| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الخميس 12/10/ 2006

 

أرشيف المقالات

 

علينا ان نكون داخل التاريخ وليس خارجه.
بديلنا: عنفوان الثقافة محل ثقافة العنف


الحزب الشيوعي العراقي ومؤتمره الثامن
اولا : الهم الثقافي

د. احمد النعمان

ملاحظة :
هذا اختصار مكثف للمحاضرة التي قدمتها في 7/10/2006 في موقع ينابيع العراق الالكتروني للانصار الشيوعيين واصدقائهم حول البرنامج الثقافي لمسودة الحزب الشيوعي العراقي المعد للمؤتمر الثامن للحزب.

ان حزبا مسلحا بالافكار الماركسية ومنفتحا على الافكار الانسانية كافة, ومستندا الى خبرة 72 سنة من النضال الشاق, يستطيع ان يبني برنامجه الوطني بشكل يتفرد به عن سائر الاحزاب والكتل السياسية الاخرى.

يجري ذلك في دولة تسودها ثقافة العنف بأبشع صوره واكثرها ارهابية وتوحش. فمقابل ذلك على الحزب الشيوعي ان يطرح بديل ثقافة العنف عنفوان الثقافة حصيلة حضارة شعوب وادي الرافدين التي تمتد جذورها في اعماق التاريخ. وهنا عندما يجري الحديث عن التاريخ فعلينا ان نكون داخل التاريخ وليس خارجه كما نحن في اغلب الاحايين, وعلينا ان نتنبأ بما يحمله المستقبل قبل وقوع الحدث لا ان نكون معلقين ومعقبين سياسيين ومحللين لما حدث, فذلك مر واصبح طي الماضي ولا يجدي شيئا موقف كهذا سوى البكاء على الاطلال كشعرائنا الجاهليين.

علينا الاعتراف بهزيمتنا نحن القوى اليسارية والعلمانية في الشارع العراقي حيث اليوم تسيطر عليه القوى السلفية التي تقع ضمن مستنقع الرجعية حيث تحاول ارجاع عجلة التاريخ الى الماضي ـ قبل 14 قرن ونصف القرن. وتفعل السلفية ذلك للابقاء على مؤسساتها التمويهية ومواقعها في الدولة والمجتمع للوصول الى اعلى مراتب السلطة والاستئثار بها, أو بعبارة ادق لاعادة بناء الخلافة الاسلامية بعد ان انهارت مرتين في قرن واحد من الزمان اعني الخلافة العثمانية وخلافة طالبان المقيتتين المقبورتين.

بعد هذه اللوحة السوداء لصيرورة وسيرورة الثقافة العراقية ما بعد الدكتاتورية القومية ونشوء دكتاتورية الدين بشقيه الشيعي والسني, اتناول مسودة برناج الحزب الشيوعي العراقي بالملاحظات التالية:

ورد في الفقرة الاولى بأن الحزب يعنى ب (بناء ثقافة وطنية وديموقراطية تكون حاضنة لكل التيارات القادرة على بلورة الهوية العراقية الوطنية)!!

1 ـ هذا خطاب قومي في احسن التفسيرات! قبل كل شئ لا وجود لثقافة وطنية. فالثقافة بلا حدود وهي انسانية فحسب. اما المدارس الثقافية فتكون وطنية كالمدرسة المكسيكية في الفن الجداري لرائديها الشيوعيين رفيرا وسكيرس, او مدرسة الواسطي للقرون الوسطى في فن المنمنمات والتي بدورها تختلف عن مدرسة الموصل والبصرة المختلفتين عن مدرسة بغداد تلك رغم ان هذه المدارس الثلاث تنتمي الى وطن واحد. اذن على الحزب ان يحذف مصطلح (الثقافة الوطنية) ويضع بديلها الماركسي (الثقافة الانسانية ذات السمات المحلية). فالمختص بالثقافة الاغريقية او الفرعونية او الفارسية او الهندية من عراقيين هم مثقفون وضروريون لعنفوان الثقافة في العراق الا ان ثقافة هؤلاء لا تشكل "ثقافة وطنية" بأي مقياس كان.

2 ـ في هذه الفقرة يؤكد الحزب على اهمية المثقفين ودور المبدعين في العملية السياسية والثقافة العراقية كذا؟! اتساءل اليس المثقفين العراقيين مهمشون من قبل السلطة والأحزاب السياسية ومنها الحزب الشيوعي العراقي اكثر مما كانوا عليه في الفترة السوداء لحكم الدكتاتورية القومية الساقطة؟ على برناج الحزب ان يرسم "خارطة الطريق" للعودة الى المثقفين العراقيين بدل ادارة الظهر اليهم والانتخابات الوطنية السابقة تشهد بكل وضوح الى ان المثقفين بواد والحزب الشيوعي بواد آخر. على الحزب ان يفسر انعزال المثقفين عنه وانعزاله المقابل عنهم. فلا موقف دون تفسير ولا تفسير دون تقديم بديل افضل.

3 ـ الفقرة الثالثة تؤكد ما قلته في الفقرة الثانية. اتفق مع ما جاء فيها ولكن النتيجة تبقى في التطبيق.

4 ـ تتحدث الفقرة الرابعة عن ضرورة التشريعات التي تحمي حرية الثقافة والمبدعين وتستبعد كل ما يقيد الثقافة والمثقفين. هذا جميل ولكن علينا ان نتساءل ما هذه القوانين؟ وهنا اجيب: قانون حرية التأليف والنشر. قانون الملكية الفردية للمبدع, قانون عدم فرض الرقابة الدينية من قبل المراجع والمساجد والمنابر الدينية, وغير ذلك مما أغفله البرنامج.

5 ـ يلتفت الحزب الشيوعي في الفقرة الخامسة الى واحدة من اهم القضايا الثقافية في مجتمع متعدد القوميات والاثنيات. وحسنا فعل بالحض على تنوع الثقافة القومية وتعددها وازدهارها دون الوقوع في حلزنة الانعزال الثقافة او المبالغة بالخاصية الثقافية لاية قومية كبيرة ام صغيرة كانت. وهنا اثني على موقف الحزب الايجابي والجميل بذلك.

6 - نحن هنا بصدد دعوة البرنامج الثقافي الشيوعي الى رعاية حملة الثقافة والمفكرين والمبدعين . حسنا هذه نظرية جيدة ولكن هنالك الكثير من اعلام الثقافة العراقية ممن لم يهتم الحزب بهم فيما يثني على البعض من الذين لا يستحقون سوى العتاب لتغيير مواقفهم النظرية ومواقعهم السياسة والفكرية. ولا اريد هنا ذكر الاسماء فالبرنامج لا يتحمل ذلك. علينا ان نترك عبادة الاصنام ونهتم بآلهة الثقافة الحقة دائما.

7 ـ الفقرة السابعة والاخيرة حول تأمين اشاعة الثقافة: لم نجد كيف؟ ماهي اساليب الحزب البرنامجية لذلك؟ما هي وسائل اشاعة الثقافة في زمن التأويلات والفتاوى حسب الطلب واستعمال الدين لاغراض دنيوية ومصالح ضيقة من طائفية مقيتة الى عصبيات ونعرات قومية وردود فعل اسوأ؟ عن كل ذلك اقترح ادراج الفقرات التالية في البرنامج الثقافي للحزب بأختصار شديد :

اولا:
في الوقت الذي نثمن فيه دور الدولة في البحث عن المسروقات من التحف والأعمال الفنية الاخرى بعد سقوط النظام السابق, وفي الوقت الذي نشكر الدول العربية والاجنبية التي ساهمت في اعادة تلك المسروقات الى العراق, فإننا نعمل من اجل اعادة بقية التحف الى متاحف العراق حاضنتها الام.

ثانيا:
تأسيس متحف للفن التشكيلي في بغداد الذي نشأ وينشأ في المهجر تحت عنوان: (متحف الفن التشكيلي العراقي في المنفى) وذلك لانه عنصر مكمل لحركة الفن التشكيلي في العراق. ويمكن شراء بعض الاعمال من فناني المهجر فيما يفتح الباب للتشجيع على التبرعات بالقسم الآخر من تلك الاعمال.

ثالثا:
نناضل من اجل اصدار قانون تقاعد ورعاية اجتماعية وضمان اجتماعي للمبدعين من المثقفين العراقيين داخل وخارج العراق. يضمن لهم الحياة الكريمة والظروف اللازمة لمواصلة الابداع. كما نعمل من اجل ان تتبنى الدولة العراقية بناء مراسم وستوديوهات للنحاتين والرسامين تقدم بأجور رمزية للفنانين وتصبح ملكا لمن يثبت انه آهل لذلك بعد فترة تجريبية من الزمن.

رابعا:
يعمل الحزب الشيوعي العراقي بإلزام الدولة بالقيام بإعادة نشر المؤلفات للمفكرين والكتاب والشعراء والمؤرخين العراقيين على نفقة الدولة والتي لم تر النور في عهد الدكتاتورية المباد وتخصيص قسم من ريع بيع تلك الكتب لمؤلفيها. كما يعمل الحزب من اجل الدعوة من قبل الدولة لمؤلفي كثير من الكتب التي مازالت لم تنشر لحد هذا الوقت للظروف المالية التي يفرضها الناشرون والتي تعيق نشر تلك المؤلفات لنشرها بتشجيع من الدولة ورعايتها المالية.

خامسا:
العمل على اصدار تشريعات وتهيئة الظروف الملائمة للاهتمام بالموسيقى الكلاسيكية العالمية بواسطة الفرق السمفونية الوطنية الى جانب الموسيقى المعاصرة والفلكلور العراقي, وكذلك مدارس الباليه والعناية بالمسرح والسينما العراقيتين وتقديم الدعم لكل هذه النشاطات لكافة ثقافات شعوب وادي الرافدين.

سادسا:
العمل على توفير الاجواء اللازمة لاقامة ندوات ومؤتمرات ومهرجانات سينمائية ومسرحية وفنية مختلفة وادبية اقليمية وعالمية في العراق. وتأسيس ارشيف للافلام التسجيلة التي نشأت في دول المنفى ايام الدكتاتورية المبادة فإنها ارث الحزب والحركة الوطنية العراقية.

سابعا:
يقترح الحزب الشيوعي ويعمل من اجل ان تتبنى الحكومة العراقية انشاء منتزه في العراق يحتوي على نصب وتماثيل لعظماء قادة الفكر والثقافة والسياسة في العراق امثال الجواهري والبياتي وجواد سليم وفائق حسن وزينب وناهدة الرماح ومحمد القبانجي وحضيري ابوعزيز ومصطفى جواد وعلي الوردي ومصطفى البرزاني وفهد (يوسف سلمان) والصدر الشهيد وسلام عادل وغيرهم الكثيرين. ويشتمل المتنزه على مسارح وسينمات مغلوقة وصيفية مفتوحة ومطاعم وملاعب وما الى ذلك ليؤدي هذا التنزه دورا ثقافيا واستراحات في آن واحد لكافة العوائل وبأجور مغرية.

ثامنا:
يناضل الحزب لا سيما بعد استتباب الامن في العراق وبناء مؤسسات المجتمع المدني والدولة الديموقراطية من اجل اعادة الآثار المسروقة من العراق اثناء الحفريات الاجنبية في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين والموجودة في متاحف العالم او الموافقة من قبل الدول التي تحوي متاحفها تلك التحفيات على اعطاء حصة العراق من ريع تلك المتاحف لكي تصرف كليا على المساعدة في تمويل المقترحات المقدمة في هذا الباب من برنامج الحزب الثقافي. مع قيام تلك الدول الاجنبية باجراء كوبيا لكل تلك التحف وتقديمها لمتاحف العراق مجانيا.

تاسعا:
يعمل الحزب الشيوعي من اجل الحفاظ وتطوير كل الابداعات الفلكلورية في العراق بكافة تنوعاتها القومية في جميع مناحي الحياة الثقافية والفنية والادبية والحفاظ على سوق المتنبي وتطويره, ونشر المكتبات في المدن العراقية كافة. واعادة بناء مكتبة آشور بانيبال وتجهيزها بأحدث مقتنيات التكنولوجيا على غراء اعادة بناء مكتبة الاسكندرية في مصر, واقامة مهرجان بديل لمهرجان المربد المرتبط بإسم الطاغية الساقط.

عاشرا:
يناضل الحزب الشيوعي من اجل اصدار قوانين وتشريعات لازمة لمحاربة ثقافة العنف بكافة اشكالها ومنع ضرب المرأة والطفل والزواج القسري وتعدد الزوجات وزواج المتعة والمسيار والسمسرة بأجساد الفتيات والاطفال.