|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  15 / 8 / 2016                                 يعكوب ابونا                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



بابا الفاتيــــكان
والكتاب المقدس الى اين ..؟؟؟

يعكوب ابونا
(موقع الناس)

في احدى تصريحات بابا الفاتيكان فرانسو....والمنشورفي عدة مواقع يقول ..
"اننا من خلال التواضع والبحث الروحي والتأمل والصلاة، اكتسبنا فهما جديدا لبعض العقائد مضيفا ....
" الكنيسة لم تعد تعتقد في الجحيم حيث يعاني الناس، هذا المذهب يتعارض مع الحب اللّامتناهي للإله. الله ليس قاضيا ولكنه صديق ومحب للإنسانية. الله لا يسعى إلى الإدانة، وإنما فقط إلى الاحتضان. ونحن ننظر إلى الجحيم (جهنم) كتقنية أدبية، كما في قصة آدم وحواء. الجحيم(جهنم) مجرد كناية عن الروح المعزولة، والتي ستتحد في نهاية المطاف، على غرار جميع النفوس، في محبة الله.."

وقال البابا: ان جميع الأديان صحيحة وعلى حق، لأنها كذلك في قلوب كل الذين يؤمنون بها. هل هناك وجود لأنواع اخرى للحقيقة ؟ يضيف البابا قبل ان يجيب ان "الكنيسة في الماضي، كانت قاسية تجاه الحقائق التي تعتبرها خاطئة من الناحية الأخلاقية أو تدخل في باب الخطيئة. اما اليوم نحن لم نعد قضاة. نحن بمثابة الأب المحب، لا يمكن ان ندين أطفالنا. ان كنيستنا كبيرة بما يكفي لتسع ذوي الميول الجنسية الغيرية والمثليين جنسيا، وللمؤيدين للحياة ومؤيدي الإجهاض ! للمحافظين والليبراليين والشيوعيين الذين هم موضع ترحيب والذين انضموا الينا. نحن جميعا نحب ونعبد نفس الإله.."

وأضاف البابا ان الكاثوليكية "عرفت تطورات مهمة وهي اليوم ديانة حداثية وعقلانية. حان الوقت للتخلي عن التعصب. يجب الاعتراف بان الحقيقة الدينية تتغير وتتطور. الحقيقة ليست مطلقة او منقوشة فوق حجر. حتى الملحدين يعترفون بالإله. ومن خلال أعمال الحب والمحبة يقر الملحد بالله ومن ثم تخلص روحه، ليصبح بذلك مشاركا نشطا في فداء البشرية."

- الاله - يقول البابا "في طور تغيير وتطور مستمر كما هو الشأن بالنسبة إلينا نحن. لأن الرب يسكن فينا وفي قلوبنا. عندما ننشر الحب والجمال في العالم فإننا نلمس إلهنا ونعترف به. الانجيل كتاب مقدس جميل، لكنه ككل الاعمال العظيمة القديمة هناك بعض الاجزاء منه عفى عليها الزمن وتحتاج إلى تحيين، وهناك بعض المقاطع التي تدعو حتى إلى التعصب ونصب المحاكم.. آن الاوان لمراجعة هذه الآيات واعتبارها كزيادات لاحقة التي تتناقض مع رسالة الحب والحقيقة التي سطعت من خلال الكتابة.."

وفقا لفهمنا الجديد، يختم البابا، "سوف نبدأ في ترسيم نساء "كرادلة" وأساقفة وكهنة. وآمل في المستقبل أن تكون لدينا في يوم من الايام امرأة "بابا". فلتشرع الابواب أمام النساء كما هي مفتوحة أمام الرجال!." انتهى الاقتباس ...

ما هو رائك عزيزي القارى بما طرحه البابا ؟؟ من جانبي وجدت بانه من الطبيعي ان يكون لهذه الافكار والطروحات ردود فعل لانها صادره من اكبر سلطة دينية مسيحية في العالم وهو بابا الفاتيكان رئيس الكنيسة الكاثوليكية التي انا لحد اليوم احد اتباعها .. لان ما ذهب اليه يثير الدهشه والاستغراب لانه يحمل من تبعات تمس افكار ومعتقدات ثابته لدى المسيحيين عموما ...

ولاهمية الموضوع سوف انسق هذه الافكار حسب معطياتها الكتابية :وابدا بالكتاب المقدس ، وبعده ....
1- ادم وحواء 2- الخطية 3- الجحيم 4- صحة الاديان 5- الحقيقية الدينية 6- الملحد واعمال الخلاص 7- الاله في طور تغيير وتطور "!!!؟؟؟
ناتي الى مناقشة رائ البابا بالنسبة للكتاب المقدس ( الانجيل ) لانه المدخل لبقية الافكار والطروحات ، عندما يقول " الانجيل ككل الاعمال العظيمة القديمة هناك بعض الاجزاء منه عفى عليها الزمن وتحتاج إلى تحيين، وهناك بعض المقاطع التي تدعو حتى إلى التعصب ونصب المحاكم.. آن الاوان لمراجعة هذه الآيات واعتبارها كزيادات لاحقة التي تتناقض مع رسالة الحب والحقيقة التي سطعت من خلال الكتابة.."...

هل فعلا هناك في الكتاب المقدس عموما والانجيل خصوصا زيادات عفى عنها الزمن ويجب التخلص منها ؟؟
لايخفي على احد بان الكتاب المقدس هوالمرجع الاساسي للعقيدة الايمانية لكل مسيحي في العالم بغض النظر من درجته الكهنوتية او مكانته العلمانية .. هو الكتاب الذي يحوي بين دفتيه الاسفار المقدس المعتمدة من قبل اليهود والمسيحيين ، لانه يشمل على كتاب اليهود الذي يسميه الرسول بولس في 2 كو 3 : 14 بالعهد العتيق ، علما بانه لاول مرة اطلقت عليه تسمية - العهد القديم - كانت من قبل ( ميليتس - اسقف ساردس) عام 180 م ، اما بالاصل العبري لهذه الاسفار فهي - توراة - انبياء - وكتوبيم ( كتب / مزامير ) وما يثبت ذلك بان السيد المسيح أستعمل هذه التسمية عند حديثه مع تلميذي عمواس وكذلك مع بقية الرسل لوقا 24 : 27 و 44 .. يحتوي هذا الكتاب على 39 سفرا من الاسفارالمقدس ،والملفت للانتباه عندما نتعمق بلاهوت هذا الكتاب سنجده المسيح فيه مغطيا ..... واما الكتاب الثاني هو- العهد الجديد-الانجيل - هو الكتاب الذي يبدأ مع المسيح لانه الكاشف المعلن عن المسيح ، ويحتوي هذا الكتاب على 27 سفرا من الاسفارالمقدس ،...

استغرقت كتابة اسفارالكتاب المقدس اكثر من 1600 سنة كتبوه أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس كما جاء " برسالة 2بطرس1 : 20- 21 بلغوا أربعين كاتبًا من طبقات مختلفه من المجتمع منهم من كان الراعي اوالصياد وجابي الضرائب والقائد والنبي والسياسي والملك وغيرهم.... ابتداءا من موس النبي الذي ابتدا بكتابة سفر التكوين وانتهاءا بالرسول يوحنا الذي ختم الكتاب بسفرالرؤيا الذي يعتقد بانه كتبه في عام97 م .. فمجموع اسفارالكتاب المقدس هي 66 سفرا قانونيا وهذا ما اقر في مجمع " هيبو - قرطاجة " سنة 397 م ، ويذهب لدولف بول في كتابه دراسات لاهوتية في الكتاب المقدس بان كلمة قانون " مشتقة من كلمة يونانية معناها الاصلي معيار القياس والكلمة تعود الى اصل سامي وهو " قنا " اي قصبة كانوا الاقدمين يستعملون القصبة " القنا " معيار للقياس " القانونية " هذه الاسفار القانونية تستخدم كمرجع لتحديد العقيدة وتحتم السلطة اي ان لها سلطة روحية على الفرد والجماعة ." ...

طبعا هذه الاسفار هي كما وردت في الترجمه السبعينية للعهد القديم ، ولكن الكنيسة الكاثوليكية في مجمع " ترانت " عام 1545 م اضافت اسفار اخرى اطلقوا عليها اسفار القانونية الثانية ، وهي من اسفار " الابوكريفا " اي الاسفارالمنحولة ( غير القانونية ) وكان ذلك كرد فعل على المصلح مارتن لوثر ..

المعروف بان اليهود الذين يعود لهم العهد القديم وهم اصحابه لم يعترفوا بهذه الاسفار المنحولة ( الابوكريفا ) وثبت اقرارهم بكتابهم المقدس فقط ب( الاسفارالقانونية ) كان ذلك في مجمع " يمينا " في نهاية القرن الاول الميلادي ، ولكن الملاحظ في عمل الكنيسة الكاثوليكية انها تستعمل الترجمة السبعينية في عبادتها وكرازتها .. بمعنى انها تاخذ بالاسفارالقانونية الاولى،بدون اسفار الابوكريفا ، بخلاف الكنيسة القبطية التي تاخذ بعض من اسفار الابوكريفا المنحولة على اساس انها اسفارقانونية ثانية وتضيفها الى العهد القديم لتجعله منه 73 سفرا ؟؟

اللغات التي كتب بها الكتاب المقدس
العبرية: وهي لغة العهد القديم، وهي تدعى اللسان اليهودي ...
الآرامية: وهي اللغة الشائعة في الشرق الأوسط انذاك ..
اليونانية: لغة العهد الجديد ...

فالكتاب المقدس هو اسفار موحاة من الله متعلقة بخلق العالم وفدائه وتقديسه لشعبه حتى المنتهى، لذلك يقول الرسةول بولس في الرسالة الثانية الى تيموثاوس 3:
15وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
16كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،
17لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِح

في الكتاب المقدس أنواع من الكتابة منها نثر وشعر، وتاريخ وقصص، وحكم وأدب وتعليم وإنذار، وفلسفة وأمثال. كلها كما بينا كتبت من قبل اناس مختلفي الثقافات والمستويات العلمية والاجتماعية وهذا قد يكون السبب في بعض التباين باسلوب لغة الكتابه والتعبير بالسرد او التذكير لانها متاثره بالسلوب كاتبها ، الا انها لا تخرج عن كونها نظامًا واحدًا مؤسسًا على وحي واحد ، لذلك لازال يوافق الشعوب كلها في شتى ازمنة تاريخها، وتظهر أهميته بجلاء للناس كلما تقدموا في حياتهم...

ومن جهة اخرى فالكتاب المقدس هو طريقة للاعلان الالهي ويقسم اللاهوتيون الاعلان الالهي الى قسمين الاعلان العام : وهو الخليقة ، والاعلان الخاص هواعلان الله عن قدرته السرمدية ولاهوته الى عموم البشر " رو 1 : 19 - 20 " فهواعلان الله الى خاصة من البشر شعب الله المختار في العهد القديم ، وهو لشعب الله في العهد الجديد " رو 2 : 10 و3: 2 و4: 7-8 ومن جانب اخر هو يختص بالإيمان والحياة الروحية فهو الخبز السماوي اليومي لكل مسيحي حقيقي ومرشده في الحياة والموت فهوخالي من الاخطاء والزلل ، لانه وحي من الله وكلمته المكتوبه فهو مركزا لتعليم اللاهوت فالعهد القديم يعلن ان يهوه هو المعلم العظيم " تث 4 : 1 و اش 48: 17 و ار16 : 21 و مي 4: 2 " وكان المسيح كما كان يهوه بالعهد القديم كذلك كان يسوع في العهد الجديد فكان يعرف بالسيد والمعلم الاتي من الله " مت23 : 8-9 " مر 5 : 35 ويو3 : 2 " ولو 11: 1 " وكانت خدمة الروح القدس من المسيح هي للتعليم " اع 1:1 ويو 14:26 و16 :13 ولو 12: 12 ، ونلاحظ مهمة روح القدس ووظيفته هي تعليم المؤمنين الروحيين للوصول الى فهم للحقائق الروحية كما في " 1 كو2:13 وعندما يملا الروح القدس المؤمنين وجب عليهم تعليم بعضهم البعض بمزامير وتراتيل وترانيم روحية مترنمين في قلوبهم للرب ،.. لذلك نجد بان الكتاتب المقدس وضع المعايير لكل الطرائق لانه هوالطريق في الاعلان الالهي ، لهذا لايمكن اخضاع الكتاب المقدس لنظامنا الفكري المحدد ،بل العكس هو الصحيح فالمطلوب من كل مؤمن هو السعي في طلب المعونة في مسعاه ليتمكن من التعرف على كتابات المعتبرة اعلانا الهيا ، لكي لاتحيد عنه او نخرج من منطلقاته ،لان كلمة الرب مثبته في السموات كما في المزمور 119 : 89 و97 و 103 و105

فالكتاب المقدس يوفر لنا الجهد للتعامل مع كل المفاهيم المعقدة في العقائد ونظامها الفكري لانه خالي من الجمود في تطبيق منهج او نظام ،فالكتاب المقدس يعطي لنا الجهد ان نعرفه ولكن علينا ان نبذل مجهودا قويا منبعثا من القلب وبثقة ان نفهمه ... كما يقول الرسول بولس برسالته الى كورنثوس الاولى
3 :18 لا يخدعن احد نفسه ان كان احد يظن انه حكيم بينكم في هذا الدهر فليصر جاهلا لكي يصير حكيما
3 : 19 لان حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله لانه مكتوب الاخذ الحكماء بمكرهم
3 : 20 و ايضا الرب يعلم افكار الحكماء انها باطلة
3 : 21 اذا لا يفتخرن احد بالناس فان كل شيء لكم
3 : 23 و اما انتم فللمسيح و المسيح لله

طبعا هذا بعضا مما اوردنا من الكتاب المقدس لنبين اي سفر او رسالة او مقطع او اية من الانجيل يجب ان تجتث لانها لا تساير الزمن كما يدعي بابا الفاتيكان ، او لاتساير روح الله المقدسه ؟ فالي اين يريد البابا ان يقودنا ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يتبع الجزء الثاني ..
المجد لله دائما وابدا .........


15 /7 / 2016














 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter