن هذه العائلة غير مؤذية ، وكانت هذه الغرفة هي لذلك الرجل وزوجته وينامان هناك عند هذا الوقت من السنة ، فعند نزول أبو ماجد وبقية أفراد المجموعة حذرت ذلك الرجل من أية حركة يقوم بها وأمرته بالبقاء في فراشه ريثما تنتهي مهمتنا ، فالتزم الرجل وزوجته بتحذيري الصارم دون أن يصدرا أية حركة .

بقيت أراقب وصول أبو ماجد ورفاقه إلى باب أحدى الغرف لساكني المنزل ويدي على زناد بندقيتي الكلاشينكوف للرد على أي مصدر يشكل خطرا على المجموعة ، وما أن وصل أبو ماجد إلى باب أحدى الغرف حتى طرقها وحذر من فيها من أية مقاومة وقال نحن أنصار الحزب الشيوعي ، لا نريد ايذاءكم ولكننا نريد سلاحكم والكف عن التعاون مع السلطة ، وقال إن المنزل والقرية مطوقان بشكل محكم ، وبعد دقائق سريعة ُفتح الباب وخرجت امرأة كبيرة بالسن، كانت مرتبكة جدا ومرعوبة وحاول أبو ماجد التخفيف من روعها ولكنها لم تكن تتمالك نفسها وتوسلت إلى أبو ماجد وكررت بأنه لا يوجد أحدا من أولادها في البيت ، ولما لم تدل بأية معلومة تثق بها المجموعة كان لابد من تفتيش غرف المنزل كلها ، ورغم ذلك فلم تعثر على أي أثر لمسلحي هذه العائلة ، مما اضطر أبو ماجد على اعطاء مجموعته أمر الانسحاب ، وحذر المرأة من أية أصوات أو صراخ او طلب نجدة ، فغادرت المجموعة المنزل عبر نفس طريق الدخول ، حيث قفزنا من ذلك السطح بعدما حذرت بدوري ذلك الرجل وزوجته من صراخ أو ما شابه .

خرجنا من القرية دون أن نحقق أي شيء في اول عملية لنا ، فشعرنا بخيبة أمل وكان لابد من تجاوزها وإطفاء جذوة الحماس الموقدة في دواخلنا من خلال تنفيذ مهمة عسكرية وتوجيه ضربة إلى أحدى مرتكزات النظام ، فاجتمعت المجموعات في نقطة محددة بين قرية "كه‌رسافا" وقرية بێبان وهناك امتنع الرفاق من العودة إلى الجبل قبل تنفيذ عملية ما حتى ولو كانت دعائية ، إذ قال الجميع لا انسحاب من هنا دون عملية عسكرية .

وكان رفاقنا في التنظيم قد زودونا بمعلومات عن مقر تللسقف لمنظمة حزب البعث ، فطرحنا الأمر كهدف يمكننا تحقيقه ، وجرت مناقشة سريعة حوله وسرعان ما جرى الاتفاق على ضربه في اليوم الثاني ..

وللقصة بقية


الهوامــِش
1
"به‌لووتێ Baluta" . من قرى به‌رێ گاره‌ ، قدم أبناءها كل ما في استطاعتهم لأجل الثورة وأنتصار قضية الشعب الكوردي ، والقرية معروفة بتبوغها المتميزة وخبزها وطيبة أهلها .
2"گویزێ Guze" من قرى به‌رێ گاره‌ أيضا .. وهي أول قرية ألتقيت فيها بـ پێشمه‌ره‌گه‌ الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع رفاقي اللذين تحدثت عنهم بعدو عودتنا من الده شت في هذه الحلقة أعلاه . وتفيد الأنباء بأن قوات النظام أقدمت على اعدام عدد كبير من أبناء القرية أثناء عمليات الأنفال .
3"كۆماته‌" komata كلمة اشورية للوادي الذي كانت تقع فيه مقراتنا ..حاولت جاهدا معرفة معنى كۆماته ولكنني أخفقت .
4"سمكو مراد" من أوائل الرفاق اللذين تم الأتصال بهم وهو أول من قام بأخطر مهمة حزبية تحدثت عنها في حلقة سابقة، وفي الانتخابات المحلية السابقة كان من بين مرشحي الحزب لمجلس محافظة نينوى ، فرغم حصوله على اصوات تؤهله للفوز بمقعد إلا أنه كان ضحية التلاعب الذي حصل في اقتراع مناطق ترشحه .
5 "نادر دوغاتي " سهيل " وهو نادر محمود من قرية دۆغات اسمه الحركي "سهيل " وينحدر من عائلة شيوعية ، عملنا معا منذ أيام الشباب في خلايا اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي وثم في الخلايا الحزبية إلى فترة افتراقنا أثناء الحملة التي تعرض لها حزبنا على يد الأجهزة الأمنية لنظام صدام في عام 1978 . وفي أول لقاء لي معه ألتحق بصفوف الأنصار مع المرحوم شاكر ، ولكنه ترك الأنصار بعد أكثر من أربع سنوات من تاريخ التحاقه في ظل ظروف معقدة ، ثم ترك الوطن طالبا اللجوء في ألمانيا والتي يعيش فيها منذ 1999 .
6 "حازم "شاكر أبراهيم " من عائلة شيوعية وهو أبن شقيق الشهيد ابو فؤاد وعمه سليمان سعدون وهو أيضا من شهداء الحزب ، وشاكر من أصدقاء أيام شبابي ، فألتحق بالأنصار في اول لقاء لي معه كما أوضحت في أعلاه ، واصل كفاحه في صفوف الأنصار لسنوات عديدة ولكنه عاد إلى قريته دۆغات في ظروف صعبة ، و في 1999 لجأ إلى ألمانيا وهناك توفي أثر حادث سير مؤسف .مخلفا وراءه زوجته و بنتين علاوة على أبنه الذي ولد من بعد بعدة شهور .
7 "كەر‌سافا "Karsafa" وهي من القرى التابعة إداريا إلى ناحية القوش . تعرضت هذه القرية مع خورزان في ظل السنوات الطويلة من كفاح الپێشمەرگه إلى الخراب والتدمير لعدة مرات .. وقدمت القرية عددا كبيرا من الشهداء في صفوف مختلف الأحزاب المشاركة في عملية الكفاح المسلح ضد الأنظمة الشوفينية والدكتاتورية المتعاقبة بما في ذلك حزبنا الشيوعي الذي كان يملك تنظيما قويا هناك خلال مختلف المراحل . ونظرا لخدماتها الكثيرة إلى الثوار قامت السلطات بتدميرها مع خورزان تدميرا كاملا وهجرت سكانها إلى مجمعي شێخكا ونصيرية ، ورغم زوال النظام الدكتاتوري فإن القريتان لم يتم إعادة بناءهما لحد الآن.
"بێبان " وهي قرية تابعة إلى ناحية ألقوش أيضا . تقع في خط فاصل بين مناطق نشاط الأنصار ونشاط مفارز السلطة ولكنها رفدت الأنصار والبيشمه ركه بأبناءها وسقط عدد منهم شهداء في معارك الشرف .



 


 

free web counter