|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  3 /  7  / 2024                                         ﺸﻪﻤﺎﻝ عادل سليم                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ثائرة يوسف عزيز بلندار ...
بطلة من بلادي

شه مال عادل سليم
(موقع الناس)

ثائرة يوسف عزيز بلندار ، مناضلة عراقية صلبة، انطلقت بقوة في العمل النضالي والتنظيمي الشيوعي المشبع بروح الثورة على الأعداء الطبقيين ،والرفض لأي حلول جزئية، والإيمان الشديد بأن العدو يواجه بالمقاومة وليس بالتفاوض والمساومة.

‎كما تمردت الرفيقة ثائرة على التقاليد التي تقلل من دور المرأة في المجتمع العراقي والكوردستاني ، وأكدت في مراحل نضالها الشاق رؤيتها في حق النساء الريادي والقيادي في كفاح الطبقي والتحرر الوطني..

‎تعلمت الرفيقة ثائرة أثناء تجربتها النضالية أن العمال والفلاحين هما المخزون الثري الحقيقي للعمل والنضال الطبقي والوطني، مؤكدة إيمانها بأيديولوجيا وسياسة الحزب الشيوعي العراقي ، التي رأت فيها نموذجا تنظيميا ورؤية تقدمية تستوعب اندفاعها الثوري في العمل الوطني من اجل وطن حر وشعب سعيد ...

نشات المناضلة الشيوعية ثائرة في كنف اسرة وطنية كادحة معروفة بنضالها ضد الاستبداد ، وهي من مواليد عنكاوا - أربيل ، تعرضت الرفيقة ثائرة منذ نعومة اظافرها مع عائلتها إلى الملاحقات والاعتقالات من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة ، وبسبب نشاط العائلة ونضالها تعرضت عائلتها وتحديداً عائلة عمها المناضل بولص عزيز بلندار إلى الاعتقال وثم الإبادة الجماعية بقرار من المعدوم علي حسن المجيد المعروف بـ (علي الكيمياوي) عام ١٩٨٨.

قبل انتفاضة أذار عام ١٩٩١ ، كانت مفارز انصار الحزب الشيوعي العراقي تتجول في القرى والجبال والاقضية والمدن لملاحقة وتأديب أزلام النظام البعثي الفاشي وجحوشه ومرتزقته ، ومن بين تلك المفارز الشيوعية كانت مفرزة البطل (ملازم كارزان ) (*) التي يقودها هو بنفسه مع مجموعة من ابطال الحزب من شبيبة شقلاوة الابطال . وبنتيجة هذه الجولات والتحركات العسكرية تعرف ملازم كارزان على المناضلة والناشطة النسوية الرفيقة ثائرة ، والتي كانت معلمة في قرية (الانة) التابعة لناحية خليفان ، وهذا التعارف أدى إلى الزواج بينها وبين الرفيق ملازم كارزان بتاريخ ٢٤ / ٦ / ١٩٩٠ .

كانت الرفيقة ثائرة نشطة جداً وتنقل الرفاق الملتحقين إلى مقرات الحزب الشيوعي العراقي بواسطة معارفها في المنطقة ، وكذلك أمهات وعوائل الأنصار ـ البيشمركة ـ للقاء أبنائهم . كما كانت ترسل الادوية والمستلزمات الطبية إلى مقرات الحزب الشيوعي العراقي .

للرفيقة ثائرة و والرفيق ملازم كارزان دور كبير في انتفاضة اذار وطرد البعث من كوردستان وتحديداً من عنكاوا ، وبدأ ملازم كارزان مع زوجته المناضلة ثائرة نشاطهما السياسي العلني في عنكاوا ، ولكن رصاصات الغدر والخيانة اخترقت جسد ملازم كارزان ليلتحق بقافلة شهداء حزبه وبوالده الشهيد البطل بيا صليوا الذي استشهد أيضاً برصاصات الغدر والخيانة من قبل عناصر حاقدة تابعة للديمقراطي الكوردستاني في ١٣ / ١١ / ١٩٧٣ .

تقول الرفيقة ثائرة : (بعد الانتفاضة سكنا ملازم كارزان وانا في احدى الدور السكنية الحكومية التي أصبح فيما بعد مقراً لجمعية كارزان الخيرية التي لذكراه تم تشكيلها وبمساعدة منظمة الحزب في عنكاوا بعد اغتياله . ومنذ بداية عام ١٩٩٢ كنت رئيسة الجمعية المذكورة ،وكانت تعمل فيها مجموعة من الرفاق والأصدقاء طوعاً ، كنا نجمع المؤن والملابس والمدافيء والبطانيات من الخيرين ، ومن المنظمات ونوزعها على الفقراء والمحتالجين . كنا نستلم الدعم من المنظمات الأممية على سبيل المثال لا الحصر : الصليب الأحمر ، والهلال الأحمر ، والمنظمات السويدية، ومنظمة
HELP الألمانية . واستمر عمل المنظمة الى عام ١٩٨٨).

هكذا ناضلت الرفيقة ثائرة ولا تزال تناضل في سبيل مبادئها متحملة جميع عذابات الحياة وقساوتها وبالأخص بعد اغتيال زوجها البطل ملازم كارزان الذي قدم نفسه قرباناً من اجل الكادحين والفقراء والعمال ومن اجل وطن حر وشعب سعيد .

الف تحية وسلام للبطلة الثائرة والشيوعية المقدامة ثائرة يوسف عزيز التي لا تزال تذرف الدموع وتعيش على ذكريات رفيق دربها وزوجها البطل ملازم كارزان ، وتذكره دائماً ولا يخلو من ذكره لديها في جميع مجالسها .

الف تحية وسلام للبطلة الوفية ثائرة ...وهي وتستحق بجدارة أن نفتخر بها وبنضالها وبتضحياتها من أجل عراق حر ومزدهر، وهي وسام فخر واعتزاز لنا، جميعاً.

الف تحية وسلام للشهيد ملازم كارزان ولوالده البطل بيا صليوا و لجميع شهداء الحزب الشيوعي العراقي .. وعهداً بالوفاء .

 

(*) (ديدار بيا صليوا)، المعروف بـ (ملازم كارزان) ، وهو ابن الكادر الشيوعي المعروف بيا صليوا الذي اُغتيل بطريقة وحشية وبدم بارد من قبل عناصر حاقدة وتابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني في عام ١٩٧٣ . م . كارزان من مواليد شقلاوة ١٩٥٥ ، متزوج من المناضلة الشيوعية ثائرة يوسف عزيز بلندار بتاريخ ٢٤ / ٦ / ١٩٩٠ .
كان ملازم كارزان طالباً في كلية الإدارة والاقتصاد / جامعة بغداد عندما أصدرت السلطة البعثية الفاشية امراً بالقاء القبض عليه بسبب نشاطه الثوري ، وعلى اثر ذلك التحق بصفوف الأنصار ـ البيشمركة ـ التابعة للحزب الشيوعي العراقي في كوردستان عام ١٩٧٩ . التحق كارزان بالمدرسة العسكرية في جمهورية اليمن الديمقراطية مع كوكبة من انصار الحزب ، وتخرج ضابطاً ، وثم عاد إلى كوردستان للدفاع عن حزبه ووطنه وشعبه ، شارك في معارك وملاحم كبيرة ضد النظام البعثي الفاشي في كوردستان وكان احد ابطال انتفاضة اذار عام١٩٩١، وكان معروفاً لدى أصدقاءه ومحبيه ورفاقه بكونه شجاع لا يهاب الموت ،وهادئ الطبع ومبدئي ولا يقبل المساومة على حساب مبادئه ...
استشهد مساء يوم ٢٢/١٢ /١٩٩١ في عنكاوا برصاصات الغدر من قبل مفرزة تابعة ومحسوبة على الاتحاد الوطني الكوردستاني ، وشيع تشييعاً مهيباً في مقبرة عنكاوا .
 

 




 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter