| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 10/4/ 2008

 

ملاحظات حول مؤلف
(مذكرات مندائية)

بقلم / مندائي

نشرت دار المدى كتيب أو كراس (مذكرات مندائية) لمؤلفه المرحوم غضبان الرومي،وقد أستهواني العنوان كوني أحد أفراد طائفة الصابئة المندائيين وهو ما أفخر به ولي أيضاً أهتمامات أعلامية وصحفية.ومن المعروف أن هذه الطائفة العريقة قد ألتصقت بنضالات شعبنا العراقي وأزدادت تألقاً في ذلك حينما إرتبط غالبية أبنائها بالحزب الشيوعي العراقي،فيما أنتمى بعض أفرادها الى أحزاب أخرى أو بقوا مستقلين.
كتبت المذكرات عام 1981 أي أثناء أندلاع الحرب العراقية ـ الأيرانية وعزلة النظام الصدامي عزلة داخلية وخارجية جراء دكتاتوريته وتخبطه في ضرب كافة القوى الوطنية والتقدمية التي كانت تتصدر مسيرة شعب العراق نحو البناء والتقدم و تأسيس عراق ديموقراطي تقدمي وتقاطع كل ذلك مع المبادئ الشوفينية والممارسات الدموية لحزب البعث.
ما أريده هنا تثبيت بعض الملاحظات عن هذا الكتيب وعن رؤية صاحبه الذي عرف معلماً بارزاً في التعليم وهو من عائلة تمتد جذورها بين السلك الكهنوتي وبين العمل السياسي الوطني.وآليت أن أختصر ملاحظاتي على ما يلي مبتدءاً بالأهم فيها:ـ
1. ورد في صفحة 78 مايلي(ولقد أستغل الحزب الشيوعي الفرصة ـ يقصد بدايات ثورة 14 تموز 1958ـ وحرك أعضائه وكان أهم مطلب لهم هو أشراكهم في الحكم،... وقد تطرف بعض أعضاء الحزب وتصرفوا تصرفات غير لائقة بحزب جماهيري ...الخ)
• من يقرأ المذكرات يجد إن هذه الأسطر التي كتبها المرحوم غضبان تتسم بالسطحية وتخلو من التحليل أو حتى الأعتماد على التحقيق والتدقيق،فأغلبها سماعية كما يذكر هو ذلك في أكثر من موضع.
• يقول(أستغل الحزب)/وهذا ما يتقاطع كلياً مع مجريات الأحداث التأريخية فالحزب لم يستغل فرصة،بل هو إشترك فعلياً في التخطيط والتنفيذ لقيام ثورة 14 تموز الخالدة ولكن الأمر متعلق بالطبيعة البرجوازية للنظام والتي تنكرت بسهولة وبسرعة للقوى الوطنية، فالتظاهرات التي يتحدث عنها السيد غضبان في شارع الرشيد ما هي ألاّ فورة من فورات الجماهير الشعبية مطالبة حكومة " قاسم"بالوفاء للشيوعيين وإشراكهم بالسلطة التي أراد البعض إبعاد الحزب عنها وتحقق لهم ما أرادوا،لقد كانت مطالبة الجماهير والحزب معهم مطاليب عادلة من أجل بناء وتقدم وحماية البلد،فماذا كانت النتائج حينما لم يشركوا الحزب أو تنكروا لدوره؟النتائج نتلمسها حتى يومنا هذا فالويلات تجر أحدها الأخرى وياليتهم يتعضون!
ثم يردف المرحوم غضبان بالحديث عن تجاوزات على حقوق الأنسان قام بها الحزب،وهو ما ينسجم مع أحاديث أخرى عارية عن الصحة تناقلتها ألسن الرجعيين والأقطاعيين والبرجوازيين الكبار من أجل هدفٍ معلوم في الأساءة لسمعة الحزب،وهنا يطرح نفسه السؤال التالي :لماذا إذاً كانت الجماهير تملأ شارع الرشيد كما يقول،مطالبةً الحكومة بأشراكه بالسلطة إذا كانت مثل هذه التجاوزات قد حصلت فعلاً؟
2 .وورد في نفس الصفحة قوله(ثم إن موقفهم من حزب البعث قد جر عليهم الويل والثبور)،
• مبدئياً ليس للحزب الشيوعي أي موقف مسبق من أي حزب أو حركة إلاّ بعد أن يطرح ذلك الحزب أو تلك الحركة رؤيته وبرنامجه وعلى وفق مقتضيات المصلحة العليا للوطن والشعب،وما سوف يلعبه أو سيلعبونه من دور في الوضع السياسي العام.والدليل على ذلك فأن الحزب كان أول من بادر وسارع في الوقوف الى جانب البعث في الخمسينيات وزودهم بمطبعة وأقام معهم جبهة الأتحاد الوطني ضمن المصلحة العليا للبلاد(بالرغم من الموقف الشوفيني المعروف للبعث بأبعاد الكورد من الجبهة)،إلاً إن أنحراف مسيرتهم وهو نابع من أيديولوجيتهم فضلاً عن غدرهم وتآمرهم على كافة القوى الوطنية والتقدمية واليسارية وليس على الحزب الشيوعي وحسب،وقد جاءت النتائج كما توقعها الحزب وهذا دليل صواب أستنتاجاته وتوقعاته.
3 .ويقول السيد غضبان وفي نفس الصفحة(فلا حزب البعث يريد خيراً بالحزب الشيوعي ولا الحزب الشيوعي يريد خيراً بحزب البعث)
• حزب البعث لايريد خيراً بالحزب الشيوعي هذا صحيح جداً والأدلة التأريخية كثيرة،أما الحزب الشيوعي فهو يريد الخير لكل الناس الذين يريدون بناء الوطن والتقدم للشعب وأحلال السلام في المنطقة والعالم،(قووا تنظيم حزبكم قووا الحركة الوطنية/الخالد فهد)نحن نريد من القوى الوطنية أن تتماسك مع بعضها وتتحد من أجل مواجهة الطغيان العالمي الذي تقوده الماكنة الرأسمالية متمثلة بالوجه الوحشي من العولمة.كما إننا ونحن المكتوين بنار البعث كنا أول من نادينا بتغيير كلمة الأجتثاث في القانون الذي أصدره " بريمر"في حينه.
4. ويقول الرومي في نفس الصفحة(إذ أغلق الحزب الشيوعي جريدته وهربت لجنته المركزية وأغلقت فروع الحزب)
• لم تكن منصفاً ولاموفقاً أيها المرحوم بهذه التعابير الأنتهازية،لم يغلق الحزب جريدته ولكن المداهمات التي طالت مقر الجريدة والمطبعة والأعتقالات التي شملت أغلبية بل كافة شغيلتيهماـ علماً إن بعضهم لازال حي يرزق ويستطيع أن يروى الأحداث المأساوية التي مروا بهاـ أدت الى تعطل الجريدة والحزب لم يغلقها بمحض إرادته!!
• أما لجنته المركزية فلم تهرب خوفاً من سطوة الظالم بل حفاظاً على ما بقي من التنظيمات التي تعرضت لضربات قوية من قبل البعث وأجهزته القمعية التي لاتعد ولاتحصى.لماذا لم ينعت المرحوم غضبان أفعال البعث بالغدر والألتفاف والطعن بالظهر؟أمّا غلق الفروع فهذا ما كانت تصبو أليه حكومة البعث المتفردة بالسلطة وعملت من أجله.
• وأخيراً فالمرحوم ليس بسياسي ولايميل الى التحزب(كما يذكر ذلك في أكثر من مكان في مؤلفه البائس)فلماذا حشر نفسه بأوصاف لايعرف كنهها ولايعرف تفاسيرها؟
5. أمور عامة :ـ
1. أسلوب المؤلّف ركيك بل هو أقرب الى حكايات العامة من كونها مذكرات،طغت عليها كثرة الأسماء التي ليس للقارئ أي صلة بها.
2. وقع السيد غضبان بأخطاء تأريخية فضيعة منها نفيه نفياً قاطعاً وجود أية مندائية محامية،وعلى حد علمي هناك ما لايقل عن أثنتين من اللاتي أعرفهن وأحداهن خبيرة قانونية.
3. هناك بعض التفاصيل السمجة بل تشم منها رائحة التملق والأبتذال ومنها قصة أنفصال الشاعرة لميعة عباس عمارة عن زوجها وبتدخل من أحمد حسن البكر!
وأخيراً فشتان ما بين المندائيَين اللذين ألفا(كتاب طوارق الظلام)/وكلاهما أقرباء السيد غضبان/وهو مؤلّف متألق في سماء الوطنية والأمانة التأريخية وبين ما ألفه السيد غضبان والذي بأعتقادي قد أساء إليه أولاً وأخيراً وأساء لكفاحه الطويل في مهنة التعليم،ولو كان قد صبّ جهده في الكتابة حول العملية التعليمية لكان ذلك أوفى وأفضل.
وختاماً أقول أنا كمندائي غاضب على هذا المؤلف،وأحتج على تسميته بـ (مذكرات مندائية)فلايجوز أطلاق صفة العموم على أمور شخصية ورؤيا وحيدة الجانب بل ومشوهة.


 

Counters

 

أرشيف المقالات