| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

السبت 14/4/ 2007

 

أرشيف المقالات

 

مهرجان الفلم النمساوي

شذرة بغدادية ، شذوذ فارسية ، صحراء مصر وحميرها، تسامح تشادي ،شيوعي نمساوي


بدل رفو المزوري
من مهرجان الفلم النمساوي في غراتس

اسدل الستار على مهرجان الفلم النمساوي العاشر والذي اقيم في مدينة غراتس من الفترةالتاسع عشر ولغاية الخامس والعشرون من الشهر الثالث والذي اعتبر من انجح المهرجانات المقامة فلقد توزعت العروض السينمائية مابين سبع صالات سينمائية وفي كل صالة عرضت مابين اربعة الى خمسة افلام سينمائية ... لقد تنوعت افلام المهرجان الى افلام قصصية ،افلام تجريبية ،افلام قصيرة ،افلام وثائقية ومن الافلام القصصية : 42 درجة فوق الصفر،الجلد الغريب ، الصداقة ،جمرد ـ في عيون الدب ، العالم السليم ، الاجساد الميتة للاحياء ، رحلة الشتاء ، نيترو ، المزيف ، خلال ثلاثة ايام فانت ميت ... ولقد عرضت عددا كبيرا من الافلام الوثائقية ومنها : شذرة بغدادية ، في بلاد 99 سماء ، جمهوريتي المحبوبة ، جسر التفاهم وقت للرحيل ، علي ان اقول لك .. ومن افلام متحف الافلام النمساوي : الايام الاولى ، اولسياس ، عالم ساميلي الصغير وافلام اخرى ..

لقد تهيات كل الاجواء والمناخ الملائم لنجاح هذا العرس السينمائي برئاسة اوليفر تستوت وادارة بريجيت فلوس وكان مقر المهرجان دار الفن في غراتس ..افتتح المهرجان يوم التاسع عشر من الشهر الثالث بفلم 42 درجة فوق الصفر في قاعة هلموت ليس ،بحضور كبار الفنانين والساسة والصحفيين ..وتوزعت الصالات السينمائية كالاتي : كايدورف ( صالتان )، اوكاردن ، شوبارت (صالتان )،اوسي انن هوف (صالتان ).

توزعت افلام المهرجان بين الشرق والغرب ، بين ماساة وانتقام وتسامح وافلام للجبال وفلم عن اكبر مزيف في التاريخ الحديث والى شوق وحنين عراقية الى بغداد والركض في صحارى مصر لتصوير كتابات شاعرة النمسا الخالدة ( انغيبورك باخمان ).
لقد بلغ عدد زوار المهرجان هذا العام اربع وعشرون الفا وستمئة زائر ....... ومن الافلام التي كانت محل النظر والانتباه والمشاهدة ..

الجلد الغريب ..للمخرجة انجلينا ماسارونا والقصة لها بمشاركة جوديت كاوفمان\ انتاج الماني نمساوي مشترك

الجلد الغريب : قصة درامية وحب عنيف في ذات الوقت ، فلقد تعودت( فاريبا) بان تتحجب وان تغطي جسدها في وطنها ايران حسب عاداتها وتقاليدها وبالرغم من انها كانت غير مقتنعة اطلاقا بما تفعله ومن اجوائها الدينية الضيقة .. تفاقمت حالتها من الركض وراء اغراء الجسد الى الشذوذ الجنسي وفي احدى المرات فضح امرها وممارساتها الشاذة ،لذا قررت الهروب من وطنها نحو ملاذ ولجوء امن وتكون المانيا ذلك الملاذ ..وكان لهاجس الخوف دورا كبيرا في ملاحقة فاريبا بين الوطن الام والملاذ الامن ..لكن الامور اختلفت عندها حين اتاها الرفض بقبولها كلاجئة في المانيا ولذلك ا قدمت على انتحال شخصية لاجئ اخر حين اقدم الاخير على الانتحار ،فتنكرت فاريبا بملابس الرجال وعاشت في بنسيون اللاجئين ، حالة التحول من امراة الى رجل لم يكن بالامر السهل لدى فاريبا ..مرة اخرى عليها تغيير جلدها ودورها ليكون الدور الجديد قريبا من شخصيتها ، وبسرعة تعثر على عمل غير مرخص في احدى المعامل كرجل وتعيش على ما تحصلة كراتب من عملها المرهق العضلي ... ولكن الصراع هنا يكمن في انها تسعى لجذب انتباه النسوة حولها حتى تعرفت على زميلة لها في العمل ( آنا ) وتربطهما قصة حب ميلودرامية تلعب دور فاريبا الممثلة ياسمين تاباباي، والفلم يعتبره النقاد رحلة بين الحضارات ، استغرق الفلم ست وتسعون دقيقة .

رحلة سعيدة ... تاليف واخراج وتصوير لودفيك فوست ...انتاج نمساوي ، سبع واربعون دقيقة

البداية بفلم رحلة سعيدة تعود الى عام 1997 برحلة الى مصر .. وكان المخرج لودفيك يحمل بين حاجيات السفر ديوان الشاعرة النمساوية الراحلة ( انغيبورك باخمان ) والذي يحمل عنوان ( حادثة فرانسا ) فقد استمد المخرج فكرة الفلم من القسم الثالث من الكتاب ( خوف مصري ) وهذا كان الدافع الكبير لعدة رحلات الى صحارى مصر كي يكتب الفلم في الاماكن الملائمة للكتابة ولاحداث الفلم ، وفي احدى رحلاته اخذ معه الممثلة انغريد كوستان وتمكن ان يقطع الفي كلم لتكون لديه مادة الفلم ويقول المخرج بان هذا هو اول فلم له ينشا نتيجة ضرورية نفسية .ولكن الشئ الغريب الذي لاحظته تركيز المخرج على النفايات في شوارع المدينة المصرية التي انطلق منها قبل توجهه الى الصحراء وقد صور الفلم في شهر رمضان واما الممثلة فقد قالت بانها كانت رحلة متعبة لكنها كانت رائعة وقالت لم اتوقع كثرة الحمير في مصر..فلم يحكي قصة الصحراء وسحر وسر الصحراء والحياة فيها من خلال هذه الرحلة السعيدة .والوحدة في الصحراء وعرض صورة وحياة وكرم البدوي .

الفلم التشادي دارات ــ الفترة اليابسة ... للمخرج محمد صالح هارون\2006 \ فلم من انتاج النمسا وفرنسا وتشاد و يستغرق الفلم خمس وتسعون دقيقة

فلم يحكي قصة الثار والانتقام من خلال احداث جرت في تشاد ... رجل مسن مع حفيده الذي بلغ سن الكبر يعيشان في احدى قرى تشاد النائية وتبدا الاحداث بانهما كانا ينصتان للمذياع ليستمعا عما قررته الهيئة للحقيقة والعدالة بعد الحرب الاهلية والتي استغرقت اربعون عاما ، جنرال اعلن بالعفو العام ...حينذاك اخرج الرجل المسن مسدسا كان قد خباه حتى يكبر حفيده واعطاه اياه وامره بالذهاب الى المدينة والبحث عن قاتل ابيه والثار له ويبرز الفلم ايضا اسواق واهل تشاد وطيبتهم ..وبعد ذلك يعثر على قاتل ابيه ويلاحقة ويقتفي اثره عبر الازقة الضيقة ..القاتل يعمل فرانا لعمل الخبز داخل البيت وعلى بابه كشك لبيعه ،في احدى المرات التي كان الحفيد مع بعض المتسولين امام البيت وحين اعطاه قاتل ابيه الخبز فاخذ يعض الخبز ويبصقه على الارض بين قدمي الرجل وبعد مدة يعمل مع الخباز الخصم ..وكان الشاب قد وقع تحت سحر القاتل ولذلك كان يؤجل موته دائما ومن جديد يوما بعد يوم ...وبعد ان تفقد زوجة الرجل جنينها يرجو من الشاب بان يعيش معه ويكون ابنه وتتضح الحقيقة بانه قاتل ابيه ولكن الشاب لم يقتله ..بل روح التسامح كانت اكبر من الثار والانتقام ...دارات قصة من واقع تشادي ،قصة ثار وانتقام وقد تمتع الجمهور النمساوي بهذا العرض المتميز وباللغة العربية ذات اللهجة الصعبة والتايتل باللغة الالمانية .

شذرة بغدادية ...اخراج سوزان ايوب ، انتاج النمسا 2006 ...خمس واربعون دقيقة

. فلم شذرة بغدادية للمخرجة والكاتبة العراقية المولد سوزان ايوب ... قصة شوق وحنين لفنانة ولدت في العراق وبعد غيبة طويلة تعود لوطن الميلاد ضمن و فد تضامني دولي لتصوير ماسي الشعب العراقي بعد اثني عشر عاما من الحصار الدولي ..وهي رحلة لها الى ماضيها وطفولتها فقد كانت تبلغ من ا لعمر ست سنوات حين غادرت العراق مع امها وهذه هي المرة الاولى لعودتها للوطن وتمكنت من تصوير فلم وثائقي حول العراق وقامت بزيارة للبصرة والنجف وبابل وتجولت كثيرا في بغداد وكان طابع الشوق والحنين يغلبان عليها ففي الحلقة النقاشية بعد الفلم تحدثت للزمان بانها مهما ابتعدت وكذلك نسيت اللغة فانها جذورها ستظل منغرسة في ارض العراق فلقد ابكت من خلال فلمها القصير المشاهد النمساوي.وتخلل الفلم اغان عراقية ذات طابع يتسم بالحنين و يمتلأ بالشوق

فلم الشيوعي ـ اخراج مارك باودر ، انتاج نمساوي الماني مشترك ... استغرق الفلم اثنان وسبعون دقيقة

الشيوعي ..فلم وثائقي حول ارنست كالتين نيكر .... هكذا كانت دعاية المخرج الشاب لفلمه الوثائقي ...
كالتين نيكر ..شخصية شيوعية مشهورة في دولة النمسا وبالاخص في مدينة غراتس النمساوية وفي المقاطعة ايضا ..شخصية تثير الجدل لدى السياسيين وتاتي بالفرج لكل فقراء المدينة ومحتاجيها و ينفق نصف راتبه للجمعيات الخيرية والمحتاجين ..تراه ضحوكا ومبتسما في الشارع النمساوي وبسيطا ومختلطا بالشعب و يحبه لشخصه ، لا للحزب الشيوعي الذي ينتمي اليه كما يقول الكثيرون ..شعاره : ساعدوا وانقذوا مدينتكم ...لكن للاسف لم يوفق المخرج حسب عنوان الفلم بان يبرز شخصية كالتين نيكر كانسان اولا وكشيوعي ثانية لكنه بالعكس ركز على الحملات الانتخابية الاخيرة للحزب الشيوعي من دون مراعاة لاسم الفلم و ظهرت في الفلم تصريحات رئيس الحزب السابق والحالي وبالاخص كان الفلم دعاية للحزب الشيوعي وهنا قد خسر المخرج جهده وكذلك المشاهد الذي شاهد الفلم بانه سيتابع مسيرة الشخصية المحبوبة كالتين نيكر .

تنوعت افلام المهرجان من حيث المضمون والاخراج والتاليف وحاولت ايضا ان تقرب ما بين الحضارات وحين التقيت رئيس المهرجان اوليفر تستوت فرح كثيرا حين علم بان الصحافة العربية ايضا ستغطي نشاطات المهرجان وسالني ببساطة عن الافلام التي اعجبنتي وتحدثنا عن مركز ثقل المهرجان .

جوائز المهرجان ...
جائزة المهرجان الكبيرة من وقف مقاطعة شتايامارك \ الثقافة ،لاحسن فلم قصصي نمساوي لعام 2006\2007 والتي بلغت قيمتها 15000 ألف يورو ،وهدية 2000 يورو من شركة سينخرو و 4000 يورو جائزة افلام كوداك ،هذه الجوائز كانت من نصيب فلم العالم السليم للمخرج يعقوب .م . ارفا .

وكذلك فاز فلم بيلافيستا للمخرج بيتير شراينر كاحسن فلم نمساوي وثائقي للعام . لقد تم توزيع جوائزا اخرى للتصوير وللممثليين .لقد كان في الحقيقة عرسا فنيا كبيرا تشهده مدينة غراتس النمساوية والتي طالما تمتع اهلها وزوارها بكثرة المهرجانات والاحتفالات فيها حتى اضحت تضاهي فيننا في نشاطاتها وفنها .