| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

 

الاحد 15 /4/ 2007

 

 

طائفية " من اين لك هذا ؟!" السياسية
 

سلام كبة

تعيش الطائفية السياسية في عراقنا ازمة تناقض محاولات الحفاظ على القوة الانشائية في التعبير والنصية في التفسير وتكوين الوعي التبريري الزائف وبين الواقع الموضوعي المتغير سريعا والذي يصعب اللحاق به واخضاعه ! وتجسد هذه الطائفية السياسية محاولات استحواذ البورجوازية البيروقراطية والطفيلية على مشاريع التنمية والاعمار والخدمات بالخصخصة ، وبعقلية المافيا واسناد الميليشيات وعفونة بقايا الروتين الصدامي لتستغل مواقعها في السلطة لعقد الصفقات والعقود المريبة الكبرى والمقاولات والتهريب والسوق السوداء والخدمات الاستشارية والغش والاختلاس والتواطؤات واساليب الخداع مع الجميع وعلى الجميع ، وتوكيلات الشركات الاجنبية لتشيع الرشاوي والاعطيات والمكرمات ، ولتضع يدها على الملايين والمليارات .. ارصدة شخصية في البنوك الاجنبية .. ولتسعى الى اغراق المجتمع في حمى ( حمأة ) اخلاقياتها الاستهلاكية بعد بناء قصورها الفارهة لتعيش فيها حياة الترف والبطر في ذروة الكساد والركود والتضخم الاقتصادي والفقر العام والفساد ! . ولتخسر الدولة بذلك لا الاموال التي لا حصر لها بل والسمعة والاهلية !. وازمة الطائفية السياسية اليوم امتداد لأزمات الدكتاتورية الصدامية البائدة ومحاولة دفع التاريخ لأعادة انتاج نفسه مرة أخرى بثوب بائس مهلهل جديد .
الشمس تغيب والدمار لا يغيب

زعزع الفساد والافساد جبهة الشعب العراقي الداخلية لأنها مست امنه وامن الوطن وسيادته وقدراته الدفاعية ازاء الاختراقات والمؤامرات الخارجية والتدخلات الاجنبية والاحتلال الاميركي ! وعكست هذه المظاهر السرطانية الخلل الديمقراطي الصارخ اي الافتقار الى المناخ الديمقراطي السليم المتمثل بالمحاصصات الطائفية والقومية ، ونهوض الفكر الرجعي ، والتشوه الهائل في البنى الاجتماعية – الطبقية والنسيج الاجتماعي لتصعد النخب الاقلية باستغلال وشائجها الاصطفائية والولاءات دون الوطنية ويجري دفع الشعب الى القاع الاجتماعي ، وليتعمق التفاوت الاجتماعي الصارخ بقوة وسلطان وجبروت وجاه المال والسلاح وشبكة العلاقات التي يتحكم فيها اللص الكبير بالحرامي الصغير !. ومواصلة آلية انتاج الفساد هي انعكاس لسوء توزيع الثروة القومية توزيعا عادلا وبقاء تطبيق القرارات اسير البرقرطة قابعة في ادراج المكاتب .. ولينطبق حديث المؤرخ اليوناني هنا " كلما زادت الدولة فسادا .. زادت قوانينها غير المطبقة !".
لا يصدقون ، واين الصدق من ملأ
طغوا بما نعموا فيه ، وقد فسقوا
وهم رؤوس بسخف الرأي قد ملئت
ساموا الذرى ، خسف ما عاثوا وما نطقوا

شجع فساد دولة المحاصصات الطائفية على التباطؤ في اتخاذ اجراءات الاصلاح الاداري والمالي وازدهار الفعاليات التهريجية الميكافيلية واللطميات الدينية والبكائيات ! لتنعم اساطين ورموز الفساد في جهاز الدولة والمجتمع المدني بالبحبوحة دون حسيب او رقيب .. لتعم المحاصصة الطائفية والقومية حتى محاولات تقديم هذه الكوارث البشرية الى القضاء النزيه العلني العادل دون رحمة ! .. وليجري اسناد المشاريع التنموية والمناصب الحكومية الى الجهلة والاميين وبقايا شرذمة البرقرطة البعثية ممن لا يتمتعوا بالكفاءة والمواقف الحازمة العقلانية .. ولتستغل مقولات " الرجل المناسب في المكان المناسب " و" من اين لك هذا ؟!" لأغراض التنفيس الاستهلاكي ليس الا..
سببت مظاهر التردد وعدم الحزم واللجوء الى الفكر الغيبي والميل الى التسويات واساليب الاغراء والافساد ، لا افساد الافراد فحسب بل الاحزاب وقادة البورجوازية الصاعدة ، لأخراجها من ميادين الكفاح الحقيقية.وباتت بلادنا اليوم اقرب الى جبهة نزال ملتهبة تتقاطع فيها وتتصادم المصالح والاستراتيجيات الاقليمية والدولية وتتشابك مع عناصر الصراع الداخلي التي تدفع عموم الاوضاع باتجاهات بعيدة عن مصالح الشعب وتطلعاته في الامن والاستقرار واستعادة السيادة الوطنية الكاملة وبناء الدولة الديمقراطية الحقة على اسس تبتعد عن التحاصص الطائفي .