| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                                      الأثنين 11/7/ 2011

     

الشيوعيون المبعدون في بدرة
صبيحة ثورة 14 تموز المجيدة

أم بشرى

في الصباح الباكر من يوم 14 تموز طرق الرفاق بابنا وهم يرفعون من أصوات المذياع الذي بايديهم كي نسمع البيان رقم واحد, وماكان منا الا ان هرعنا الى الشارع مع تعالي زغاريد النسوة المتواجدات وضحكات الأطفال وتصفيق الشباب وترديدهم للأهازيج الثورية , واللافت للأنتباه ذهاب بعض اطفالنا الى مركز الشرطة وهم يصرخون بوجه أفراد الشرطه بان لاحق لكم بتفتيش بيوتنا وحجز امهاتنا ,فما كان من افراد الشرطه وعلى رأسهم المدير الا ان احتضنوا الاطفال وهم يردددون والله حقكم ولكننا مجبورون ومأمورون فتوجه افراد الشرطه الى حشود المبعدين وأخذوا بعناقهم وتقديم التهاني لهم, فأجتمع الجميع وأخذ احد الرفاق بتوضيح واقع الثورة وأنها ثورة الشعب جميعا وبقيادة ضباطنا الأحرار وفي مقدمتهم الزعيم عبد الكريم قاسم , وطلب من الجميع التهيؤ للسفر ولكننا فوجئنا بعدم السماح لنا بذلك حيث أبلغنا المسؤولون بأنه لم يصدر بعد قرار لأطلاق سراح المبعدين حيث أقتصر القرار على اطلاق سراح السجناء السياسيين وما كان على قيادة المبعدين الا بتكليفي أنا والأخ هادي عبد الكريم أخ الرفيق الراحل مهدي عبد الكريم , حيث كان الرفيق مهدي أحد المبعدين مع الرفاق نافع يونس, كريم احمد ,كاظم جواد,حسن عوينه, وجورج كَوركَيس وأبو بشرى وأبو نسرين وعزيز عمران وعبدالله علك وجبار خضير وأسعد خضر وعدد من الرفاق لم تحضرني أسماءهم حيث كان يتجاوز عددهم الثمانين.

لقد كلفنا بالسفر الى الكوت للأتصال بالمسؤولين فاتصلنا عبر المتصرف بوزارة الداخلية واخبرناه بأن المبعدين هم السجناء السياسين الذين انهوا سجنهم وابعدوا الى بدرة فما كان من المسؤولين الا ان يصدروا قرارهم في اللحظة نفسها وباطلاق سراح المبعدين وفى طريق عودتنا انا والأخ هادي اتصلنا بالرفاق وأشاروا علينا بجلب أربع سيارات نيرن معنا, فقد نفذنا الطلب وعدنا الى الرفاق فوجدناهم قد هيأوا العوائل وكذلك قد هيأوا لافتات كتب عليها 1- المبعدون الشيوعيون يحيون رجال الثورة البواسل
2- أيها المستعمرون لن تمروا
3- ايها الخونة لن تفروا
وقد تبرع الجميع بما يملك لاهالي بدرة وشُكلت لجنة منهم لتوزيع التبرعات على الجميع .

ركبت العوائل مع أطفالهم والرفاق الباصات وهم بأبهج لحظة من لحظات حياتهم , وبالأهازيج والأغاني الثورية ودعنا أهالي بدرة, وبمرورنا على كل قرية أو مدينة صغيرة نجد حشود الجماهير بانتظارنا مرحبين ومثمنين عاليا بنضال وتضحيات الشيوعيين , الى ان وصلنا معسكر الرشيد فكان الجنود مع قادتهم المتواجدين في المعسكر بأنتظارنا للحفاوة والترحيب حيث نزل الجميع فألقي الرفيق حسن عوينه كلمة مع قصيدة لشاعر من أهالي بعقوبة مطلعها :

عجز الجلاد أن يردعنا
نحن لا نرهب شنقا وفنا
الوحوش أستوحشوا في ظلمهم
سحقوا العدلَ وداسوا السننا

كانت كلمة الرفيق الشهيد حسن عوينه مؤثرة مشيراً الى تضامن الجيش مع الشعب وكيف ان الضباط الأحرار النشامى وبقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم فجروا هذه الثورة العظيمة وبالتضامن مع الشعب وطلائعه الثورية, ثم تقدم احد القادة العسكريين وألقى كلمة متحدثا فيها عن نضال الحزب الشيوعي العراقي ويردد ويقول انتم مفجري الثورة لأنكم تحملتم مشقة العمل السري وقدمتم أغلى التضحيات, كم رفيق منكم أًعدم أو أستشهد فى المظاهرات والسجون وقد تسلق قادتكم أعواد المشانق وانتم ترددون ؟

الشعب حي ما مات     وابدا فلا يموت
لو فات نصر اليوم      باجر فلا يفوت

فهكدا انتصر الشعب وفجرت ثورته بقيادة زعيمنا البطل عبد الكريم قاسم فماكان من الجميع الا باحتضانه وتقبيل العسكريين والأشاده بهم , فوزعوا علينا الحلوى واحتضنوا أطفالنا وتعانق الجميع مودعين , ركبنا سياراتنا وتحركنا متوجهين الى بغداد , فوجدنا الحشود بانتظارنا وبغداد تعيش عرساً لن يضاهيه أي عرس فقُرأت الكلمات والقصائد ابتهاجا بالثورة ورجالها الأبطال وبعدها توزعنا على البيوت والعوائل المتواجده في بغداد, وكل رفيق ألتحق بعائلته وأهله وعمت الفرحة الجميع فالمظاهرات الجماهيرية ليل نهار سادت شوارع بغداد وجميع محافظات العراق.


 


2011-07-10 ستوكهولم

 

free web counter

 

أرشيف المقالات