| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صباح الجزائري

 

 

 

 

الأثنين 9/10/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

في سياق الحديث عن العلاقة بين الإسلام و الديمقراطية
 

طاولة مستديرة في كوبنهاكن تعقدها جمعية المسلمين الديمقراطيين


صباح الجزائري

عقدت جمعية المسلمين الديمقراطيين في الدنمارك في الثلاثين من سبتمبر( أيلول ) الماضي في احدى قاعات مبنى البرلمان الدنماركي طاولة مستديرة ، بمناسبة مرور سنة على نشر الرسوم الكاريكيتيرية التي مست النبي محمد في احدى الصحف اليومية الدنماركية. عنوان الطاولة المستديرة كان حول عواقب تلك الرسوم

تأسست جمعية الديمقراطيين المسلمين في شباط الماضي بهدف ابراز صوت المسلمين واصحاب الخلفيات الثقافية الاسلامية الذين يعتقدون بامكانية تعايش الاسلام في انظمة ديمقراطية عريقة وعدم ابقاء صوت التطرف الديني وكأنه الوحيد ببن المسلمين

جاء في رسالة الدعوة :" نحن نعلم أن ردود الأفعال العنيفة سببت الكثيرمن النقاش ـ داخل وخارج العالم الإسلامي ـ حول موضوعة الإسلام وحرية التعبيرعن الرأي خصوصاً وبشكل أعم عن العلاقة بين الأديان / المشاعر الدينية وحرية التعبير.إنها لقضية مهمة ان نعتبر بهذا السياق، هل ينبغي استثناء الأديان والمشاعر الدينية من النقد والهجاء اويمكن تطبيق نفس الشروط التي تطبق في الحالات السياسية او غيرها من المشاعر والمعتقدات ...كما وان هدف الجمعية ليس إعادة فتح النزاع مجدداً... بل العكس تماماً، يحدونا الأمل في ان طاولتنا المستديرة هذه يمكن ان تؤدي الى تفهم أفضل الى ماذا ومن يثيرالهيجان، كيف يجب ان نتعامل مع تلك القضايا في العالم الديمقراطي و كيف أثرت على علاقتنا بالإسلام وأولئك المسلمين الذين شعروا بإساءة صادقة من الرسوم ".

المتحدثون هم أربعة شخصيات من ذوات الخلفيات الإسلامية المتنورة :
وفاء سلطان ، معالجة نفسانية أمريكية من أصل سوري، علمانية ومسلمة تميزت بحوارات تدعوالى نبذ العنف في الثقافة الإسلامية، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، تحدثت عن حرية التعبير عن الرأي و تداخلت من لوس انجلوس في ندوة مع د ابراهيم الخولي، في الحوار حول ما طرحة صاموئيل هونتينغتون في كتابه " نظرية صراع الحضارات " في ندوة على قناة الجزيرة.

إرشاد منجي ، كاتبة "إسلامية رافضة " كما تسمي نفسها لأنها ترفض تدخل رجال الدين بحياة الإنسان أوالتأثيرعليه بصورة تقوده الى استخدام العنف المرفوض كلياً من مختلف الجوانب. لقد وصفتها صحيفة نيويورك تايمس بأنها " الكابوس الأسوأ لأسامة بن لادن" و ذلك بسبب كتابها" مشاكل الإسلام اليوم " وحسب إيمانها انه نداء المسلمين للإصلاح الذي ترجم الى لغات عديدة في العالم . لجأت الى كندا من أوغندا عام 72 مع عائلتها. تكتب في المواضيع الإسلامية، مؤلفاتها ذات رواج واسع في العالم. سافرت الى دول عديدة لتلقي محاضرات عن الإصلاح الليبرالي للإسلام، وتعتبر"الاجتهاد" بمثابة التراث المفقود في الإسلام عن التفكيرالمستقل

منى الطحاوي ، صحفية وكاتبة مصرية مقيمة في الولايات المتحدة، تركزفي كتاباتها على القضايا العربية والإسلامية، تعتبرمن القلة الذين تظهر كتاباتهم بإنتظام في كلا وسائل الأعلام الأمريكية والعربية. كتبت عن موضوع الرسوم الكارتونية وتحدثت عن ذلك في الطاولة المستديرة أيضاً. كثيراً ما تجري استضافتها حول العالم لتحاضرعن قضايا العالم الإسلامي وخاصة قضايا المرأة و حقوقها.

محمد السيفاوي ، وهو صحفي جزائري مقيم في فرنسا ، نجا بالصدفة من محاولة تفجير سيارة رهيب في الجزائر، شباط 1996 هذه والقصص التي كان يغطيها عن أعمال التقتيل التي ارتكبها المتطرفون الإسلاميون في الجزائر عرضته الى تهديدات جدية وخطيرة دفعته الى مغادرة الجزائر والعيش في فرنسا، عاملاً على الكتابة عن أوضاع الجزائر والتطرف الإسلامي الذي ساد فيها ، يستنكر تعامل الإسلاميين المتطرفين للعالم الغربي بصورة سيئة بالوقت الذي يعيشون فيه،رعاهم و منحهم اللجوء. عنوان مداخلته " الإسلامية في العالم الإسلامي و أوربا".

رحب السيد ناصر قادر خضر،رئيس الجمعية وعضو البرلمان الدنماركي بالضيوف قائلاً " أنها الذكرى السنوية التي لا نريد الاحتفاء بها ولا تأبينها، لكننا نتذكرها من أجل ان نتعلم منها"... "يجب ان نتعرف على الأساس الذي سبب ردود الفعل العنيفة هذه؟؟" تساءل ناصر في كلمته موضحاُ انه "كلما كان الدين متحسساً إزاء النقد كلما كان أكثرعرضة للأذى واقل فرص للعيش" وفيما يتعلق بالرقابة على حرية التعبير قال " الرقابة بذاتها هي مرض مميت للديمقراطية، إنها تقود الى موت بطيء وغير منظور".

في حديث الضيوف انطلقت السيدة وفاء سلطان من التساؤل عن معنى حرية التعبير عن الرأي وكانت بذلك تعبر عن فقدان هذه الحرية في الكثير من البلدان وخاصة البلد الذي كانت تعيش فيه حيث قالت " طيلة وجودي في بلدي في العالم الإسلامي لم استطع ان اعبر عن رأيّ ...لقد غلقنا على أنفسنا داخل صندوق لأكثرمن 1400 سنة، حيث لم نكن نسمع حتى أصواتنا...حان الآن وقت كسرالصندوق و الخروج...حان وقت الإستماع الى أصوات غيرأصواتنا". وأضافت ضمن حديثها "... يجب ان نتعلم كيف نتحدث دون خوف من قعقعة السيوف ...علينا كمسلمين التعلم كيف نستمع للناس، كيف نستمع لناس آخرين حتى و ان لم نكن نرتاح إليهم "

استهلت الكاتبة ارشاد منجي كلامها بالحديث عن الرسوم الكارتونية و بالقول "لقد أدنت الرسوم باعتبارها مسيئة، لكني أدنت أساليب التعامل وردود الفعل العنيفة ضدها أيضاً"وقالت " يمكن دعم وتطوير فكرة المجتمع المفتوح أي مسلمين وغير مسلمين، هذه الرؤية عملية وستساعدنا على فهم الإسلام الصحيح..." ثم أضافت" يحتاج المسلم الى ثلاثة أمور كي يستطيع ان يفهم نفسه بطريقة صحيحة : الشجاعة وليس المقصود هنا غياب الخوف بل إدراك ان هناك شيء آخر علينا تعلمه، الثاني هو:الأيمان الذي هو أكثر ضرورة من الخوف لمعرفة الذات والأمر الثالث هو:الإنسان غير المسلم، الذي يحتاجه المسلم للتخلص من الروح العدائية في داخله...يجب ان نتعلم كيف يمكن لمجتمع متعدد الثقافة إنتاج التعددية...المجتمع الذي لا يؤمن ولا يحترم الأقلية لا يمكن ان يحترم التعددية..."

تحدثت الصحفية منى الطحاوي عن تأثير الرسوم وحرية التعبيرعلى إعتبار أن النشر وما تلاه من أحداث كانت موضوع متابعة خاصة من قبلها حيث حاضرت عن ذلك في مناسبات عديدة، وفي حديثها عن حرية التعبير انطلقت من ثلاثة حالات عملية صادفتها.الأولى : شاب توجه اليها بعد انتهاء مداخلتها في إحدى الندوات، بأنه ضد حرية التعبير لأنها ليست جيدة للمجتمع أنها مضرة. وأنه من حزب التحرير الذي سيحكم في يوم من الأيام وفق الشريعة الإسلامية . وقد أجابته ان هناك أكثر من شريعة إسلامية وأكثر من إسلام ، لولا حرية التعبير عن الرأي لما استطاع الحديث بصراحة ودون خوف بأنه ضد الديمقراطية وانه من حزب التحرير".الحالة الثانية التي تطرقت اليها هي كون الدنماركيين وهي تزور الدنمارك للمرة الثالثة، لا يعرفون من المسلمين والإسلام ألا ما يشاهدوه في منطقة نوربرو، وعليهم ان يتعلموا بان المسلمين هم ليس فقط أولئك الذين يعيشون في تلك المنطقة.الحالة الثالثة هي لقاءها بشابة اسمها عربية ومسلمة ولدت في مدينة غيرعربية، كبرت في اخرى، عاشت في ثالثة، درست وترعرعت في رابعة، عندما سألتها عن انتماؤها أجابت بعد تأمل : "لا أستطيع تحديد انتماءي، أنا عالمية ... هذا هو المستقبل الذي يجب ان ندركه..."

تحدث محمد السيفاوي بالفرنسية وترجمت مباشرة الى الإنكليزية قائلاً : " ان علينا ان نبين بأن الإسلام ضد كل ديكتاتورية وتطرف و ان غالبية المسلمين ضد التطرف والإرهاب. يجب ان نقف ضد أولئك اللذين أساؤوا التصرف ضد حقوق الإنسان وضد حرية التعبير" ثم وضح بان هناك حقائق تاريخية ذات دلالات مهمة: ثلاثة خلفاء بعد النبي قتلوا من قبل المسلمين؛ طوائف تتطاحن مع بعضها بعد وفاة الرسول و كلها مسلمة، حروب داخلية كثيرة بين المسلمين حدثت تحت راية الإسلام، مجاميع إسلامية تلجا الى الإرهاب من أجل الإسلام...كل هذه الأحداث التي حدثت بحجة الإسلام لكن كان هدفها السلطة...السلاح الوحيد ضد التطرف هو الديمقراطية، الديمقراطية للجميع بغض النظر عن الدين أو المعتقد أو الإيمان...على المتطرفون بشكل عام و الإسلاميون بشكل خاص ان يعلموا بأنهم لا يستطيعون التسلط علينا او أن يفرضوا مالذي يجب علينا ان نفعله..."

حضر الفعالية التي استمرت ثلاث ساعات حوالي 220 شخصية متنوعة المنطلقات الفكرية و الإثنيّة و الدينية وجرى طرح عديد من اسئلة الحضور على المتحدثين الذين اجابو عليها بنفس روحية وسياق مداخلاتهم . تجدر الاشارة الى ان لدى الجمعية برنامج طموح لعقد ندوات وحلقات نقاش فكرية خلال الاشهر القادمة حول موضوعة الاسلام والديمقراطية ، للمزيد من المعلومات يمكن زيارة موقع الجمعية الالكتروني بعنوان
www.demokratiskemuslimer.dk