|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  24  / 11 / 2015                                 يعكوب ابونا                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



تركيــا تدخـــل الحرب الى جانب داعش ؟؟

يعكوب ابونا
(موقع الناس)

كل المعطيات الاولية تشير الى ان الدوله الخلافة الاسلامية ( داعش ) لم يكن لها ان تقوم وتعلن وجودها ودولتها لولا دعم ومساندة تركيا المباشر ودول خليجية اخرى خاصة السعودية وقطر ، لان المعروف بان الخلافة الاسلامية تشكل الطموح المستقبلي لشخص اردوغان وحزبه الاسلامي ، وهذا ما يسعى اليه اردوغان كشخص مسلم يعمل على تحقيقه من خلال حزبه ، ولتحقيق هدفه حاول منذ مجيئه للحكم ان يحجم ويحجب دور العسكر ( الجيش ) في السلطة ويحد من دورهم الرقابي في تطبيق الدستور العلماني حسب توجه مؤسس الجمهورية التركية كمال اتاتورك الذي اناط بالجيش هذه المهمة ، .....

استطاع اردوغان ان يحقق ذلك ويقوض دور الجيش عندما استطاع ان يزج بالغالبية العظمى من قادة الجيش بالسجن بتهم باطله والأتيان بقادة عسكريين موالين له ولحزبه ، فكانت هذه الخطوة الاولى في السعي لبناء دوله اسلامية ، بدون اية مقاومة لهذا الاتجاه ، والان وبعد الفوز الاخير لحزبه بالانتخابات يحاول ان يحقق حلمه المريض بتقويض الدولة التركية العلمانية بتعديل وتحويل الدستور التركي العلماني الى دستور اسلامي ليخدم مصالحه ومصالح حزبه ، ليتمكن من تطبيق الشريعة الاسلامية وانهاء العلمانية والدولة المدنية في تركيا ، وهو بهذا الاتجاه سائر بخطى حثيثه للقضاء على كل هذا الميراث الديمقراطي والانساني الذي يحمله وناضل من اجله الشعب التركي طيلة هذه الفترة ..

اردوغان لم يكتفي بهذا فقط بل يحاول ان يعزز ويبرز معالم الدولة الاسلامية ليس بالداخل فقط بل على مستوى التعامل الدولي ليفرض نفسه كقائد وزعيم اسلامي ،فمنذ التغيير في العراق وهو يحاول ان ينال من تجربة العراق لاسقاطها ، وظهر تاثيره ونواياه الدنيئة بشكل كبير بعد احداث سوريا فكان له ولحكومته دورا كبيرا ومهما في تلك الاحداث اذ ساهم بدعم الارهاب والارهابيين وتسهيل عملية انتقالهم من مختلف دول العالم الى تركيا فكانت لهم تركيا قاعدة لوجستية ، فأمن لهم احتياجاتهم ومعسكراتهم وتدربيهم وتسليحهم ووصولهم الى جبهات القتال في سوريا او في العراق ليقتلوا ابناء شعبنا هنا او هناك ،.....

ولكن عندما وجد تغيير في موقف الدول الكبرى تجاه داعش واعوانه لما ارتكبوه من جرائم ، فما كان منه وبشكل مدروس مع السعودية وقطر ، لتحقيق مآربهم الدنيئة ان يغرقوا اوربا باللاجئين السوريين والعراقيين محملين بالدواعش والارهابيين لتهديد امن واستقرار اوروبا ، مستغلين طيبة وانسانية الشعوب الاوروبية التي تمتلك من القيم الاخلاقية والانسانية ما يفقده اردوغان واعوانه الاسلاميين عموما في بلداننا الخاشعين لله بصلاتهم خمس مرات يوميا واعدين انهم سيذبحون ويقتلون ويسلبون وينتهكون ويغتصبون كل طفل وامرأة وكل من يخالفهم ، وهو بدوره يوعدهم بجنته كلما زادوا قتلا وذبحا وتنكيلا بالابرياء وانتهاكا لكل القيم الانسانية وما يذكرونه زيادة بصلواتهم ، فان لم يستطيعوا فعل ذلك مباشرة لهم (( تقيتهم )) فينهجوا سبلا اخرى في استغلال طيبة وانسانية الاوربيين وديمقراطيتهم وعدالة قانونهم ، وكما قال يوسف القرضاوي باننا ندخل بقانونهم (يقصد القانون الاوروبي) ونعمل بعدها بقانوننا وشريعتنا ، ولم يسأل نفسه ما هو قانونه وماذا قدمت شريعته للبشريه ؟؟ كل ما وجدناه من الحضارة الاسلامية هو ما نجده اليوم على ارض الواقع فان كانت اليوم هذه حضاراتهم فكيف كانوا قبل 1300 سنه ؟؟ الم يكونوا تحت راية الله اكبر ، هل لديكم غير هذا ؟؟ افتونا بالله عليكم ماذا تقدمه الدولة الاسلامية داعش والسعودية و افغانستان وايران والصومال وغيرها من دول المسلمين للحضارة البشرية ولشعوبهم ذاتها ...؟؟ ستقولون هذا ليس الاسلام ، بمعنى انكم تعتقدون باسلام غير هذا .. ؟؟ فان كان هناك اسلام افضل من هذا فلماذا تركتموه واخذتم بهذا الاسلام المدان ؟ لماذا لم تحافظوا عليه ؟؟ ان كان افضل مما هو عليه اليوم ؟؟ اسألوا انفسكم ؟؟؟ قبل ان تجيبوا ؟؟؟

حلم اردوغان كأي مسلم ان يرى اوروبا تحت ضربات داعش والارهابيين المسلمين عموما لتدميرها ولقتل الابرياء فيها لانهم "كفار" ، ولكن هذ الحلم لم يتحقق لان اوروبا وروسيا استفاقوا من غيهم ، بعد ان ارتكب هؤلاء الارهابيون جرائمهم بحق الشعبين الروسي والفرنسي ، فشمرت روسيا وفرنسا عن سواعدهما واعلنوها حربا على الارهاب وبدأوا يدكونهم دكا ، بقنابل وصواريخ بعيده المدى وطائرات حربية واسلحة مختلفه ، ليقضوا على هؤلاء الارهابيين ويمنعوهم من ان ينالوا من البشرية ويطبقوا شريعتهم وقانونهم الذي هو قانون الغاب ، ..

هذا التوجه الحربي الاوروبي ضد داعش طبيعي ان لا يُرضي اردوغان فأخذ يستغل الفرص ويتصيد بالماء العكر ، ورغم علمه يقينا بأن روسيا الان في حالة حرب مع داعش ، وطبيعي ان يكون هناك بعض الاختراقات والتجاوزات خاصة في ارض المعركة او في حدودها ولان هناك اراضي قتالية متداخله بين المتحاربين ، وان كان الطيران الروسي قد جاوز خطأ الاراضي التركية هذا محتمل الحدوث وطبيعي اثناء الحرب ، لانه يستهدفون بؤر الارهابيين وهذا من حقهم ، وتطبيقا لقرار هيئة الامم المتحدة الاخير الذي منح الحق بمحاربة داعش والارهابيين اينما كانوا ووجدوا ، ولكن اردوغان لم يأخذ ذلك بنظر الاعتبار ، لان في دواخله امتعاض ورفض لهذه الحرب المعلنه ضد داعش فأمر باسقاط الطائرة الروسية المقاتله ، رغم علمه بان تلك الطائرة لها ما يبرر طلعاتها الحربية وليس له اسقاطها... هذا الموقف وهذا الاجراء لا يمكن الا ان يعتبر اعلان تركيا دخولها الحرب الى جانب داعش ضد الحلفاء الكفره وهذا واجب شرعي عليه ان يطبقه تطبيقا لقول (( انصر اخاك ظالما او مظلوما )) لانه لو كان بمقدوره لوقف بوجهم جميعا وحاربهم مباشرة مدافعا عن الخلافة الاسلامية لانها جزء من تطلعاته وهدفه المستقبلي ، هذا التصرف غير المسؤول الذي ارتكبه اردوغان باسقاط الطائرة الروسية ، هو اعلان مباشر لوقوفه مع داعش في زمن الحرب فهي عميلة حربية تدخل ضمن حسابات عسكرية قد تؤول الى نتائج عكسية على تركيا قد لا تحمد عقباها ..

وهناك مثل يقول (( من يعمل بيدا ، الله يزيدا )) ...


24 / 11 /2015








 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter