| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

السبت 16/2/ 2013                                                                                                    

 

"انا القانون" وقطع صيوان الأذن بين الفعل المباشر وغير المباشر

سلام  كبة     

المقصود بالقطع المباشر هو الفيزيولوجي!وفق قرار من مجلس قيادة الثورة المنحل المرقم 115 في 25 آب عام 1994،والذي نص على المعاقبة بقطع صيوان الآذان وتوسيم الجبهة لكل من هرب وتخلف عن اداء الخدمة العسكرية!وهو القرار الذي وقف وراءه مأبوني صدام حسين والاسلام السياسي الحاكم اليوم معا!"المأبون...مأبون في كل زمان ومكان"!ومن امثال مدحت المحمود وطارق حرب ومن لف لفهما!واللذان جهدا لاشاعة التدخل الحكومي السافر في شؤون القضاء العراقي اليوم والسعي للتأثير على قراراته واحكامه،وتسييسها وفقا لمصالح واهواء القوى الطبقية المتنفذة!
اما القطع غير المباشر فالمقصود منه الآثار الناجمة عن الضغوط المضرة بالاجهزة السمعية والحساسية في الشعيرات الحسية للجسم الحلزوني بالأذن الداخلية والمؤدية الى الصمم احيانا!بسبب الضوضاء او الضجيج!اي الأصوات غير المرغوبة ذات الطاقة المؤثرة على قدرة الانسان في تمييز الأصوات والتي تسئ الى فعالية اجهزته السمعية وتؤثر سلبا على كيانه .. وكذلك الضوضاء المعلوماتية التي هي مزيج من المعلومات غير المتجانسة وغير المتناسقة وغير المرغوبة ذات طاقة تؤثر على قدرة الوعي الانساني لتمييز المعلومات وتسئ الى صحة المواطن وتعكر مزاجه ونفسيته وسايكولوجيته وتؤثر على مهام جهازه العصبي!والتلوث الضوضائي - نوع من انواع العنف غير المبرر وغير الملموس يؤدي الى الشعور بالاحباط والعجز بينما يحق للمواطن ان يحظى بالهدوء و الحياة الهانئة!
التلوث الضوضائي – عمل ارهابي في وضح النهار لأنه فعل عنف موجه حصرا ضد المدنيين والمدنية والمجتمع مهما كانت الشرعية السياسية والقانونية والتاريخية التي تمتلكها المصادر الضوضائية!ومن المفيد التأكيد ان الهواء والمياه لازالتا ملكية عامة " لا حمى الا حمى الله ورسوله"، والضوضاء هي اغتصاب لهذه الملكية مع سبق الاصرار!والضوضاء كأي كل عمل ارهابي - اعتداء على الحياة البشرية،والملكية على تعدد جوانبها،والأحوال على وجه يخالف احكام القانون الدولي بمصادره المختلفة بما في ذلك المبادئ العامة للقانون التي حددته المادة (38) من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية!وتعتبر السلطات ارهابية وراعية للعنف عبر اشاعة الرعب ومصادرة الحريات السياسية واهدار حقوق الانسان بأجهزتها القمعية الموسعة واتباع أساليب القمع النفسي الحديثة القائمة على تكتيك الفزع والصدمة المفاجئة لشل تفكير الخصم والتمرس في مضمار صناعة تضليل العقول.
الضوضاء فعل من مجموعات منغلقة ومنعزلة من الافراد يستطيعون به الاخلال بالاستقرار والتوازن الامني والبيئي القائم عبر الاستفزاز والطرق غير الاخلاقية والتزوير والتهديد باستخدام العنف واستخدامه فعلا ،وبالغش على اختلاف انواعه ونشاطه السوقي الاسود!كل ذلك من سمات المافيا والعرابين القدامى والجدد واللوبيات والبلطجية!وتؤدي الضوضاء الى الاساءة المادية والمعنوية للابرياء تكمن وراءها اهداف وجماعات وحتى منظمات ودول،الاساءة المادية والمعنوية ضد ابرياء لا حول لهم ولا قوة في الصراعات القائمة لأنها تقوم على نسق مبرمج!الضوضاء ثمرة للتوترات السياسية القائمة والانحطاط المؤسساتي بسبب ازمات الشرعية والمشاركة والازمات المعيشية والاقتصادية والتخلف والضغوطات الخارجية وخرق السيادة الوطنية.يقف وراء الضوضاء من يردد مع نفسه مقولة كل دكتاتور ساقط "أنا القانون"!كما اسهم وأد الاسلام السياسي الحاكم للمادة 38 من الدستور ذات الصلة بحق المواطن في التعبير عن الرأي بمختلف الوسائل،وفي الاجتماع والتظاهر السلمي،اللذين هما من مظاهر ووسائل التعبير عن الموقف والرأي!والسعي لاشاعة تكميم الافواه ومصادرة الحقوق!..اسهم في ارتفاع الرصيد الضوضائي!
الضوضاء بشكل عام مسؤولة عن 50% من الاخطاء في الاعمال الميكانيكية و 20% من الحوادث المميتة واضاعة 20% من ايام العمل ..وهي تؤثر سلبا على التكاثر الحيواني ليقل انتاج الدجاج من البيض،والحليب بالنسبة للابقار ... كما تؤثر الضوضاء على النمو النباتي وعملية التركيب الضوئي!وتسبب الضوضاء الضغوط المؤثرة على النشاط العضلي والفكري للشغيلة والضغوط الفيزيولوجية والسايكولوجية ونشوء التوتر أي نمط استجابة الجسم للتأثيرات والضغوط والاحتياجات!وفي كلتا الحالتين (الطبيعية،المعلوماتية )تتركز التأثيرات في :

1. التأثيرات النفسية مثل سرعة التعب والإرهاق العصبي والشعور بالضيق وسهولة الإثارة وكثرة الشكوى والتأثيرات العصبية الفسيولوجية المؤثرة على الإنتاج والتي تزيد من نسبة الأخطاء وتنقص القدرة على التركيز واداء الأعمال الذهنية والعقلية . تهيج الضوضاء الأعصاب، وتؤدي الى الشعور بالخوف والانهيار العصبي، وتؤثر على قدرة التركيز، ولا تسمح بالتفكير والعمل والتعلم أو حتى التمتع باوقات الراحة.
2. ردود الفعل البيولوجية مثل سرعة النبض وتقلص الشرايين والأوعية الدموية وسرعة إفراز بعض الغدد في الجسم مما يتسبب عنه ارتفاع نسبة السكر في الدم . ومن ردود الفعل الأخرى القرحة وقلة مقاومة الجلد للكهرباء وتوسع في بؤبؤ العين . تؤدي الضوضاء إلى فقدان السمع المؤقت وأحيانا الفقدان الدائم للسمع، وهي تؤدي الى زيادة تدفق الأدرينالين في الدم، وتزيد من ضغط الدم، كما تشوش وتيرة نبض القلب وعمل الكلى، وتسبب الإعياء مما يؤدي الى الحاق الضرر بجهاز المناعة.
3. الأضرار بالأجهزة السمعية والحساسية في الشعيرات الحسية للجسم الحلزوني بالأذن الداخلية .. وحتى الصمم أحيانا.
4. الوفاة بسبب الضوضاء الحادة والضغط العالي جدا.
5. الضوضاء البيئية تؤدي الى اضرار مادية إقتصادية لأنها تقلل من القيمة الإقتصادية للسكن.

دخل مسلسل الارهاب والتخريب والجريمة المنظمة مع صعود نجم الاسلام السياسي الحاكم في سياق نوعي جديد ضد بلادنا ومظاهر وجود الدولة الاساسية!بهدف تحطيم ارادة الشعب وحركته الاجتماعية والديمقراطية والجمعيات الخيرية والطوعية..الامر الذي تسبب في تراجع الثقافات الوطنية ومنها الثقافة البيئية خطوات كاملة الى الوراء لتحل محلها ثقافة وديمقراطية القطيع والرعاع والبلطجية والولاءات دون الوطنية،الثقافة الشمولية الجديدة والهجينية الانتقائية النفعية وثقافة الموت والقبور!ثقافة عناكب الشك والحذر وقيم النفاق والغدر والتآمر والاغتيال والأنانية والانتقام و القمع!الثقافة السياسية المتهافتة واليقينيات المطلقة بامتلاك الحق المقدس،واساسها الجهل والفقر والتهميش وعدم الثقة بالمستقبل والوهم والوحشية!!اما المحاصصة الحكومية السياسية واعمال الارهاب وصعود نجم التطرف الديني والطائفية السياسية الحاكمة فهي تسهم في التوسع الانتروبي للعملية السياسية الجارية اليوم في بلادنا،وما يعنيه ذلك من مستقبل غامض ومجهول!

 

بغداد

16/2/2013
 

free web counter