|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  10  / 4 / 2015                                 د. صادق أطيمش                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

إلى متى سيظل العراق حقلاً لتجارب احزاب الإسلام السياسي الفاشلة ...؟

د. صادق أطيمش

لقد كان الرجل صريحاً حينما أكد بما لا يقبل الشك، ولأكثر من مرة، حينما قال بأنه، نعم هو ايضاً، وكل السياسيين العراقيين الحاليين لا ينبغي ان يكون لهم اي دور في رسم سياسة العراق في المستقبل لأنهم فشلوا جميعاً. السيد المالكي باعترافه الصريح هذا والذي يمكن التأكد منه بالصوت والصورة على الرابط :

 https://www.youtube.com/watch?v=eiArIuEU_GA

وفي الدقائق 44:50 حتى الدقيقة 45:30 تكلم الحقيقة التي اثبتتها القوى الديمقراطية العراقية قبل ذلك بسنين طويلة وطرحت فيها موضوعة الفشل الذي رافق التوجه الطائفي والقومي الشوفيني في العملية السياسية العراقية الذي ظل يتضح بجلاء اكثر في كل عام يمر على ممارسة السياسة الهوجاء التي ابتلي بها الشعب العراقي وكأنها اصبحت تمثل الوريث الشرعي لسياسة البعثفاشية المقيتة وتسير على خطاها ولكن بوجوه جديدة وزي جديد.

لا نريد أن نناقش هنا فشل أحزاب الإسلام السياسي بالعراق تنظيمياً ، فذلك أمر متروك لقادة هذه الأحزاب وكوادرها وقواعدها التي إنتقلت من التنظيم السري ، الذي لم يكن لها باع طويل فيه لتكتسب تجربة وخبرة تنظيمية حين إنتقالها إلى التنظيم العلني الذي إرتبط بممارسة السلطة مباشرة وهذا ما زاد في عرقلة عملها وتشتت مناهجها وتعثر مسيرتها التي فقدت فيها وضوح الهدف إلى جانب عدم القدرة على التمييز بين ما هو حكم وسياسة وما هو تنظيم ومبادئ ، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالثوابت الدينية التي تدعي هذه الأحزاب الإلتزام بها .

وهذا ما يشير له الحال الذي تمر به هذه الأحزاب في الوقت الحاضر والمشوب بالتراشق اليومي فيما يينها ، كل يتهم الآخر بأنه السبب في التأخرالذي حل بالوطن في كافة مرافق الحياة منذ القضاء على الحكم البعثفاشي الأسود بعد الإحتلال الأمريكي لوطننا الذي جاء بهذه الأحزاب إلى السلطة وبارك لها توجهاتها الطائفية التي فرضتها على الساحة السياسية العراقية بقوة السلاح ، لا بقناعة المبادئ ، حتى غدت هذه الساحة ليس مسرحاً لنزاعات هذه الأحزاب فقط ، بل وشمر فيها عن ساعده كل مَن هب ودب من الإرهابيين البعثيين والقاعديين والإسلامويين والقومانيين لقتل العرااقيين وتهديم الوطن.

هؤلاء الذين إستظلوا بمظلة الإحتلال الذي أصبح إهزوجة الجميع الذي يتنازع على السباق في عزف إسطوانتها التي زاد صدؤها يوماً بعد يوم حتى أصبح المفهوم الوطني المخلص لمقاومة الإحتلال أمراً يستعصي فهمه بين هذا الزعيق الذي تطلقه أبواق عصابات الإرهاب التي طالما تناغمت مع أبواق عصابات المليشيات الدينية لأحزاب الإسلام السياسي التي جعلت من إعتلاءها قمة السلطة وسيلة أخرى من وسائل الإرهاب التي عاشها الشعب العراقي على شكل إغتيالات لذوي الكفاءات العلمية والثقافية إن تجرأ أحدهم على نقد هذا التصرف او ذاك من قبل قادة أو كوادر أو حتى القواعد البسيطة لأحزاب الإسلام السياسي . أو على شكل محاربة النساء في مفردات حياتهن في الملبس والمأكل والمشرب والمساهمة في الحياة الإجتماعية ، حتى أصبح قتل النساء المباشر أو رفع شعارات التهديد على الجدران أو الملاحقات في الشوارع ، المهمة الرئيسية التي مارستها هذه العصابات على مسمع ومرأى وقبول من أحزابها . أو على شكل تهجيرات للمواطنين لتحقيق سياسة المناطق المقفلة لهذه الطائفة أو تلك أو حتى لهذه الفرقة الدينية او تلك التي تمتلك قوة السلطة إضافة إلى قوة السلاح . وغير ذلك من العمليات الإجرامية التي أضافتها هذه المليشيات إلى أعمال ألإرهاب التي يمارسها البعثيون والقاعديون والمتأسلمون والقومانيون .

حين ندرس الوضع المتأزم الذي يمر به الوطن اليوم بعد مرور أكثر من إثنتي عشر عاماً على سقوط دكتاتورية البعث المقيتة وبعد إستلام أحزاب الإسلام السياسي بالعراق مسؤولية الحكم لا نجد بديلاً للخروج من هذا المأزق ، الذي يلتهم الوطن جزءً بعد جزء يومياً ، سوى دعوة هذه الأحزاب إلى الإعتراف بفشلها، كما اكد السيد نوري المالكي ذلك ، والإعتراف بالخطأ فضيلة كما يقال ، والتنحي عن السلطة السياسية التي فشلت فيها، وتوجهها إلى الإرشاد والتوجيه الديني الذي ربما تجيده خيراً من السياسة . إذ من خلال هذا التنحي قد نصل إلى الوضع الذي يستطيع فيه المؤهلون لقيادة الوطن من نبذ الطائفية والقومانية والعشائرية التي جرى على أساسها وضع سياسة المحاصصات موضع التنفيذ والتي تركت الباب مفتوحاً على مصراعيه للفساد الإداري الذي أوصل العراق خلال هذه السنوات العجاف الماضية إلى حضيض المستوى العالمي في هذا المجال .

ومن خلال هذا التنحي قد يتفق المخلصون لهذا الوطن على برنامج سياسي وطني ، وليس محاصصاتي طائفي قوماني ، ينقذ الشعب والوطن من مغبة فسح المجال امام عمل عصابات البعثفاشية الداعشية الإرهابية التي تتخذ من بعض المحافظات العراقية مقرات علنية لها تحميها بعض الأجهزة الأمنية الحكومية، وبعض السياسيين القابعين في بغداد ايضاً. ومن خلال هذا التنحي سيعود الكثير من أصحاب الكفاءات الذين لا يزالون بعيدين عن الوطن لعدم نجاح أحزاب الإسلام السياسي المتسلطة على الحكم بضمان سلامة وجودهم على أرض وطنهم ، ناهيك عن ضمانة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، هذا المبدأ الذي جردته سياسة المحاصصات الطائفية والقومانية العشائرية من أي معنى عملي له . ومن خلال هذا التنحي سيفقد المتدخلون في شؤون العراق قواعد عملهم في هذا الحزب أو ذاك أو في هذه الطائفة أو العشيرة أو تلك ، وبذلك قد ينجو الشعب من جرائم العصابات التي تمارس الإرهاب ضده سواءً بإسناد من دولة جوار أو من حزب سياسي أو من حركة دينية أو تجمع قوماني عشائري داخل وخارج الوطن .

ومن خلال هذا التنحي يمكن فسح المجال أمام المخلصين من بنات وأبناء وطننا العراق أن يوقفوا هذه السرقات الملياردية التي مارسها ويمارسها وسيظل يمارسها فرسان أحزاب الإسلام السياسي طيلة مدة وجودهم على رأس السلطة ، وهذا ما أثبتته السنين الأخيرة التي يتراشق فيها هؤلاء الفرسان باتهام كل واحد منهم للآخر في هذه السرقات وذلك حينما يعتلون منابرهم أو منصات خطاباتهم مبسملين محوقلين ليقذفوا بني دينهم بكل ما يرفضه الدين من سيئات دأبوا جميعاً، وبدون استثناء، على ممارستها . وأخيراً وليس آخراً فقد يقود هذا التنحي إلى أن يرى الناس بعض بصيص الأمل بتوفير الخدمات الضرورية لحياتهم بدءً بالماء والكهرباء والطبابة والمجاري والطرقات الداخلية والخارجية والمدارس المؤهلة للتعليم فعلاً واحترام الحريات الشخصية الدينية منها والسياسية والإجتماعية وانتهاءً بتوفير العمل للجماهير العاطلة وتوزيع الوظائف على المستحقين دون وضعها في سوق المزايدات وحصرها بمن يدفع أكثر لسماسرة أحزاب الإسلام السياسي التي تقف على قمة السلطة السياسية، وتطهير قوى الأمن والشرطة والجيش من تغليب الإنتماءات الطائفية والمناطقية التي أخذت مأخذها من هذه المؤسسسات حتى شلت عملها في مكافحة الإرهاب والإرهابيين ، لا بل وقامت في بعض المناطق بتوفير الحماية لهم . إن هذا التنحي سوف لا يجلب أي ضرر للبلاد والعباد ، بل ان العكس هو الصحيح تماماً . ويمكن وصف هذا التنحي بطب الأعشاب فإنه حتى وإن لم يأت بفائدة سريعة وملحوظة احياناً فإنه لا يضر مطلقاً ، وهذا هو ما نريده ، الإبتعاد عن الضرر الذي أوقعته أحزاب الإسلام السياسي على الشعب والوطن وتجنبه أو إنهاءه بتنحيها عن مركز القرار.

أحزاب الإسلام السياسي بالعراق فشلت لأنها ، إضافة إلى عدم كفاءتها السياسية ، لا تمتلك بُعد النظر في حركة التاريخ الحديث الذي وضع أمامها التجارب التي لم تستطع إستيعابها ودراستها بشكل يمكنها من إستخلاص العبر والدروس من هذه التجارب. ولو أنها قامت بذلك بجدية تنطلق من ثوابتها فعلاً وليس من أهواءها الجانحة إلى السلطة والإثراء ، لما وجدت غير التنحي عن الحكم كوسيلة تضمن لها الحفاظ على ماء الوجه الذي تبدد بشكل لا تستطيع معه بذكر أي حزب من أحزاب الإسلام السياسي بين المواطنين ، إلا وارتسمت علامات الإستفهام على وجوههم حول السرقات والرشاوي والمحسوبية والتهديد والتزوير والإكراه ومحاربة الرزق وفرض الأتاوات والتجارة بالفتاوى وإشغال الوظائف بدون تأهيل وغير ذلك الكثير مما يجري بالعراق اليوم منذ أن تسلطت عليه أحزاب الإسلام السياسي . ونظرة سريعة على هذه التجارب التي مر بها ألإسلام السياسي ، والتي لم تستوعبها أحزابه العراقية ترينا المأزق الذي تتحرك ضمنه هذه الأحزاب في الوقت الحاضر والذي أصبح يضيق عليها كالشرنقة يوماً بعد يوم، حتى اصبح قادتها لا يستطيعون إلا الإعتراف بفشلها.

الإسلام السياسي بمفهومه الحديث الذي تبلور بعد تشكيل حركة ألأخوان المسلمين في مصر على يد السيد حسن البنا في اواخر عشرينات القرن الماضي ، خاض تجارب عديدة في مناطق مختلفة من العالم أراد من خلالها تحقيق هدفه ألأساسي المتمثل بالدولة الدينية . لقد إختلفت الرؤى وتعددت المفاهيم حول ماهية هذه الدولة بعد أن إختلفت وتعددت التنظيمات التي إنسلخت عن التنظيم ألأم وبعد أن برزت أحزاب وتنظيمات في المجتمعات الإسلامية وضع كل منها برامجه وتصوراته حول المحور الذي ترتكز عليه هذه الدولة والذي لم يتجاوز الدين الإسلامي الذي فسره كل على هواه ووظفه كل على ما يرى فيه من تحقيق لمآربه السياسية أو نزواته الشخصية أو الحزبية التي كثيرآ ما إبتعدت عن جوهر الدين وتعاليمه الحقيقية . لقد أتبتت هذه التجارب الدينية جميعآ وبدون إستثناء بأنها غير مؤهلة لتحقيق النظم السياسية التي يمكنها التعامل مع الواقع اليومي الذي يمر به العالم اليوم، ناهيك عن التجاوب لطموحات الجماهير التي تريد التجمعات الدينية المختلفة التحكم بها من خلال فرض مفهومها للدين عبر قوانين بدائية جائرة تتناقض والفكر الديني الذي يدعو إلى تحقيق القناعة بالنص الديني والعمل به ضمن الضوابط التي تحققها هذه القناعة , إذ أنها جعلت من حقول تجاربها مناطق تعيش ضمن الخصوصية التي إكتشفها على حين غرة دهاقنة الخطاب الديني فأثبتوا بذلك مدى تخلف خطابهم الذي جاء بفشل تجاربهم هذه كحصيلة حاصل لتوظيف الدين وإستغلاله.

إن ما يجري بالعراق اليوم لا يشذ عن هذا النمط الذي أصبح قاعدة ترافق هذا النوع من التوجه السياسي الذي يربطه مؤسسوه بالدين ألإسلامي . فأحزاب ألإسلام السياسي والمنظمات ألإسلامية داخل السلطة وخارجها أثبتت من خلال الوضع الذي تبلور عن سياستها على الساحة العراقيه بأن تحقيق مشروعها السياسي مرتبط بالعنف والجريمة والفساد، وإن القائمين على هذا المشروع لا يختلفون في تخلفهم عن أشباههم من القائمين على مشاريع الإسلام السياسي ألأخرى خارج العراق ، حتى وإن إختلفت أساليب القتل والعنف والنهب والسلب من مشروع إلى آخر. إنهم جميعآ يدّعون إنتسابهم إلى ألإسلام ولا يكفون عن تكرار مقولة وحدة ألإسلام أينما وُجد أتباع هذا الدين في مشارق ألأرض ومغاربها , إلا أنهم عاجزون تمامآ عن تحقيق وحدة أبناء الوطن الواحد ، لا بل المذهب الواحد ، المرتبطين ببعضهم البعض ليس إرتباطآ دينيآ وحسب , بل وإرتباطآ عائليآ واجتماعيآ ومهنيآ وقوميآ أيضآ .

إن عجز ألإسلام السياسي هذا عن تحقيق أبسط مفاهيم الدين الذي يريد تمثيله على مختلف ألأصعدة الوطنية والمتمثلة بوحدة الهدف إنطلاقآ من القناعة بوحدة الدين, إن دل على شيئ فإنما يدل على كذب ونفاق ودجل جميع القائمين على تحقيق هذا المشروع حينما يجعلون الدين طريقهم لقتل أبناء الدين الواحد الذي يتبجحون بالإنتماء إليه , ويبين بما لا يقبل أدنى شك بأن هدفهم ليس دينيآ, بل سياسيآ بحتآ ألبسوه اللباس الديني ليمرروا تحايلهم عبر الدين على كثير من الناس في مجتمع كالمجتمع العراقي الذي عانى عقودآ من الإضطهاد والحرمان والقهر والتعتيم المعرفي وغياب الإنفتاح ألإعلامي الذي جعله التسلط البعثفاشي المقيت كالغريق الذي يتشبث بكل ما تقع عليه يداه .

لقد أثبت القائمون على تنفيذ مشروع ألإسلام السياسي بالعراق أن المكاسب الشخصية البحته من مال وجاه ومميزات لم يكونوا يحلمون بها تأخذ الموقع ألأول ضمن أولوياتهم , يلي ذلك وضمن المرتبة الثانية من هذه الأولويات ألأهل والأقارب والعشيرة , أي صلة الرحم , مبررين ذلك دينيآ أيضآ بمقولة ألأقربون أولى بالمعروف , إذ حللوا سرقة أموال الوطن وأباحوا التلاعب بمقدرات الرعية من قبل القائمين على هذه الرعية للتمتع بها شخصياً أو لتوزيعها على ذوي القربى وجعلوا ذلك يقع ضمن أعمال المعروف، حسب فتاواهم .

ثم يلي ذلك وفي المرتبة الثالثة من أولوياتهم الحزب أو الجماعة التي أوصلتهم إلى هذا الموقع بغض النظر عن سلوكية وتاريخ وأخلاق أفراد هذه الجماعة التي تضمن لصاحب الجاه هذا أمنه وحمايته ونفوذه مقابل الجماعات الأخرى المنافسة، نعم المنافسة في توظيف الدين . وهنا لا تلعب حتى الطائفة أي دور ولا يفرز حتى ألإنتماء الطائفي أي عامل يحدد إستعمال الوسيلة الناجعة للتخلص من هذا الخصم أو ذاك قتلآ أو إختطافآ أو أية وسيلة مشابهة أخرى ، المهم في ألأمر أن تؤدي هذه الوسيلة إلى ملئ خزانة الحزب لتكون عصاباته المسلحة مؤهلة في أي وقت للتخلص من منافسيه ألآخرين سواءً من الطائفة نفسها أو من خارجها من التنظيمات ألإسلامية ألأخرى، وجوزوا شرعآ إستعمال هذه الوسائل ضد التنظيمات غير ألإسلامية أيضآ . وفي المرتبة الرابعة من ألأولويات يقف ألإنتماء الطائفي ليشكل العامل المشترك مع الشركاء الآخرين في النهب والسلب والقتل والإختطاف . فبإسم الطائفة تقام حفلات النصر على أعداء الدين والمذهب وبإسم الطائفة تُخلق المناطق المُغلقة ويجبر الجار على التنكر لجاره والصديق لصديقه والزميل لزميله وربما الزوج لزوجته أو بالعكس، فللدين الطائفي هذا ضرورات تبيح المحذورات حسب الفقه المعمول به لدى فقهاء هذا الإسلام السياسي عمومآ، فلماذا لا يجري سحب العام على الخاص وكفى ألله المؤمنون ألإيمان بالطائفة دون سواها .

وفي سياق هذه الأولويات تفتش عن شيئ إسمه الوطن وقد تجده أيضآ، ولكن كمن يجد ألأوراق المهملة في سلة المهملات، قد يمكن ألإستفادة منها يومآ ما كما يُستفاد من ألأوراق المهملة كمسوَّدات تُستعمل في ظرف إنتخابي طارئ أو نقاش تجاري عابر أو لأي غرض آخر شريطة أن لا يمس بجوهر ألأولويات التي ليس لمصطلح الهوية العراقية موقعاً فيها. وإن تجرأ أحد على النطق بها أمام دهاقنة ألإسلام السياسي فما هو إلا عَلماني كافر أو متآمر على الدين وأمته أو مجنون يهذي بمصطلح لا يقره الدين الذي لا وطن له ، حسب تأويلاتهم وما ينشره خطابهم .

القتل والخطف والتهجير والحرمان والبطالة والأمراض والفقر والجوع والظلام الدامس والبرد القارص والحر القاتل والخدمات المُعطلَة والمحروقات المسروقة والرشوة المستشرية والمحسوبية العشائرية والمناطقية والبسمة الغائبة عن الوجوه والحزن والكآبة والأمراض المختلفة التي عمت النفوس والأجساد والهجرة المتواصلة خارج الوطن واحتلال الوطن من قبل عصابات الدولة الإسلامية...... والمزيد المزيد من المآسي المنظورة والمخفية....هل كل هذا من عمل التكفيريين ألأوباش والمجرمين من حثالات البعثفاشية،دواعشاً كانوا ام غير دواعش فقط ؟ إن كان ألأمر كذلك حقآ فماذا أنتم فاعلون أيها السيدات والسادة الحاكمون....؟ أين ما وعدتم به الناس حينما ربطتم قوائمكم ألإنتخابية بتلك ألآيات والأحاديث التي تلوتموها على الملأ صباح مساء واعدين من ينتخبونكم ليس بحياة النعيم على ألأرض فقط , بل وبجنات السماء أيضآ وما فيها من عسل وخمر وحور العين والولدان المخلدون، إذ جعلتم إنتخابكم عبادة وإنتخاب غيركم كفر، وها أنتم تكفرون أشد الكفر بمن وضع ثقته بكم وتتنكرون لمن إرتجى بكم خيرآ وبمعسول كلامكم أملآ . لقد فشلتم وفشل معكم مشروعكم الطائفي من أي مذهب كان ولأي مدرسة دينية إنتمى . كم من الضحايا تتنتظرون، بعد كل هذه الدماء العراقية التي سالت ولا زالت تسيل، لتثبتوا لأنفسكم فشل الطائفية التي تبناها إسلامكم السياسي تمامآ كما فشل الذين من قبلكم في مشاريع إسلامهم السياسي خارج العراق . فمتى تتعظون وتعقلون ...؟ إن ما يمر به الوطن وما يعاني منه الشعب اليوم ما هو إلا نتيجة للهجمة الشرسة التي يوجهها أعداء الشعب والوطن القدامى منهم والجدد . ولكم ألخيار في أن تضعوا أنفسكم , يا قادة ألإسلام السياسي بالعراق , بين أي من هؤلاء الأعداء حتى وإن إستمر كذبكم على الملأ في مقابلاتكم التلفزيونية وخطبكم الرنانه التي تتنصلون فيها اليوم عن الطائفية والمذهبية والعشائرية والقومية الشوفينية والمناطقية , كما تنصل بعضكم عن البعثفاشية بالأمس.

بعد كل هذا الخراب الذي جلبتموه على البلاد والعباد والذي لا يمكنكم الإستمرار به إلى ما لا نهاية والذي يؤكد فشل جميع مشاريعكم ومحاصصاتكم الطائفية ،وهذا ما جاء على لسان احد قادتكم الكبار، لا خيار لكم إلا ألحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه والإنسحاب إلى الجوامع والحسينيات التي ستؤهلكم لكسب الثواب، وتساعد الشعب العراقي وقواه الوطنية المخلصة على مواصلة التصدي لعصابات الدولة الإسلامية وانصارها وتحرير ارض الوطن والأخذ بزمامه نحو الدولة المدنية الحديثة.

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter