| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 14/2/ 2010

 

من السفر الخالد للانصار الشيوعيين
 

الشهيد ابو زهره - معتصم عبد الكريم

النصير ابو عادل - فارس زهرون حبيب

جمعنا فصيل بغداد فى خريف عام 1979 فى قاعدة نوزنك بعد ان وصلنا اليها من قاعدة بلبزان {منطقة سوران} وكان النصير ابو زهره احد اعضاء الفصيل,هادئ و ودود,متواضع , ينجز الاعمال اليوميه بكل همه ومرح وابتسامه لا تفارقه ,سعادته كانت عندما يحصل على قدح شاى اضافى {علبة معجون طماطه فارغه نستعملها بدل الاقداح}عندما يحن عليه رفيقنا الادارى ابو ولاء ...فقد كان الشهيد مولع بشرب الشاى ,هذه السعاده تكتمل عندما نترك الفانوس له ليلا ليبدء الرسم على اوراقه التى لاتفارق {عليجته}...كان رسام واعد لم ينهى الصف المنتهى فى معهد الفنون الجميله عندما اختفى عن انظار البعث ومن ثم التحق بصفوف الانصار فى سوران.صباحا كان ينهض مبكرا قبل الرفاق ويبدء بالبحث فى المذياع عن اغنيه لفيروز و يقول مازحا.. {فيروز هى الملاك الذى يحرسنى} تحمل بسعة صدر انتقادات آمر الفصيل له بضرورة حلق لحيته التى كان يحرص عليها ويعتنى بها يوميا,كان يتكلم عن الفن وعن مشاريعه الفنيه كلما كان يأتى لمساعدتنا فى المخبز بشرط ان يجود عليه الرفيق ابو الصوف بالشاى بعد ان علم ان ابو ولاء سمح {للاسطه ابو الصوف ومساعديه} بوجبة شاى لهم أثناء اعداد الخبز كحوافز عمل .... دائما عندما كنا نقوم بجمع الحطب استعدادا للشتاء كان ابو زهره يمتنع بأصرار بأن يكون مع مجموعة قطع الاشجار وتحطيبها ويساهم فقط بنقل ما كنا نعده للنقل وحينها كانت يتجسد امام عينى تخطيط الخالد جواد سليم {الشجره القتيله} والذى جسد فيه قساوة الانسان ووحشيته ...متأكدا كنت ان هذا ما كان يشعر به ابو زهره.

طلبت الاداره المركزيه للقاعده من فصيلنا ارسال نصير لحراسة مخزن صغير لنا بالقرب من المنطقه التى يتواجد بها المهربون ما بين العراق وايران والمخزن عباره عن غرفه طينيه صغيره محفور نصفها فى الجبل تكدس الاداره مايمكن الحصول عليه من مواد غذائيه{اكياس الطحين والسكر }لحين توزيعها على الفصائل...بادر الرفيق ابو زهره بالذهاب للحراسه بعد ان جهزه الادارى ابو ولاء بفانوس وكميه غير قليله من الشاى والخبز { وكان كريم على غير عادته كأدارى} .عاد ابو زهره بعد يوميين من انتهاء مهمته حاملا معه مجموعه من الرسوم الجميله{تخطيط بالقلم الجاف} وكانت حول موضوع الشهيد...

مع بوادر الربيع من عام 1980 تهيئ الرفيقان ابو زهره وابو ولاء للمشاركه فى مفرزه مع فصيل بتوين وفصيل بشدر وكانت مهمة المفرزه اعلاميه وكذلك انجاز مهام تنظيميه مع رفا ق التنظيم المدنى فى قلعة دزه , رانيه ,جوار قرنه , والمجمعات السكنيه المنتشره فى دشت بتوين وبشدر {سهل رانيه} –المجمعات السكنيه اقامها النظام لتجميع سكان القرى الحدوديه بعد تهجيرهم وأحراق قراهم—وكعادة الانصار أقمنا حفلة توديع, كانت ليله جميله ودعنا بها الرفيقين بأناشيد الحزب والاغانى الجميله,كان صدى مفرزة الحزب الشيوعى يتردد فى كل مكان وكان الاهالى يتناقلون بأعجاب وجود انصار عرب مع المفرزه, كسب ابو زهرة حب الاهالى له كان يجمع الاطفال حوله ويرسم لهم وكم من {بورتيت} ترك بعده لاطفال واهالى كانوا يتسابقون لدعوته ضيف عندهم ,{كان ابو زهره{يلتهم} الطبيعه بعينه ليجسدها برسومه كلما كنا نختفى فى الجبال المحيطه , كان كالطير الذى اطلق من قفص} كما عكسه ابو ولاء للفصيل حين عاد.

فى الرابع والعشرين من آذار - 1980 وعندما كانت المفرزه فى مهمه فى قرية قزلر داهمت طائرات الهليوكوبتر واعداد كبيره من الجنود والمرتزقه{الجحوش} القريه ودارت معركه حاميه استمرت ساعات طويله سجل فيها الانصار ملحمه خالده من سفرهم المجيد حيث كبدوا السلطه خسائر فادحه وروت ارض كردستان دماء خمس شهداء شيوعيين احدهم الشهيد ابو زهره الذى قاتل ببطوله نادره,
وصلت الاخبار الى القاعده بعد ايام من المعركه وكانت اخبار متضاربه عن عدد الشهداء وبقينا ننتظربقلق ...مساءا ومن بعيد لمحنا الرفيق ابو ولاء قادما بأتجاهنا ..كان يسير بصعوبه فقد جرح فى المعركه...وبكل وهن وحزن أخبرنا بأستشهاد ابو زهره, خيم الوجوم علينا ,كنا لانريد ان نصدق ان هذا الرفيق الوديع قد ودعنا بهدوء وتسلل ليحضن الوطن....

وللانصار طقوس خاصه بهم للحزن لايشعر بها الا من عاش حياتهم يودعون رفيقهم الشهيد بصمت يحملونه معهم فى القلب اينما رحلوا....يتذكرونه بكل جزئيات امورهم اليوميه ..يزدادون عزما به .. لايبارح مخيلتهم مهما طال الزمن ,وهكذا اصبح الشهيد ابو زهره لرفاقه الانصار.
جمعنا بجو مهيب ما ابدعه من رسوم وكان من ضمنها رسومه المؤثره حول موضوع الشهيد ..لقد رثى ابو زهره نفسه وكأنه كان يشعر بأن زمن الخلود قريب , نشرت بعد فتره هذه الرسوم فى جريدة الحزب السريه .

المجد والخلود للشهيد ابو زهره - معتصم عبد الكريم
المجد لشهداء الحزب والوطن .

 

العليجه: قطعة قماش يعملها النصير كحقيبة ظهر ,وكما وصفها النصير يوسف ابو الفوز هى بيت النصير الذى يحمله معه .
الجحوش- الجاش : يطلق على المرتزقه الاكراد الذين يساهمون مع الجيش فى القتال ضد الانصار والبشمركه.
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات