|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  8 / 10 / 2015                                 صائب خليل                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الإنزال الامريكي في الحويجة – العبادي صامت... لكن الفضيحة تصرخ!

صائب خليل
(موقع الناس)

انتظرنا طويلا أن يفتح العبادي فمه ويعطي موقفا من الإنزال الأمريكي في الحويجة، لكن كما توقعنا، فأن الحدث لم يترك مجالا للشك بأن أميركا تعامل العبادي الذي جاءت به، بدون أي احترام... وأنه راض وساكت!

قال الجيش الأمريكي انهم اطلعوا العبادي على العملية وهو ما لا يكفي بالتأكيد حتى لو كان صحيحاً، الخبير القانوني طارق حرب ، أكد بأن سيادة العراق تتطلب أن تكون العملية بالاتفاق مع الحكومة وليس إبلاغها فقط.(1)

والمفروض أن البيشمركة هي التي اشتبكت مع داعش حسب القصة، لكن لسوء حظ الأمريكان والعبادي أنه لم يقتل في العملية إلا جندي أميركي قالوا أنه "مستشار" و "لم يشارك في الإشتباك"!! ولا يعرف عن هذا "المستشار" أية خبرة “يستشار” بها، لكننا نعرف أنه "شارك 11 مرة في عمليات قتالية بالعراق وأفغانستان"!(2)

وبرر البيان الأمريكي استعجال العملية بأنه تجنبا ًلإعدام الرهائن بعد رؤية قبور محفورة حديثاً من الأقمار الصناعية،(3) وإن صدقنا هذا، فإنه يعني أن قصة طلب الكرد للعملية ليست سوى كذبة أخرى! ثم كيف رأت الأقمار الأمريكية حفراً في الأرض بطول مترين ولم تر أرتالا طولها كيلومترات من سيارات داعش في وضح النهار؟

كذلك أعلن الأمريكان انهم أسروا عدداً من الدواعش وحصلوا منهم على "معلومات ثمينة"، فهل سلموا أولئك المجرمين المطلوبين إلى حكومة البلد الذي يستضيفهم وتمت العملية على ارضه؟ وهل شاركوا العراقيين تلك "المعلومات الثمينة"؟ لماذا لا يذكر الجانب العراقي شيئا عن تلك المعلومات الثمينة أو يعبر عن فرحته على الأقل بها ويؤكد قيمتها؟ لماذا لا يتحدث عن ذلك إلا الأمريكان والكرد؟

كل هذه الأسئلة تجعل العبادي يبلع كلماته خشية أن تزداد الفضيحة إن تكلم، فيلتزم الصمت! لكن الصمت يكون أحيانا أوضح الأجوبة!

لكن تبليغ العبادي ليست سوى كذبة أخرى من الأكاذيب في تلك القصة. جاء فيها أن العملية جاءت بطلب من كردستان وان من قام بالاشتباك هي قوات كردستان. وهنا نتساءل إن كان من حق كردستان ان تطلب مثل ذلك الطلب بدون المرور على حكومة العبادي الذي قدم لها كل شيء، ومنها الإعتراف بالبيشمركة كجزء من الجيش العراقي، رغم أن هذا “الجزء” يستلم الأوامر من أميركا! المهم أن يدفع رواتبه من بغداد، وفقط! ومن المضحك أن البيشمركه أبلغت (حسب قولها) – نائب الرئيس أياد علاوي ورئيس مجلس النواب بالأمر ولم يخبروا القائد العام ولا وزير دفاعه!(4) وقد أكد علاوي معرفته بالإنزال (5).

ولا ندري ما علاقة رئيس مجلس النواب أو علاوي بالأمر، ولماذا لم يسارعا لتبليغ حكومتهما أو وزارة الدفاع؟ بدلا من ذلك سارع الجبوري إلى تأييد العملية ودعا لـ "تكرار هذه العملية الناجحة" و"استمرار التواصل بين حكومتي الإقليم وبغداد في مواجهة الإرهاب"! لكن العجب من تصرف الجبوري يزول حين نتذكر أنه هو الرجل الذي هرول ليستلم الأوامر من الملك عبد الله حين أشار له بأصبعه، ودون ان يسأل أحداً في بلاده!

إننا لا نعتقد ان كردستان قد طلبت من الأمريكان شيئاً، أو أن أميركا تنتظر بأدب أن يطلب أحد منها شيئاً، لكن أميركا تعلم أن كردستان مستعدة لأن تكذب بأي شأن يريده الأمريكان منها، وأن تكيل لكل ما يقومون به المديح (خاصة إن كان في الآمر تآمر على العراق)(6) فتم اختيارها "شاهد زور جاهز" لتخفيف التجاوز. وبنفس الطريقة اختارت كردستان شاهد زورها في شخصي رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وأياد علاوي، وبقية لملوم تحالف القوى . فإن كانت كردستان ذيل أمريكي، فإن اتحاد القوى ذيل لذلك الذيل، لا يخالفه!

ويبدو أن أميركا وهذه الذيول كانت تأمل أن يشارك العبادي التمثيلية ويدعي أنه يعرف بالأمر تجنبا للإحراج، لكن وزير الدفاع سارع إلى النفي فصار العبادي مثل “بلاع الموس”... والتزم الصمت... صمت من ليس لديه ما يقوله دون أن يفضح الكثير!(7)
ولست وحدي من رأى إهانة السيادة في الأمر، فهذا الصيهود، على سبيل المثال لا الحصر، يصرح بعد الحادث أن "السيادة العراقية مستباحة من قبل الأمريكان بمساعدة مسعود بارزاني"(8)

إذا نسينا قصص الأطفال عن “أمريكان لا يتحملون رؤية إعدام أسرى عراقيين” ويدمرون الموقع بقصفه بالصواريخ “لكي لا يستخدم مرة ثانية للشر”، ونقرأ ما قاله رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، فإننا نجد قصة قابلة للتصديق: "العملية لم تتم لا بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة ولا حتى الكرد أنفسهم، كما لم يكن للقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي علم بها". وقال الزاملي أن الأمريكان نقلوا إرهابيين إلى أمريكا مباشرة.(9) ودعا حيدر العبادي إلى توضيح ملابسات "عملية الحويجة". وذكرنا الزاملي بما قاله العبادي حين أراد ان يدافع عن الأمريكان بوجه تهمة القاء المساعدات لداعش، حين ذكر إنه يعلم بأي غارة جوية تنفذها قوات التحالف الدولي على داعش في العراق، ولا تتم الا بموافقة عراقية، فكيف تنفذ عملية الحويجة دون إبلاغه، مؤكدا أن العديد ممن تم تحريرهم، تم ترحيلهم إلى الولايات المتحدة.(10)

اعتبرت العصائب العملية سابقة خطيرة وخرقا للسيادة الوطنية ودعت الحكومة العراقية ومجلس النواب إلى "اتخاذ موقف واضح وصريح من الإنتهاكات الأمريكية للسيادة العراقية"(11). وقالت أنه جرى التعامل مع الإقليم بالرغم من ان الحويجة تابعة للحكومة المركزية وليست ضمن مناطق الإقليم. (يعني أنه ممكن أن تطلب كردستان من القوات الأمريكية أن تقوم بعملية إنزال في الرمادي أو البصرة، وأن تستجيب أميركا لطلبها دون إبلاغ العبادي!).

وقال عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية النائب ماجد الغراوي أن تنسيق اقليم كردستان والقوات الامريكية كان لإنقاذ قيادات داعشية على صلة به من موقع الحويجة، مطالبا الحكومة الاتحادية “باتخاذ موقف صارم تجاه التدخل البري الامريكي في العراق”.(13)

لكن الأسدي والعصائب والزاملي والغرواي انتظروا وانتظرنا معهم وسننتظر طويلا دون أن يأتي ذلك “الموقف القوي”، او حتى تصريح بائس من العبادي. فالصمت هو كل ما لدى هذا “الرجل” ليقوله! ..

والصمت كان أيضاً الرد الوحيد الذي لدى العبادي على مطالبة الشعب العراقي له بدعوة روسيا صراحة إلى المساعدة في ضرب داعش في العراق، لكن الشعب لم يجد رداً من رئيس حكومته سوى عبارات فارغة وإجراءات شكلية وما زال الشعب العراقي ينتظر دعوة العبادي للروس. لكنه لن يفعل فهو ليس حراً بذلك، وهم لن يسمحوا له بذلك لأن القصف الروسي حقيقي وليس القاء مساعدات “بالخطأ”!

هذه التبعية الذليلة للعبادي للاحتلال الأمريكي شاعت وفاحت ريحتها حتى أن الخارجية الأمريكية تضطر إلى تأكيد “ان العراق دولة ذات سيادة” وأن لها الحق ان تتعاون مع روسيا إن شاءت!(14)

أنظروا إلى الناطق الرسمي في هذا االفيديو وهو يقول بأن العراق تم إبلاغه بالأمر، دون الإهتمام بالنفي العراقي لذلك، ولاحظوا أيضاً أي نوع من الشخصيات السايكوباثية التي تكشفها حركاته لنعرف من يرسل الأمريكان ليمثل قواتهم في العراق.(15)

العبادي محرج بلا شك ويأمل أن ينسى الناس الأمر وربما أن تلهيهم وفاة الجلبي والصراع فيما إذا كان عظيما يستحق تمثال أم أنه حقير يستحق نبش قبره. لكن أمنيات العبادي ليست في مكانها، لأنها لن تكون المرة الأخيرة التي سيسعى هذا المسكين فيها لاخفاء وجهه عن نظرات الاحتقار، فوزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر وعد العراق بتكرارها «عندما تلوح لنا فرص للقيام بأشياء تسهم في تنفيذ الحملة على نحو كفء فسنقوم بذلك. الغارات واحدة من تلك الفئات، وأتوقع أن نحصل على فرص أخرى في المستقبل تعود بالنفع علينا».(16)

وهكذا سيجد العبادي نفسه يقفز من عار إلى عار، على العكس مما يتوقعه الرئيس العميل حين يخضع لأوامر الاحتلال المدمرة بالدرجة التي يفعلها العبادي مع أميركا. فأن المعتاد ان يسعى المحتل إلى إعطاء العميل "إحتراماً شكلياً" تعويضاً عن التضحية بشرفه، ولكي يساعده على تنفيذ المهمات التي كلفه بها. لكن كما نرى فأن العبادي يعامل كخرقة بالية من قبل الأمريكان، رغم انحطاط دوره إلى أدنى من دور نوري السعيد وعبد الإله أثناء الاحتلال البريطاني.

لقد كان العبادي واضحاً دائماً في رؤيته لمهامه. فقام فور استلامه السلطة بتعيين أكثر شخصيتين مشبوهتين في أهم منصبين اقتصاديين في البلاد (المالية والنفط) ووقع اتفاقيات مثيرة للاستغراب مع كردستان، في خطة يبدو أنها تستهدف، بالتعاون مع الخفض المتعمد لأسعار النفط، والقروض المشبوهة التي سارع بتوقيعها مع صندوق النقد الدولي بالتعاون مع هوشيار زيباري، الإجهاز على العراق اقتصادياً، والبدء ببيع ثروته بشكل نموذجي لما شرحه جون بيركنز – في فيديو القاتل الإقتصادي (17)
كذلك لا ننسى مشروع العبادي "الحرس الوطني" التي جاءت ضمن اتفاقات تشكيلة حكومته، والتي تطمح إلى تمزيق العراق إلى محافظات مستقلة لولا وقوف الحشد الشعبي بوجهها.

كل شيء صار واضحاً وصريحا وصلفاً: الأمريكان يتبنون تدمير العراق لحساب إسرائيل، اقتصاديا بالفساد وبصندوق النقد وبكردستان وعسكريا بواسطة داعش والعملاء في الجيش ومشروع الحرس الوطني، والعبادي مكلف بتنفيذ المرحلة الأخيرة منها! العبادي وحكومته صفحة مخجلة في تاريخ العراق، وكل شيء واضح، لكن هذا ليس كل شيء..هناك أمر آخر...

فضيحة العبادي ومذلته تنعكس على الشعب الذي يقبل بأن يقف مثل هذا على رأس بلاده، ويسمح وهو يرى الخطوات لتمزيق بلاده أمامه بلا غضب وبدون ان يخشى المتآمرون أي رد فعل، كأن يلحقوا بمصير نوري السعيد! إنها فضيحة للشعب أن لا يقلق الحاكم من تمزيق بلاده لحساب المحتل، مثلما يقلق من زيادة سعر الكهرباء أو من امتحان منافسة وأن لا يهتم بذلك بقدر اهتمامه بوفاة سياسي تافه او فضيحة صحيحة أو مختلقة لسياسي يكرهه.

فإن قلنا أن صمت العبادي مخجل، فأن صمت الشعب، صمتك أنت أيها القارئ عما يجري لبلدك... غير مشرّف أيضاً! فالعار الذي يصيب قيادة بلد، يصيب شعب البلد الذي يرضخ لتلك القيادة. لقد اصابتنا قياداتنا بالفعل بالخجل من انفسنا وهي تضع أموالنا أمام لصوص كردستان ولصوص الأردن وسيادة البلد تحت البسطال الأمريكي المرة تلو المرة، لكننا لم نرتعب بعد كما يجب. فالمصالح التي يتم هدرها لم تعد تتعلق بالإقتصاد والكرامة وحدها، بل وصلت السكين إلى الرقبة. واليوم فأن أهم ما يحمي داعش وبقية المؤامرة الأمريكية ويدفع عنها الخطر الروسي كما دفع عنها خطر الحشد، ووقف بوجه كشف حقائقها هو العبادي والحكومة المثيرة للتقزز التي وضعت لهذا الغرض على ظهر هذا الشعب من قبل أميركا وكردستان، وكلاهما ملتزم بخدمة الأجندة الإسرائيلية للعراق. وفي هذه اللحظة الحرجة التي نادراً ما يجود الزمن بمثلها، بوجود دولة مستعدة للتدخل بوجه مؤامرات الوحش الأمريكي، مانحة الدول التي ترزح تحت فرقه الإرهابية فرصة النجاة، فأن المطلوب من العبادي أن يفوت الفرصة على الشعب العراقي للنجاة! إننا لو راجعنا الحقائق بلا تحيز، فسنجد أن العبادي أخطر وأهم من أبو بكر البغدادي لسلامة داعش وللإحتلال الأمريكي والأجندة الإسرائيلية!

إن لم يكن يكفينا الشعور بالعار والغيرة على كرامتنا لسحق هذه الحكومة، فيجب أن يكفينا الخوف! يجب أن يتم وعي المؤامرة على العراق بحجمها المهول ويتم التعاون بين الرافضين لها بشدة، فهي لم تعد تهدد اقتصاده وسعادته، بل مصيره ووجوده. وما لم يذق العملاء مر السم الذي يحقنون العراق به لحساب أسيادهم، فأن الأمر لن يتوقف على العار وحده! لن يتوقف إلا بإزاحة الشعب العراقي عن الوجود ويتحول أهلنا إلى غجر يتنقلون بين الأردن وإيران! هذا ما تريده إسرائيل، وما تنفذه أميركا وذيولها. يجب أن يفكر كل منا بما يستطيع أن يفعله لوقف هذه الكارثة... الآن!
 


(1) - خبير قانوني: عملية الحويجة تتطلب اتفاق التحالف الدولي مع بغداد وليس إعلامها فقط
http://aynaliraqnews.com/index.php?aa=news&id22=47081
(2) من هو الجندي الامريكي الذي قتل في عملية تحرير الرهائن؟
http://www.gulan-media.com/arabic/details.php?section=1&id=27302
(3) مسرور بارزاني يتحدث عن عملية الحويجة
http://www.sotaliraq.com/newsitem.php?id=303138#axzz3pcTbKPjl
(4) البارزاني يطلع الجبوري وعلاوي على تفاصيل -عملية الحويجة- ضد داعش –
http://www.gomhuriaonline.com/main.asp?v_article_id=307216#.Vi1RWfkveUk >
(5) علاوي: البارزاني شرح لنا عملية الحويجة وسيتم اعادة الرهائن الى الحكومة العراقية
http://today-news.org/news.php?NewsID=9828
(6) حكومة كردستان العراق: عملية الحويجة «جريئة».. وأنقذت حياة 69 إنساناً
http://www.moheet.com/2015/10/24/2332873
(7) العراق تنفي تنسيقها مع أمريكا في عملية تحرير رهائن الحويجة –
http://dokan.news/2656
(8) الصيهود: السيادة العراقية مستباحة من قبل الأمريكان بمساعدة مسعود بارزاني –
http://www.akhbaar.org/home/2015/10/200352.html
(9) نائب عراقي: نقل 20 إرهابياً إلى أمريكا بعملية إنزال الحويجة
http://arabic.irib.ir/news/item/10/164123/16/0
(10) جريدة الدستور: نائب عراقي يدعو العبادي لتوضيح ملابسات "عملية الحويجة" ضد داعش
http://www.dostor.org/916281
(11) العصائب: عملية الحويجة سابقة خطيرة ويجب الكشف عن اسماء المحررين وهوياتهم |
http://www.alsumaria.tv/news/149744 /
وقال المتحدث بإسم الحشد الشعبي النائب أحمد الاسدي قال: "أننا مازلنا ننتظر الموقف الحكومي الرسمي من هذه العملية".(12)
(12) الحشد الشعبي: ننتظر موقف الحكومة من عملية الحويجة وسنتأكد من الاسماء المعلنة
http://www.almaalomah.com/news/36096 /
(13) الغراوي: "تصرف الاقليم فردي وخارج علم الحكومة الاتحادية وعليها اتخاذ موقف قوي مع الاقليم
goo.gl/XZzsby  
(14) الخارجية الأمريكية: العراق دولة ذات سيادة ولها الحق في التعاون مع روسيا
http://www.dp-news.com/dpgulf/detail.aspx?id=5368
(15) Col. Steve Warren, CJTF-OIR Spokesperson on Hostage Rescue Operation - YouTube 
https://www.youtube.com/watch?v=HDgCFfSbp-0
(16) كارتر: عملية الحويجة لن تكون الأخيرة - جريدة الاتحاد
http://www.alittihad.ae/details.php?id=100789&y=2015 
(17) القاتل الإقتصادي – جون بيركنز
https://www.youtube.com/watch?v=mDRuoc6MSZA

 

 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter