|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  8  / 9 / 2016                                 زكي رضا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

رسالة الى الإمام علي بن أبي طالب "ع"

زكي رضا
(موقع الناس) 

لست من الذين يقولون عندما يكتبون الى إمام مثلك ، أن لا أدري سيدي ومولاي من أين أبدأ الحديث إليكم، كوني أعرف جيدا من أين أبدأ الحديث والا لما كتبت رسالتي هذه. أعرف جيدا ما أريد أن أبثّه اليكم من شكوى لأنني لست تاجرا بإسمكم ولا باكيا دجلا بحضرتكم ولا أسرق الأيتام والأرامل بأقوالكم، أعرف ما أريد كوني يا أبا الحسن من المتضررين كما باقي العراقيين من جور سراة "شيعتك" من عمائم وساسة ورجال عصابات، هؤلاء الذين إغتصبوا وطنا بكل ما فيه ونهبوا الأرض والماء والسماء.

كان التجار بإسمك من حوزات وأحزاب وميليشيات يتحدثون - قبل أن يؤهلهم المحتل الأمريكي ويمنحهم السلطة والمال - عن دولة عدلك التي سيقيمونها على أنقاض دولة جور البعث، وها نحن اليوم وبعد أن "أنقذنا" المحتل من ظلم البعث وجوره ، لم نلحق بعد بدولة عدلك ولن نلحق والمتاجرين بإسمك هؤلاء على دست الحكم.

عجبي أشيعة هؤلاء وهم يلهجون بإسمك ليل نهار؟ أنهم يحثوننا على طاعة عمائمهم وهي تقود سفينة شعبنا نحو القاع. عرفناك يا علي لا تنهى عن معصية الا وكنت أول من يتناهى عنها، فما بال القوم مقمّطين بالمعصية منذ أن ولدوا لليوم ليتاجروا بإسمك، وما بال الناس تشتري بضاعتهم بعد أن حوّلوا إمام مثلك الى بضاعة تباع في (سوق هرجهم). لقد تغيّر الحال عندنا يا علي "فالزعامة اليوم لسيء الخلق" بعد أن دفن المرابون تلك الـ "لا" الكبيرة التي سبقتها بحكمتك هذه. أنهم يسرقون يا علي ويفسدون في الأرض ويذلّون اليتيم وينكحون الأيامى لفقرهنّ وحاجتهنّ وبؤسهن وجهلهنّ، أنهم يتبعون الحطيئة وهو يقول ساعة موته في وصيته بحق اليتامى والأرامل "كلوا أموالهم وأنكحوا أمهاتهم"، ووالله أني ارى عمائم العراق وساسته الاسلاميين يعلقون وصية "الحطيئة" هذه في غرف نومهم.

أيتها العمائم التي تاجرت بعلي وباعته لسقط المتاع لينهبوا بإسمه وطنا بكامله أقول لكم كما قال "ابو العتاهية" بحق خليفة بغداد عهده....

مَن مبلغ عني الإمام نصائحا متواليه
إني أرى الأسعار، أسعار الرعية، غاليه
وأرى اليتامى والأرامل في البيوت الخالية
يشكون مجهدة بأصوات ضعاف عاليه
من للبطون الجائعات وللجسوم العاريه
ألقيت أخبارا إليك من الرعية، شافيه

علي، ها هي العمائم تكشف لنا اليوم دجلها وكذبها في حرصها على الصالح العام وأمن الناس، ها هم الذين يتاجرون بإسمك اليوم يمتلكون "عصابات مسلحّة" تتفاوض مع أخرى من أجل نهب العراق وشعبه.

العمائم التي تدّعي وقوفها ضد الفساد وأبنائها متهمون بالفساد يمتلكون يا علي عصابة تحت أسم "فرقة العباس القتالية" التي وجّهت إنتقادات حادّة الى عصابة بدر بسبب رواتب منتسبيها، وغدا ستتقاتل هذه العصابات فيما بينها من أجل الهيمنة والنفوذ السياسي. أبالعصابات يا أبا الحسن يعود الأمن الى ربوع وطننا الذي دمّرته العمائم، عمائم الشيطان هذه التي تقول من أنها لن تتدخل بالشأن السياسي ولن تستقبل مسؤولين حكوميين!!. بالأمس يا علي إستقبلت هذه العمائم ثلاثة وزراء لتوجههم!! ولا أدري إن كانت تعرف أنّ توجيهاتها وهي تستقبل اللصوص على مدار ثلاثة عشر عاما قد دمّرت بلدنا، نعم علي بلدنا وليس بلدهم هؤلاء الذين رفعوا عمامتك كما رفع معاوية المصاحف في صفّين.

العمائم التي ترفع إسمك زورا تنصر اللصوص والأفّاقين من أحزاب الإسلام السياسي بأموال الناس التي تسرقها بمسميات مختلفة ومعها لصوص الخضراء، وكما قلت ياعلي بحق معاوية وبن العاص "تَرِبَت يدُ هذا المشتري نُصرَة غادر فاسق بأموال الناس"، لا أملك قولا وأنا أرى هذه العمائم وهي تمتلك عصابات مسلحة وأراض ومصانع ومتاجر وفنادق تحت إسم الوقف وغيره وتفتي بأنتخاب اللصوص، الا أن أقول "تَرِبَت يدُ هذه العصابات ومن ينصرها من الغادرين الفاسقين السارقين لأموال الرعية" .

أولست القائل يا أبا الحسن في عهدتك للأشتر النخعي "أنصف الناس من نفسك ومن خاصّة أهلك"، فما بال عمائم الشيطان ومن يلوذ بها من لصوص وسراق وقطاع طرق وخونة لا ينصفوننا لا من أنفسهم ولا من خاصة أهلهم. أننا اليوم في عراقنا المسبي كسبي كربلاء نشكوا القوم اليك، لقد فعلوا بأسمك الافاعيل بنا ياعلي، لم تبقى موبقة لم يفعلوها بإسمك يا علي، يشيعون الجهل والتخلف بإسمك ، يبيعون الوطن بإسمك، يقتلون الناس بإسمك، يسرقون ضحكات أطفالنا بإسمك، يغتصبون نسائنا بإسمك.

يا شيعة العراق إن كنتم علويون فهاكم ما قاله علي لكم بحق الحكام "لو سلّمتم الأمر لأهله - لذوي الكفاءة - لسلمتم". فهل حكامكم الذين اوصت وتوصي العمائم بإنتخابهم أكفّاء؟ أعرفتم الآن لماذا لم تسلموا من سرقات الإسلاميين وخياناتهم؟ أعرفتم الآن لماذا تتفجر شوارعكم ومقاهيكم ومطاعمكم ومساجدكم؟

يقول الإمام علي "أمرتكم بالشدّة على الظالم" فمتى تشدّون على ظلمة الخضراء الفاسدين البغاة، أوليس فيكم علوي؟


 

الدنمارك
8/9/2017







 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter