| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طه رشيد

 

 


 

الثلاثاء 14/4/ 2009



ملف خاص بمناسبة يوم المسرح العالمي *

إجلالا لرواد المسرح

طه رشيد

كلمة الملحق الثقافي
جمعتني سهرة عائلية ـ في نهاية التسعينات ـ بشباب عراقيين كانوا قد وصلوا توا إلى أوروبا ودار حديث مطوّل عن العراق وكان بحوزتي مجموعة أغان جديدة للفنان القدير كوكب حمزة ، سرعان ما لاحظوا استغرابي من جهلهم لهذا الفنان ونفس الشيء يقال عن جهلهم لاسم الفنان جعفر حسن.

لقد شعرت بالدوار حينها ، فإذا كان الجيل الجديد يجهل ملحن ( يا نجمة وحاصودة وإبنادم والطيور الطايرة و .. ...) الفنان كوكب حمزة ومغني وملحن مثل الفنان جعفر حسن الذي كان علما مهما من أعلام الأغنية السياسية مع مطلع السبعينات ، فكيف سيكون حال الفنان المسرحي الذي ابتعد عن الجمهور قسرا وراح يعيش في المنفى لأكثر من ربع قرن !!! ،
هل تعرفنا الأجيال الجديدة ؟ ، كيف نستطيع أن نوصل للمتفرج العراقي بان هناك في المنفى البعيد من كان له بصمات واضحة على المسرح العراقي خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي ، وأغلبية هؤلاء الفنانين لم تسنح لهم الفرصة طيلة هذه الفترة لممارسة عملهم المسرحي إلا ما ندر ، هل يعرفون عطاءات فنان متمكن من أدائه مثل الممثل القدير منذر حلمي ؟
هل يعرفون كاتبا مسرحيا لا يهمه سوى الالتزام والفكر الناصع بكتاباته سواء كانت تراجيدية أو كوميدية مثل الفنان والأديب نور الدين فارس ؟
هل يعرفون بان الفنانة وداد سالم لم تكن فنانة مسرح فقط بل كانت من أوائل المخرجات الإذاعيات إذا لم تكن الأولى (حين كلفت بتقديم برنامج إذاعي لصالح الثقافة الفلاحية ، منتصف السبعينات ، قامت باختباري وهي التي وافقت على قبولي واعتز بانها معلمتي الأولى إذاعيا ) ؟
ونفس التساؤل نطرحه عن عدد كبير من الفنانين الذين ابتعدوا قسرا عن المسرح العراقي، روميو يوسف ، اديب القليجي ، ثامر الزيدي ، قائد النعماني ، لطيف صالح ، فلاح هاشم ، فاضل السوداني، علي رفيق، حميد حساني، كاظم صالح، اسماعيل خليل، مي شوقي ، روناك شوقي ، اقبال محمد علي ، رياض محمد ، بدور ، لطيف صالح ، كاظم صالح . . . الى آخر القائمة من أسماء عديدة .

ومن هنا جاء حرصنا على انجاز هذا الملف لنعيد ربط خيوط جيل سابق بجيل جديد جيل اكتوى بالدكتاتورية وجيل اكتوى بالدكتاتورية والمنفى معا.

أما جيلي الذي بدأ نشاطه مع مطلع السبعينات ولم يستمر جهده المسرحي إلا مواسم معدودة قبل أن تبدأ هجمة النظام الهمجي السابق على الحركة اليسارية مما اضطر عدداً كبيراً من هذا الجيل لشد الرحال إلى المنفى فحدث ولا حرج عن اختفائه من عالم الفن . . .

وسوف نقوم بإعداد ملف خاص عن فناني هذا الجيل الذي قدم شهداء للمسرح العراقي حتى قبل أن تترسخ أسماؤه في ذاكرة الجمهور.

نقف إجلالا لشهداء المسرح العراقي ، الممثل دريد ابراهيم ، ( عضو فرقة المسرح الفني الحديث ، آثر البقاء في العراق ) فأستشهد تحت التعذيب عند مطلع الثمانينات ، الشهيد الفنان حسن حنيص (عضو فرقة المسرح الفني الحديث) اعدم على إثر وشاية في نفس الفترة ، المصور التلفزيوني قيس (طالب في قسم المسرح في أكاديمية الفنون الجميلة) اعدم في بداية السبعينات قبل أن يكمل دراسته.


مسرحيون في المنفى ساهموا ياثراء المسرح العراقي
من اليسار : أديب القليجي ، وداد سالم ، منذر حلمي ، علي فوزي ، نور الدين فارس ، علي رفيق
جمعهم المهرجان الثقافي في برلين 08 صيف
 

* هذا الملف الذي ساهمنا باعداده نشر كملحق لجريدة طريق الشعب في العدد 194 الخميس 26 أذار 2009 واضفنا عليه هنا بعض المساهمات التي سقطت سهوا من الملحق ـ ولكنها نشرت منفردة  بعد ايام ـ وقمنا بجمعها في هذا الملف مع الصور التي تعذر نشرها .

طه رشيد


 

free web counter