| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

                                                                  الجمعة  25 / 7 / 2014



لا اعياد ولا تهاني ...

د. صادق إطيمش 

** لا اعياد ولا تهاني قبل ان تتجلي الغمامة السوداء التي غطت سماء شمال وغرب وطننا ، فأظلمت نور عيون اهلنا هناك بعد ان نشرت ظلامها المقيت على الزوع والضرع.

** لا اعياد ولا تهاني قبل ان يزول الكابوس الذي تجلى على صور شياطين سوداء ملثمة ومعممة ترطن على اطفالنا ونساءنا وشيوخنا وشبابنا بلغة لا يفهمونها لأنهم غرباء عن هذا الوطن واهله.

** لا اعياد ولا تهاني قبل ان تخلوا مدننا في شمال وغرب الوطن من قذارات قدمتها المخابرات الأمريكية وجواسيس الصهاينة وعبيد المال السعودي والقطري وتجار السلاح العثماني الجديد وفقهاء الشياطين والسلاطين ، على شكل دمى بشرية تحركها نحو تخريب العراق وكل ما يتصل بهذا الوطن الذي لم يدرك غباؤهم كنهه ولم تعي عقولهم الضامرة طبيعة حياة اهله . وكيف لهم ان يدركوا ويعوا ذلك كله وهم همج رعاع.

** لا اعياد ولا تهاني قبل ان نجتمع مع اهلنا المشردين من ديارهم في شمال وغرب العراق ، من العرب والكورد والتركمان، من المسلمين والمسيحيين والصابئة والشبك والإيزيدين والكلدان الأشوريين، من المتدينين وغير المتدينين واللادينين، من النساء والرجال والشيوخ والشباب والأطفال. فلا يحلو اي عيد على ارض الشتات، حتى وإن كان هذا الشتات بين ابناء الوطن، فالإبتعاد عن الديار قسراً لا يجتمع مع فرحة او سعادة في عيد، خاصة إذا ما تسبب في ذلك حثالة البشر من كلاب الأجانب التي لم تزل تنبح في ديارنا وعلى ارضنا.

** لا اعياد ولا تهاني طالما ظل المتسلقون على الدين جميعاً وعلى كل ارض الوطن والمتاجرون به في اسواق نخاستهم يخدعوننا بالأقوال منذ احد عشر عاماً والتي يجدون لها مخارج في دينهم ، دين الفقهاء لا دين السماء. فنشروا الطائفية على ارضنا واشعلوا نار الفتنة بين اهلنا، وسخروا جيوش ومليشيات اقرانهم من العرب والفرس والترك لتحتل مدننا وقرانا. فانتشرت جيوشهم ومليشياتهم وعصاباتهم وكل منها يلوح برايته وما خط عليها من حمم طائفته وشعارات عشيرته ومقولات دينه ومزاعم تبجحاته، حتى اصبح وطننا مرتعاً لتجار الدين ومشوهي الأخلاق وعبيد المال ولصوص قوت الفقراء. واضحى اهلنا في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب يعيشون الخوف والقلق والحرمان في كل مفاصل حياتهم. فلا عجب إذن ان نرى شذاذ الآفاق واتباع دين النفاق ان يبرزوا وكأنهم حماة الضعفاء وانصار الفقراء ولم يبخلوا ايضاً بترديد كل ما في ابجديات خطابهم الديني المخادع وكل ما يقترن به من افكار التسلط والهيمنة والتعلق بالجريمة .

** لا اعياد ولا تهاني قبل ان ننقذ اهلنا من الفتاوى الهمجية التي حرَّمت الكتاب والدرس في كل مجالات العلم والمعرفة. وقبل ان ننقذ اطفالنا وشبابنا من التشرد الذي دفعهم اصحاب الرايات السود إليه حينما اغلقت هرطقاتهم الشيطانية المدارس والكليات وتسلطت على التعليم بكل مراحله لتجعله تعليم الغيب ومبطلات الوضوء واركان الصيام والقيام وعبادات شق الرؤوس ولطم الصدور والزحف على الأرجل او البطون ، ولصقوا ذلك كله بالتعبد والتدين، حتى غدا الدين تجارة يسوقونها كيفما شاءوا حتى ولو بابخس الأثمان احياناً. وقبل ان ننقذ نساءنا وفتياتنا وصبايانا من فتاوى الختان وجهاد النكاح وزواج المتعة والتسيار والإصطياف وكل انواع البغي المشرعن بدينهم ، وقبل ان نُبطل قرار الولي بتزويج الطفلة او الموافقة على مفاخذتها وذلك اضعف الإيمان، وقبل ان نتخلص من كل ما يتعلق بجعل شبق الفقهاء الجنسي القاعدة التي تسير عليها حياة الإنسان الذي وضعوا له عقله في شهوته الجنسية بعد ان فصلوه عن رأسه.

** لا اعياد ولا تهاني قبل ان تسترجع دولتنا هيبتها وتتعامل مع رعاياها بقوانينها لا بقوانين العشيرة ، وقبل ان يظل السلاح بيد الجيش الذي يسير وراء الهوية العراقية لا ضمن الإصطفافات الطائفية والنزاعات اللصوصية لموارد وطننا وعلى حساب شعبنا بقيادة مليشيات التهجير والتفخيخ والتفجير.

** لا اعياد ولا تهاني ، بالنسبة لي شخصياً على الأقل، لأن التهاني في عيد ما ينبغي ان تعكس السعادة على وجوه المُهنِئين والمُهَنَئين على حد سواء، وهذه السعادة لا يمكنني ان اراها اليوم على اي وجه في وطني الذي ينوء تحت هذه الظلمة القاتمة التي تعم ارضه وسماءه وتجثم على صدور اهله .
 

free web counter