| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

زهير دعيم

 

 

 

 

                                                                                                  الأحد  14 / 9 / 2014

 

 السلاح يقضّ مضاجعنا

زهير دعيم 

تحمل إلينا نشرات الأخبار ونشرات المواقع الالكترونية يوميًا أخبار القتل او محاولات القتل رميًا بالرصاص في طول وعرض البلاد وإن كان- ومن منطلق الأمانة – أنّ هناك مناطق تفوز وتحظى بهذا "الشرف" بشكل أكبر ! ناهيك عن رشق بيت فلان من الناس بباقة من الرصاص في الساعات الأخيرة من الليل بل وفي الساعات الأولى أيضًا.

وكثيرًا ما نسمع من بيتنا في بعض الليالي صوت طلقات ناريّة تُعكّر صفو هدوء ليل بلدتنا الوادعة ، فنتابع النوم وكأنّ شيئًا لم يكن وتفكيرنا يقول : لا شأن لنا !..لماذا نحشر أنفسنا في مشاكل نحن في غنىً عنها ؟

لقد أضحى السلاح غير المُرخّص يقلقنا ، إذ انّه يتواجد تقريبًا في كل بيت في كل البلدات العربيّة ، فقد قال لي احد العارفين ببواطن الأمور: أنّ كل فتى وشاب اليوم بات همّه ليس التعليم الجامعي وبناء بيت جميل وإنما اقتناء مُسدّس او سلاح ناريّ آخر.

لقد بات الأمر مُقلقًا فعلا ، فأنت لا تستطيع اليوم ككبير ان تتدخل لفضّ خلاف بين " فلعوصيْن " اختلفا أمامك على قارعة الطريق ، مخافة ان "تأكل " رصاصة في الجبين و " تروح فيها ".

وأتساءل أين السُّلطة ؟ وأين الشُّرطة ورجال القانون؟ وألأهمّ أين رجال المجتمع والتربية والتعليم من هذا المنحدر الذي بات مخيفًا و" بُعبعًا".

ما زلت أتذكّر كيف ان الشرطة مرّة فرضت طوْقًا حول بلدتنا قبل ثلاثين سنة وذلك بحُجة أنّ هناك مسدّس غير مُرخّص ..وتهامس الكلّ بخوف : مُسدّس ؟!من فعلها وكيف ؟ ستكون علقته كما الفحم !

امّا اليوم فأضحى الأمر طبيعيًا ، فالأعراس أصبحت معركة ، والنجاح في الامتحانات أضحى زغاريد رصاص لا زغاريد نسوة، ناهيك عن المفرقعات التي لا تنام ليلا ونهارا وفي كلّ مناسبة.

متى نتخلّص من هذه الآفة ؟ ومتى نُدرك أن أبناءنا يرتكبون جُرمًا بحقهم قبل ان يكون بحقّ المجتمع !

في حديث دار قبل ايام في الموضوع إيّاه سألني أحدهم إن كنتُ على استعداد أن اقتني مُسدّسًا غير مُرخّص وبسعر زهيد ؟

فقلت محتدًّا : غير مُرخّص ؟! فأنا المُرخّص يا هذا " اتقرّف" منه .

ثمّ ما حاجتي الى السّلاح وضمانتي هي من لدن السماء ؛ من لدن إله مُحبّ لا ينعس ولا ينام وعيناه على خائفيه ؟!.
 

 

free web counter