| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صباح قدوري

 

 

 

                                                                                     الثلاثاء 5/3/ 2013



الانتخابات الثالثة لمجالس المحافظات المحلية العراقية

د. صباح قدوري

يتوجه الناخبون في 14 محافظة عراقية،الى صناديق الاقتراع لانتخاب مجالس المحافظات، المزمع اجراءها في العشرين من شهر نيسان/ابريل 2013 القادم. باستثناء محافظات اقليم كردستان الثلاث (اربيل ، سليمانية ، ودهوك) ، بالاضافة الى محافظة كركوك، لا يزال وضعها معلق بدون حل لحد الان.

بدأت الحملة الانتخابية اعتبارا من بداية هذا الشهر في جميع هذه المحافظات، معبرا عنها بادوات اعلامية وغيرها. ونأمل المشاركة الجماهرية الواسعة بهذه الانتخابات، في الوقت الذي تسود الفوضى والانقسام السياسي في الشارع العراقي، وتردي الاوضاع الامنية، واشتداد المظاهرات والاحتجاجات في المحافظات الغربية، مع سوء الاحوال الامنية والاقتصادية  والاجتماعية في عموم العراق، ومنها خاصة المعيشية والخدمية والبطالة والفقر والتخلف.

ان الخطاب السياسي السائد في ادارة البلاد، منذ سقوط  النظام الديكتاتوري السابق في2003 ، وبعد مرور عشر سنوات على ذلك، مبني على ذهنية وفكرة المحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية والاثنية والحزبية الضيقة. استمرار هذا النهج الى يومنا هذا، وتحويله الى الصراع في تقسيم السلطة والنفوذ والفساد الاداري والمالي على كافة المستويات الحزبية والادارية في الدولة. لقد قادت هذه السياسة العراق الى الجهل والخرافة والفقر والمرض وانتشار الجرائم والارهاب. وشمل كل مرافق الحياة اليومية، ولم يهدأ حتى الان . واصبح اليوم ابناء الشعب العراقي اكثر وعيا وادراكا ، بان الاستمرار في الحالة القائمة بين الاحزاب الطائفية المتنفذة في السلطة ، سيقود البلاد الى تعميق الخلافات وانقسام المجتمع ، وادخال العراق في مأزق كبير يؤدي بنا الى نفق مسدود ، من الصعوبة الخروج منها بدون ثمن باهض. ويهدد في نفس الوقت مستقبل تطور العملية السياسية في العراق ، والى مزيد من الدمار والضحايا، وتدهور الاوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية، ولا يجلب للعراق غير التخلف والانهيار على كافة الصعد، ما لم يتم تغيير هذه السياسة ووضعها في جادة الصواب،  بما يخدم بالاساس حقوق ومصالح  جميع ابناء الشعب العراقي دون التفرقة، وفق خصوصية المواطنة والانتماء الى وطن واحد ، مع احترام  خصوصيات وهويات فرعية ، وتحقيق التنمية الاقتصادية ،والتوجه نحو اعادة بناء الاقتصاد الوطني ، وفق رؤية  واستراتيجية واضحة المعالم والشفافة، والاستخدام العقلاني للموارد الاقتصادية، وخاصة النفطية منها لهذا الغرض.

فعليه ان مسألة  تغيير المسار السياسي العراقي الى حكم ديمقراطي علماني تعددي فيدرالي موحد ، والخروج من هذا المأزق المعقد ، وما الت اليها الحالة العراقية،هي مسئولية الجميع، ومهمة وطنية غير قابلة للتأجيل.

واليوم فان الشعب العراقي امام امتحان عسير في هذه الانتخابات، والمطلوب منه ان يحقق نتائج ايجابية ملموسة،ستكون بداية نقطة الانطلاق ، قد تساهم في تصحيح المسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العراق، ووضعه على طريق الصحيح، بحيث يخدم النظام الديمقراطي الحقيقي ، ويوحد الشعب وفق مبدأ المواطنة والوطنية، ويحترم الاديان والمذاهب والهويات الفرعية لاطياف الشعب العراقي ، ويحقق انجازات تنموية ملموسة ، ويقر بالتعددية السياسية، وتداول السلطة بطريقة سلمية وديمقراطية، وفصل الدين عن الدولة، وبناء دولة مدنية عصرية ، تتحق فيها كافة الحقوق المواطنة ، واستقلال السيادة الوطنية، وانجاز التنمية الوطنية.كل هذه الامور هي من اولويات برامج ومسئولية التيار الديمقراطي العراقي ، والاطراف المتحالفة معه، وفي نفس الوقت هي مهمة ومسئولية وطنية ايضا.

اليوم ينشط التيار الديمقراطي العراقي ، الذي يعبر عن التطلعات والاهداف الحقيقية  لكل اطياف والوان الشعب العراقي على الساحة العراقية . ويلعب ايضا دوره الحقيقي التنويري والوطني في تعبئة الجماهير، وخلاص الشعب العراقي من محنته، بعد ان وسع تحالفاته الديمقراطية والوطنية، لخوض هذه الانتخابات . وايمانا منه بالديمقراطية الحقيقية، وببناء دولة عصرية عابرة للطائفية والعرقية والمذهبية والاثنية والقومية الشوفينية. وبذلك اصبح هذا التيار الخيار الافضل للشعب، وخاصة بعد ان اكتسب المواطن العراقي شئ من الخبرة والحرية والفهم عن وضع العراق، والانتخابات السابقة، التي لم تجلب للعراق غير الدمار والفقر والتخلف، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني.

ان هذه المعركة الانتخابية ساخنة ومصيرية في المرحلة الراهنة ، تزداد فيها حدة الصراع من اجل رسم  ملامح النظام السياسي والاقتصادي القادم . وتقديم ما هو افضل للمواطن العراقي، الذي يتطلع بكل امل الى التغيير المنشود نحو مستقبل احسن ، تتحقق فيه امنيات ابناء شعبنا في عيش الكريم والرفاء والسعادة. وعلى الشعب ان يتبنى ويعلق اماله على مبادئ التيار السامية واهدافه النبيلة، والاطراف المتحالفة معه، وتشجيع الجماهير للمشاركة بحماس في هذه الانتخابات المهمة والمصيرية الى حد كبير، وان تحقيق الانتصار في هذه المعركة الانتخابية المحلية ، سيكون بلاشك نقطة الانطلاقة التالية، وقاعدة متينة لجماهير الشعب العراقي، للتحضير للانتخابات التشريعية القادمة ، والمتوقع اجراءها في السنة القادمة 2014، وتحقيق اماني شعبنا في الانتصارات العظيمة، لبناء عراق جديد بكل معنى للكلمة، وتحقيق مستقبل باهر لهذا الجيل والاجيال القادمة.

عليه فان التصويت لهذه القائمة وحلفاءها ، يعتبر واجب وشرف ومساهمة كبيرة، في انقاذ العراق وشعبه من محنته هذه ، وارجاع الامن والاستقرار والسلم الاهلي في ارجاء العراق ،وبين مكوناته واطيافه المتنوعة وتوجيه المال العام بكل شفافية ومصداقية، وبشكل صحيح وملموس، وبالطرق المعرفية في ادارة البلاد، بعيدا عن المحاصصة والطائفية والنعرات الاثنية والقومية المتطرفة، والقضاء على داء الفساد الاداري والمالي، لغرض تحقيق افضل نتائج في التنمية الاقتصادية الاجتماعية والثقافية الوطنية، وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية امام القانون والواجبات والمسئوليات، وفي تقاسم الثروات على كل ابناء الشعب العراقي بدون التفرقة، والقضاء على الفقر والبطالة، ومن اجل بناء عراق الامل والامن والسلام.


 


 

free web counter