| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 12/6/ 2009



الخاسر والفائز في الانتخابات الايرانية

محمد الطائي

خط الامام الخميني هو المعيار الذي سيطر على مفاصل كثيرة مهمة في الجمهورية الاسلامية لسنوات طويلة حتى بعد رحيل مفجر الثورة ، فكان الفيصل في حسم كثير من الامور المتعلقة بمؤسسات الدولة الايرانية التي يفترض ان تدير شؤون ايران وبالتالي تدير شؤؤون و حياة الايرانيين اليومية ،،ولكن الواقع اليومي يشير الى سيطرة واضحة على مؤسسات الدولة الايرانية من قبل مؤسسات الثورة كمجلس الخبراء وتشخيص مصلحة النظام والحرس الثوري وعلى رأسهم دائرة مرشد الثورة.

وبالرغم من تصنيف وسائل الاعلام للمرشحين في الانتخابات الرئاسية بايران بين اصلاحيين ومحافظين الا ان الخطاب السياسي للمرشحين بدا متشابها ، فالمرشحون جميعهم ابناء الثورة الايرانية وشغلوا مناصب مهمة ك(مير حسين موسوي) الذي شغل منصب رئيس الوزراء ايام الحديث الايراني وقتها عن تصدير الثورة للخارج ، بينما كان محسن رضائي الذي تدرج في الحرس الثوري (السباه) قائد فعليا حتى اصبح وزيرا لاكبر منظمة متشددة في الشرق الاوسط هي ( سباه باسداران )، ولا يختلف الامر بالنسبة لمهدوي كروبي الذي شغل رئيس مجلس الشورى الايراني وهو منصب لا يمكن لكروبي ولغيره اثناء اشغال المنصب هذا ان يكون اصلاحياً.

ويبقى الرئيس الحالي احمدي نجاد الاكثر تشددا بين المرشحين فهو الذي قاد ايران في السنوات الماضية ووضعها في حلبة المواجهة مع الغرب ووقف بوجه المجتمع الدولي محاولا تقليد قائد الثورة الامام الخميني وما عرف عنه بخط الامام وهو الامر الذي اوصله الى سدة الرئاسة في الانتخابات السابقة ، لكن كثيرا من الوعود التي اطلقها نجاد لم تتحقق حتى هذه الانتخابات التي يصعب التخمين بنتائجها.

ويشير المراقبون الى انقسام في اصوات الناخبين الليبراليين بين حسين موسوي ومهدوي كروبي من جهة بينما انقسمت بالفعل اصوات المتشددين من الحرس الثوري والبسيج بين محسن رضائي الذي كان قائدا لهم وبين الرئيس الايراني الحالي المنتهية ولايته في هذه السنة..

وستؤدي هذه الانقسامات الى تشتت الاصوات او انحسارها بين مير حسين موسوي وبين احمدي جاد في ظل عدم وجود تأثير كبير لمبدأ ولي الفقيه ، وهو مبدأ لا تنطبق شروطه على اية الله سيد علي خامنئي بالرغم من سلطته السياسية في ايران ، كما ان الجماهير الغفيرة التي تشترك في الانتخابات تقلد مراجع مختلفة في داخل وخارج ايران وبذلك لا يمكن الاعتماد على التسريبات التي تتحدث عن دعم شرعي من السيد خامنئي لاحمدي نجاد.

لمن تقرع الاجراس في الانتخابات الرئاسية الايرانية ؟؟ سؤال يدور في اروقة الادارة الاميركية قبل غيرها من دول العالم ليس بسبب المواجهة بينها وبين ايران بل بسبب اصرار الولايات المتحدة على ارساء الديمقراطية في الشرق الاوسط وهو الامر الذي لا تقبل به الدول التي اعتادت على نظام سياسي واحد كايران وسوريا والسعودية وغيرها من الدول التي تعتبر نفسها معنية بتطبيق الديمقراطية الفعلية في بلدانها.

لمن تقرع الاجراس في الانتخابات الايرانية ؟ سؤال يجيب عليه بالتأكيد فرز صناديق الاقتراع لاصوات الناخبين الذين يتطلعون الى غد مشرق ومستقبل واعد بعيدا عن المواجهة مع الغرب والمجتمع الدولي وخال من الصراعات الداخلية التي ظهرت على السطح بشكل جلي من خلال المناظرات الاخيرة بين المرشحين للرئاسة ، تلك الرئاسة التي سيفوز بها احد المرشحين بينما يبقى الشعب الايراني في عداد الخاسرين حتى تتحقق امانيُّه ولو بالحد الادنى من العيش الكريم وهو الامر الذي يفترض ان يطبقه الرئيس الفائز في الانتخابات هذه حيث سيراقبه المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية اذا ما كان سيستمر ببرامج تسليحية انهكت الاقتصاد الايراني واتعبت الاسرة الايرانية التي تتطلع الى التخلص من الفقر والبطالة والتضخم وارتفاع الاسعار وتصبو الى مواكبة حياة الاسرة في الدول النفطية في منطقة الخليج.


 

free web counter

 

أرشيف المقالات