| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                   الأحد 13/2/ 2011

     

 فـي التغاضي

جلال حسن  
jalalhasaan@yahoo.com

إذا كانت تحذيرات رئيس مجلس النواب من مغبة إغفال تطلعات الشعب وضمناً من ثورة شعبية ضد الفقر والبطالة، فأن الأمر الأكيد هو البحث الجاد والفوري عن حلول عاجلة كي لا يؤدي تراكم المعضلات إلى معضلة اكبر لا يمكن تداركها في حينها، وهذا الكلام لرئيس مجلس النواب أيضاً قاله في مؤتمر برنامج التطوير البرلماني الذي عقد في بغداد بالتعاون مع الوكالة الاميركية للتنمية الدولية.

يبدو أن كلمة إغفال ذات دلالة حسية في معنى التغاضي عن مشاكل كبيرة، الإغفال وبعيدا عن مدلولاتها تعكس فعلا مقصودا من أي جهة تهمل حقوق الآخرين بخرق الحالات الإنسانية، بل واعتبار الآخرين مغفلين عن معرفة حقوقهم المشروعة.

كثير من المسؤولين وجدوا في صمت المواطن استمرار التغافل المقصود عن إيجاد حلول موضوعية لأزمات مستعصية، وإيجاد تبريرات عن حالات كثيرة، ولكن السكوت لا يستمر طويلا بعدما يأس المواطن من أمل يلوح في الأفق لحل الأزمات. صار من الواضح أن هناك شعورا شعبيا يتنامى يوما بعد آخر بالإحباط، وان التغييرات السياسية لم تأت بجديد على صعيد حل مشاكل الخدمات، بل هناك إهمال من السلطات التنفيذية والتشريعية بأحوال البلاد العامة.

كل التصريحات التي نقرأها ونسمعها من السادة النواب هي عبارة عن مطالبات ودعوات وانتقادات وتنظيرات ومساع ونوايا وتشكيل لجان ولكن بدون حلول موضوعية ناجحة، أو وضع الإبهام على الجرح , فماذا يقول المواطن عن همومه اليومية ومعاناته المستمرة ؟ بعد أن وضع أمله بالممثلين الشرعيين عنه.
كثير من النواب نسي شعاراته قبل الانتخابات، وصدى الخطب الرنانة وتلبية مطالب الشعب التي تبخرت في الامتيازات والرواتب والمخصصات الممنوحة لهم.

يمكن القول وبكل صراحة ما زلنا نرزح تحت سقف العوز والطلب وظروف معيشية صعبة، وبطالة، ونقص في الخدمات الأساسية التي أصبح الحديث عنها يخجل المرء من تكرارها، ليس لأنها اسطوانة سمجة، ملأت وسائل الإعلام ضجيجا، بل تدلل فقدان المواطن لأبسط وسائل العيش ،وعدم احترام المواطن لآدميته في زمن تفننت فيه الدول في تقديم خدماتها للمواطن، ولنا في دول الجوار شواهد كثيرة.

سبع سنوات وما زال التغاضي مستمراً، نسمع عن مشاريع عملاقة وإستراتيجية ولكن لم نر شيئاً، فما زال كل شيء على وضعه ولم يكن بمستوى التلميع الإعلامي. سبع سنوات، و تعاد القضايا نفسها والنواقص المدورة من السنة الماضية، وهكذا تعاد وتصقل بالأعذار و الحجج نفسها. من المؤكد أن للتغاضي زمنا سيقول فيه المواطن، كلمته، ولا تقبل عندها أية أعذار.
 




 

free web counter

 

أرشيف المقالات