| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                    الأحد 11/12/ 2011

 

اليس في الاقليم قانون؟

اميرة بيت شموئيل

الاعتداءات الاخيرة على المصالح الاقتصادية والامنية في اقليم كوردستان العراق تظهر وبشكل سافر انه هنالك تنظيمات حزبية لا تأبه للقانون في المنطقة بل تحاول وبكل الطرق حتى غير المشروعة ان تستعرض عضلاتها على الاحزاب الاخرى وعلى الحكومة في الاقليم.

ونحن عندما نقول تنظيمات حزبية فلاننا نرى ان الاعتداءات لم تأتي عشوائيا ولا اعتباطا وانما هي منظمة تنظيما جيدا. واذا كان قد جاءت اليوم بحجة المشروبات ومحلات المساج والفنادق السياحية فغدا ستلحق بهم المصالح الاخرى في المنطقة، اذا لم تمتد يد القانون وتوقف هذا العدوان عند حده في الوقت المناسب.

هنا نحن لن نناقش من المستفيد من المحلات التي تبيع الكحوليات فمن المعروف ان كل المنفتحين على الحياة يعتبروا مسألة التقرب او الابتعاد عن الكحوليات مسألة شخصية ليس لاحد الحق من الاقتراب منها. وهؤلاء المنفتحين لا ينتموا الى دين معين او قومية او حزب معين فهم متواجدون في كل مكان، هذا اولا ، وثانيا ان منطقة مثل زاخو تعتبر منطقة تجارية فيها الكثير من التجار الاجانب ورجال اعمال اجانب ومسؤولين وموظفين في شركات اجنبية، كما في كل مناطق كوردستان ايضا.

في جميع الدول التي تحترم القانون يجري الصراع بين مصالح التنظيمات او الاعمال او المواطنين او غير ذلك في قاعات المحاكم ويأتي الحكم النهائي بما يراه القانون مناسبا، وعلى المتصارعين تقبل النتائج واحترام القانون.

ما حدث في كوردستان هو استغلال رجل دين مكانته الدينية ليحول المصلين الى غوغاء يخرجوا من المسجد ليعتدوا على المصالح الاقتصادية في المنطقة بحجة عدائه لهذه المصالح وهذا بحد ذاته يعد استهتارا بمسؤولي الحكومة وقوانينها وامنها ومصالحها مع سبق الاصرار والترصد. فلو فعلا اراد لمحل المساج ان يغلق ابوابه لقربه من المسجد كما ادّعى في مقابلة له، لتقدم بكتاب رسمي حول المسألة يحمل توقيعه وتوقيع جميع المصلين في المسجد وتابعه الى حين صدور قرار بابعاد محل المساج عن المسجد، وكما يقتضيه القانون.

اما اتهامه لبعض الاحزاب الدينية المتشددة باستغلال موعظته وتأليب المصلين على قوانين الدولة، فلا يعقل ان يصدقها احد، لان جميع المساجد التي يدخلها المصلون لابد وان تفتح ابوابها حتى لاتباع الاحزاب او التنظيمات الدينية، وائمة المساجد يدركوا جيدا ان من بين رعيتهم اناس منتمين لاحزاب مختلفة، وان اي تأليب من جانبهم لابد وان يؤجج التشدد داخل المنتمين الى الاحزاب الدينية المتشددة ويكون حجة لهم للاعتداء على الاخرين، وهذا الامام ليس بغافل عن هذه النقطة المهمة ولكن ما حدث فعلا يوضح وجود اصرة وعلاقة بين ما اراده الامام وما فعله المهاجمون.

في كل بلدان المنطقة نجد ان الربيع الشرق اوسطي او ما يسمى بالعربي، يبدأ بعد خطابات الجمعة في المساجد وينتهي بصعود الاحزاب الدينية على كراسي الحكم، مما يوضح ان هنالك علاقة ترابطية بين ائمة المساجد والاحزاب الدينية للتفرد بالحكم في المنطقة، وفي رأينا لا يختلف الوضع كثيرا في اقليم كوردستان فالملاحظ ان في السنوات الاخيرة قد شهدت الساحة السياسية في الاقليم تزايد وصعود الاحزاب الاسلامية فيها مستغلة العملية الديمقراطية والقانون، وهذا طبعا ليس سيئا لو احترم الجميع القوانين والديمقراطية، ولكن السيئ هو ان يستغل القانون وتستغل الديمقراطية من قبل هذه الاحزاب لترتفع على سدة الحكم وما ان يتسنى لها ذلك تقوم بنسف القانون والديمقراطية في المنطقة.

نفهم جيدا ان لكل الاحزاب والتنظيمات ومنها الدينية حقها المكفول قانونيا للدخول في معترك الساحة السياسية والتنافس بالطرق المشروعة، مع احترام حياة شعوبها والتعاون لتحقيق السلام والامن في مناطقها، اما ان يقوم البعض بترهيب واستفزاز ابناء المنطقة وتخريب مصالحهم الاقتصادية وتخريب اعمالهم التجارية، التي تم تسجيلها ضمن القانون، والمساس بأمنهم بهذه الصورة المزرية، فلا بد ان تقوم الدولة بواجبها الوطني بانزال اقصى العقوبات بهم وضمن القانون والا تحولت كوردستان ايضا الى غابة يأكل فيها القوي الضعيف.

 


 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات