|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  27  / 2 / 2016                                 سعد السعيدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اليست هذه الشركة وهمية يا وزير الكهرباء ؟

سعد السعيدي
(موقع الناس)

جاءنا في الاخبار الشهر الماضي عن ان وزارة الكهرباء قد ابرمت عقدا استثماريا في قطاع الكهرباء. واوضح الخبر عن ان العقد الذي تم مع (شركة النور الثاقب) لمدة خمس سنوات يتضمن الخدمة والصيانة والجباية لاحياء في منطقة زيونة في جانب الرصافة من العاصمة بغداد.

كعادتنا في مثل هذه الاحوال نقوم بالتدقيق في الاخبار عندما يتعلق الموضوع باخبار مثل هذه ، والمتعلقة بوزارة الكهرباء على الخصوص. وهي الوزارة التي تتبوأ المركز الاول في اشكال الفساد في العراق كما هو معروف. لدى التدقيق في امر الشركة المذكورة اعلاه على موقعها في الانترنت وجدنا امورا كثيرة مثيرة...

في صفحة تعريف الشركة عن نفسها نراها تدعي تنفيذ مشاريع متعددة بأعمال السدود والمجاري والطرق. إلا اننا لم نجد توكيدا لايا من هذا على الموقع ! كذلك فعلى نفس الصفحة فيما يبدو من كونه نماذجا من "إنجازات" هذه الشركة ، لاحظنا بأن كل صور المنجز لهذه الشركة لا تعدو عن كونها رسوما ملونة... بدل عن ان تكون صورا حقيقية لما جرى بناؤه.

إحدى المباني التي استرعت انتباهنا في الصفحة هي تلك المسماة بناية الياسين حيث تدعي الشركة بأنها بنيت في منطقة ساحة التحرير في بغداد. وقد وضعت صورة "معبرة" لهذا المبنى وهو رسم لناطحة سحاب !!! لدى السؤال عنها اجابني اصدقاء ثقاة من بغداد بعدم معرفتهم بمبنى مثل هذا في المنطقة المذكورة. لماذا تخاف الشركة من نشر صور حقيقية لمبانيها المنجزة ؟.. ام لعل المشروع مزيف ، اي لا وجود له ؟ المثير الآخر في امر هذا المبنى (المتعدد الطوابق مع سرداب) هو الادعاء بأن كلفة إنشائه كانت نصف مليون دولار امريكي !

كذلك وجدنا صورة لفندق كبير في منطقة جبلية. لم يكن مذكورا مكان بنائه ولم نجد عند التدقيق حوله من إشارة لوجوده في العراق. الاستنتاج هو ان هذا المشروع ايضا وهمي... وقس على هذا كل صور الموقع من اعمال الشركة المدعى إنجازها. فكلها رسوم ملونة على الورق لمشاريع مزيفة لاوجود لها. ونطرح السؤال : هل هذه الشركة وهمية ؟ هل جرى التعاقد يا وزير الكهرباء ولمدة خمس سنوات... مع شركة وهمية ؟؟

لا نتعجب من تغاضي العبادي ولجنة الطاقة التي يرأسها عن التدقيق في امر هذه الشركة قبل التعامل معها. وإذ نعلم منذ مقالاتنا السابقة عن الفساد الشديد للوزير الفهداوي وعن قيامه مثل كل اللصوص ببيع محطات الكهرباء في الظلام بحجة الاستثمار ومع علمه بكون هذا مخالف للقانون مع غياب اي تشريع يجيز عملية مثل هذه ، سيكون واضحا لنا سبب عدم تقديمه للقضاء طوال الفترة التي افسد فيها على رأس وزارته وما زال. فالعبادي هو من يقود عمليات البيع هذه ويغطي عليها بالتناغم مع اجندات إقليمية ودولية.

ليس هدف المقالة الحصول على إجابات من العبادي او من الوزير اللص المحتال. فكلاهما شركاء في الفساد. بل ان هدفها هو إعلام الرأي العام العراقي بما يجري. وهذه ليست المرة الاولى التي نشير فيها الى فساد العبادي وحكومته. والخطوة التالية للقضاء على هذا الفساد المستمر المتمثل بهذه الحكومة يكون برحيلها كليا عن السلطة وتقديم اعضاؤها جميعا للقضاء.

لذلك فنحن نقول للعبادي وحكومته : آن الاوان لرحيلكم !


 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter