|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  8  / 12 / 2016                                 زكي رضا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الأحزاب الشيعية وترسيخ الطائفية ..... الجيش مثالاً

زكي رضا
(موقع الناس) 

هل الجيش العراقي الحالي جيش وطني، أي هل هو جيش العراق بطوائفه وقومياته المتعددة؟ وهل هناك إمكانية بناء جيش محترف ومنظّم للدفاع عن الوطن في ظل حكم طائفي؟ أسئلة تطرح نفسها بقوة ونحن نرى بوادر بناء جيش عراقي تصطدم بفكر طائفي تديره مؤسسة دينية وأحزاب سياسية يعتاشون على بعضهم البعض.

بداية علينا التأكيد على أنّ بناء جيش عراقي وطني قوي ومحترف لا يصب في مصلحة دول الجوار، ليس كون الجيش العراقي عهد البعث الساقط شنّ حروب عبثية على بعض هذه البلدان، وليس لأنّه إستخدم القوّة المفرطة في قمعه أبناء شعبنا في كوردستان أو الجنوب أثناء الإنتفاضة الآذارية. بل لانّ جيش عراقي وطني حقيقي سيشكل خطرا على الميليشيات التي تديرها دولة جارة، وهذا يعني إنحسار سلطة هذه الدولة لحدود كبيرة عن التأثير في مجمل القرار العراقي الذي تحرك اليوم خيوطه مثلما تريد.

أنّ الدعوي "حيدر العبادي" هو كما البعثي "صدّام حسين" قائدا عامّا للقوات المسلّحة وللأسف الشديد، وكما وقعت على عاتق الثاني أمر إهانة الجيش العراقي وتدميره بعد أن قام بإعدام وقتل خيرة قادته وتعيين مدنيين فاشلين لقيادة وحداته الضاربة ، وأدخله في حروب عبثية ضد بلدان الجوار وشعبنا بالداخل. فإنّ الثاني يتحمل أكبر إهانة وُجّهت للجيش منذ تأسيسه لليوم ، إهانة لم تحصل لجيش على مرّ التاريخ الحديث، وهي أن يقسم ضباط تخرجوا للتو من كلياتهم العسكرية ، قسم الولاء للوطن المتعدد الطوائف والقوميات والمذاهب والأديان كما العراق في ضريحي إمامين شيعيين، بدلا من القسم في معسكراتهم أو في كلياتهم التي تخرجوا منها. و يتحمل العبادي أيضا إهانة الرتب العسكرية من قادة وأساتذة عندما ردّد الخريجون الجدد القسم "الطائفي" أمام معمّم شيعي بدلا عن قادة الجيش وأساتذة كلياته المختلفة!!!

أنّ هذه الحالة الغريبة على تاريخ الجيش العراقي وغيره من الجيوش تعني أنّ الضبّاط الجدد الذين أدوا قسم الولاء الطائفي هم جميعا من أبناء الطائفة الشيعية، وهذا يعني ترسيخ المفاهيم الطائفية في أكثر المؤسسات حساسية في العراق. وإن يكن الخريجين جميعهم من أبناء طائفة واحدة فهذا يعني قمع أبناء الطوائف والقوميات الاخرى وإحساسهم بالدونيّة.

مع جلّ إعتزازنا بالإمام الحسين بن علي وأخيه العبّاس فإننا نتساءل إن كان الجيش الإيراني يقسم قسم الولاء لوطنه في ضريح الإمام الرضا وأمام رجل دين شيعي؟ وإن كان الجيش الملكي السعودي يقسم قسم الولاء أمام شيخ وهّابي في مكّة؟ وإن كانت الجيوش الغربية "مسيحية" تقسم قسم الولاء لوطنها في الفاتيكان؟

يكذب من يشك ولو للحظة بطائفية العبادي وحزبه وعمالتهم للأجنبي على حساب شعبنا وكرامته ووطننا ووحدته


 

الدنمارك
8/12/2016



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter