|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  14 / 10 / 2021                                  سهاد الخطيب                         كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 
 

 

تشرينيات نجفية
(2)

سهاد الخطيب
(موقع الناس)

الخيمة بيتنا الثاني
كانت خيمة (المرأة ثورة) في ساحة الإعتصام مقراً للنساء والشابات المتظاهرات، من عضوات رابطة المرأة العراقية فرع النجف وغيرهن الأخريات ممن انضممن الى الحراك الإحتجاجي، وشاركن في التظاهرات اليومية في ساحة الإعتصام. وفي شهر تشرين الثاني 2019 بدأ تجمع النساء يزداد ويتسع ليشمل شرائح جديدة من الشابات والنساء وبمختلف الأعمار والتوجهات والمهن، من ربة البيت الى الاعلامية الى استاذة الجامعة والتربوية والمعلمات وطالبات الجامعة.

وبدأنا بتنظيم برنامجنا اليومي حيث نخطط يومياً لما سنقوم به في اليوم التالي من الفعاليات والنشاطات الإضافية بعد المشاركة اليومية في التظاهرات، فقررنا أن نقيم ندوة تتحدث فيها النساء عن سبب حضورهن للساحة والمشاركة في التظاهرات مع أخوتهن وابنائهن الشباب في الساحة.

كانت البداية معي، تكلمت أنا عن الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي وفرت الأرضية لإنطلاقة الإنتفاضة، وعن مساهمات رابطة المرأة العراقية والمنظمات الأخرى في خلق تراكم الحراك الإحتجاجي منذ عام 2011 في النجف والعراق. بعد ذلك فُتح باب النقاش وبدأنا نسمع آراء النساء الموجودات واسباب وجود كل واحدة منهن، وكانت الآراء مختلفة ولكنها تجتمع تحت مظلة استعادة الوطن من الفاسدين وتأمين حياة حرة كريمة للناس.

من ضمن الفعاليات أيضاً ان النساء يحضرن للساحة مع بناتهن وابنائهن الصغار،ً ففكرنا باقامة مرسم حر للأطفال على الرصيف الذي تتواجد فيه خيمتنا، ووفرنا لهم أٌقلام تلوين وكارتات ملونة، وبدأ الأطفال الرسم على الرصيف وبرعايتنا لهم، وعلقنا نتناجاتهم على جدار خيمتنا والخيم المجاورة، وكانت أغلب الرسومات تعبر عن حب الوطن والبلد، كانت فعالية جميلة أفرحت الأطفال وعوائلهم.

أقترحت علينا احدى الشابات المشاركات في الإحتجاج، وهي طالبة فنون جميلة تحضر يوميا مع شقيقتها برفقة والدهما الى الساحة والخيمة، أن تشارك بمعرض خاص لنتاجاتها، رحبّنا بالفكرة ووفرنا لها ماتحتاجه، وبعد بضعة أيام أكملت 15 لوحة جميلة مواضيعها عن التظاهرات والانتفاضة في بغداد والنجف، ومعاناة الشباب واستخدام الغاز المسيّل للدموع ضدهم، وتم تعليق اللوحات على جدران خيمتنا والخيم المجاورة، وشاهدالمعرض المحتجين في الساحة من الشباب المنتفض ومن يشاركهم، وجرى تغطية المعرض من قبل بعض الفضائيات، التي أجرت بعض اللقاءات مع بعض الشابات والنساء اللواتي أوصلن صوتهن الاحتجاجي عبر وسائل الإعلام.

وصادف في 13 تشرين الثاني 2019 عيد ميلاد إحدى الشابات المتظاهرات، واقترحت علينا إقامة فعالية عيد ميلادها في الساحة امام الخيمة، ورحبنا كثيرا بالفكرة، وجلبت هي كيكة عيد ميلادها وعليها صورتها وشموع المناسبة، من جانبنا في رابطة المرأة العراقية وفرنا الحلوى وهدايا لها، واحتفلنا معها في الساحة أمام خيمتنا، وشاركنا الاحتفال كثير من النساء، وشاهد الفعالية من كان متواجداً في الساحة. لقد كانت مبادرة جميلة حملت كمية كبيرة من الفرح للجميع، وتحقق ما كنا نعتبره ان الخيمة هي بيتنا الثاني، وبدلا من ان نقيم فعالياتنا في البيت نشارك الآخرين معنا في الخيمة وساحة الاعتصام. من الجدير بالتأكيد هو اننا كنا نراعي العادات والتقاليد الموجودة ونتصرف بالتحفظ المطلوب، لأن المكان مفتوح ويتواجد فيه الشباب، ولذلك كانت فعالياتنا مصدر احترام وتقدير من جميع المتواجدين من الرجال والنساء والشباب في الساحة، وكانت الفعاليات ايضاً مصدر قوة وفرح لنا وللجميع.. ........

يتبع

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter