مقالات وآراء حرة
صرخة من اعماق المقابر
لطيف صالح
انهم في قبورهم يصرخون ....
يتأوهون... يزفرون ويتململون ....
انهم في قبورهم ينظرون الى الدماء والجثث ويتحسرون....
في بغداد قامت القيامة والمذابح تتلو المذابح ...
وجفت الدموع في المآقي ...
والجراد يغزو المزارع, خربوا الحدائق والمباني والساحات وكل الشوارع....
وجعلوا النساء والاولاد والايتام تبحث عن طعام في كل المزابل...
سرقوا البترول والدولار وتقاسموا الميراث وكل المعامل ....
نهبوا الارض والكراسي ووضعوا ارصدتهم في البنوك وكل المتاجر ....
جعلوا الامي والجاهل والمزور يؤذن في المساجد ويخطب من فوق المنابر ....
البسوا المرأة السواد فليس لها سوى البيت والاولاد والمطابخ ...
اباحوا زواج المتعة والمسيار وكل اشكال المطارح...
وشهداءنا عند صعودهم اعواد المشانق كانوا يحلمون بوطن حر وشعب سعيد ...
كانوا يحلمون باطفال تذهب للمدارس والروضات وكل المحافل بلا دماء ولا مذابح ....
كانوا يحلمون بمشاف في كل المدن والقرى والمنابع ...
حلموا بالشمس والحدائق والازهار ورائحة القداح والبراعم ...
كانوا يحلمون بموسيقى تصدح في الارض والسماء ومهرجانات الرقص في كل حي وبيت وكل شارع ...
حلموا لكل فقير بيت و راتب بلا وجع المراجع ...
ويحلمون بالمرأة علما وثقافة تتربع على كراسي الوزارات وكل المناصب بلا منافع ...
ولكنهم لا يدرون ونحن احياء ومنذ عشرات السنين نحلم بما كانوا يحلمون بلا مطامع...
السويد
14/2/2012