|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  4  / 9 / 2015                                 د. ناجي نهر                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اقتحموا الخضراء

د. ناجي نهر

ايها المتظاهرون الابطال : ما عليكم بعد كل التجارب الفاشلة السابقة الا باقتحام المنطقة الخضراء ، والسيطرة على الحكم، لتحقيق مطالبكم بانفسكم ،لان الحقوق "تؤخذ ولا تعطى" ، ومطالبكم باصلاح الفساد سوف لن تتحقق بوعود حكام الصدفة الفاشلين الذين تربعوا على كراسي الحكم ، لاسباب معروفة حتى لاطفالكم ، فالى متى تبقون تهدرون وقت التغيير الثمين؟؟ !! وتبتعدون عن التقييم العلمي لمسيرة التطور وتتلكأون فى تصحيح مسيرة الحكم فى بلدكم الحبيب ، لما بعد 2003 ولحد الساعة ، مع علمكم بكثرة مناضليه وثرواته وشذوذ حكامه وفسادهم.

فكم اتمنى لكم ايها المتظاهرون الابطال ، ان لا تبتعدوا عن اهدافكم الرئيسة ، وان تسارعوا فى معالجتها وتحقيقها بانفسكم ، بسبب ان ما اكتشفتموه من تخدير وترقيع حكومي كان وما زال كاذبا ومخادعا من الفه الى يائه.

وببساطة اذكركم ايها المتظاهرون الابطال أن "الحكومة الحالية" لو كانت صادقة فى تلبية مطالبكم ، لاستجابت لها فى الحال ، ولانقذتكم وعوائلكم واطفالكم مما تكابدوه فى هذا الجو الحارق من عناء. فمما يلفت النظر فى خداع الحكومة الحالية، انها لم تقدم لكم وللشعب رؤية كاملة للاصلاح ولم تشرع بتطبيقها الفوري حتى الآن ، والسبب فى ذلك يتجلى بعدم موافقة الاسياد على اي فعل مفيد للشعب!!!.

ولذا عليكم ايها المتظاهرون الابطال : ان تعتمدوا على قوى شعبكم ومجتمعكم العراقي الشجاع ، الذي ازداد وعيا وتجارب غنية ومفيدة من خلال كفاح السنين الماضية والتجارب المؤلمة التي مر بها ، وتعرّف على تفاصيل مذهلة عما خطط ويخطط له الاسياد من خارج الحدود سواء اكان ذلك فى الخفاء او العلن ، مما جعلته يفقد الثقة بالحكومات العراقية المتعاقبة التي تشكلت بعد سحق الدكتاتورية عام 2003 وعلى نمط واحد ووحيد هو المحاصصة المقيتة التي لا يطيق شعبنا اليوم حتى من تلفظ مصطلحها الكريه، او تلفظ اسماء سياسيي الصدفة الذين تعاقبوا على حكمه وفق نهجها الفاشل ، اولئك الذين لا يجيدون سوى الكذب والتلون والمراوغة ، والذين لم يكونوا صادقين وبارين بوعودهم للشعب.

ومن هنا لم يبق امامكم ايها المتظاهرون الابطال وامام شعبكم بأسره من خيار سوى (الثورة الشعبية) لوضع حد فاصل لمسيرة هذه التجربة المؤلمة بسنينها الطويلة العجاف واضرارها المادية التي لا تقدر بثمن.

ان (الثورة) ايها المتظاهرون الابطال هي الامتداد الشرعي للتظاهر، وهي الوسيلة الوحيدة للخلاص من الحكام الفاشلين واكاذيبهم وبؤسهم ، وهي الوسيلة السريعة لتحقيق اماني المجتمع العراقي فى الحرية والمساواة . واعلموا ايها الابطال ان الحكومة التي تتظاهرون امامها اليوم عاجزة عن تحقيق الاصلاح واجتثاث الفساد من جذوره لكونها امتداد فكري وحضاري لحكومات المحاصصة الفاشلة. لذلك سوف لن يتحقق التغيير االمرتجى الا بثورة شعبية عاصفة تقتحم المنطقة الخضراء ، لتحقيق اماني الشعب المشروعة..

فالى الثورة ..

الى الثورة .. ايها المتظاهرون الابطال ، وستتبقى العقول والسواعد المناضلة معكم ..

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter