| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 14/4/ 2011                                                                                                   

 

ثمانية اعوام على سقوط النظام ... العراق من اين والى اين ؟

عبد الرزاق الحكيم

لمناسبة الذكرى الثامنة لسقوط النظام الدكتاتوري في العراق أقامت جمعية البيت العراقي في لاهاي, وبالتعاون مع رابطة بابل للفنانين والكتاب الديمقراطيين , أقامت ندوة جماهيرية موسعة حاولت من خلالها البحث في المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق عبر مقارنات سريعة بين عهدي الدكتاتورية والديمقراطية .

وفي مقدمة الندوة التي حضرها حشد كبير من أبناء الجالية العراقية كان رحب السيد رئيس جمعية البيت العراقي ، بالحضور الكريم متمنيا لهم أمسية سعيدة , إلا انه كان دعاهم قبل ذلك للوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكراما لشهداء العراق ضحايا النظم الدكتاتورية والعنف الطائفي .

بعدها ترك الحديث للسيدة باسمة بغدادي – إعلامية وناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل – لإدارة الندوة ,حيث بدأت حديثها ... راودت العراقيين ، بسقوط نظام صدام الدكتاتوري ... آمال كبيرة ، بالتأسيس لعهد جديد يكون ، خلاصا من جحيم الدكتاتورية الذي رزح على صدورهم عقودا ... كانت حروبا وحصارا وقمعا ومصادرة حريات وقتل ومقابر جماعية وأنفال ... واستمرت في الحديث متسائلة... كيف سارت الأمور بعد السقوط ؟ ما مصير تطلعات الشعب العراقي عامة والمثقفين بالخصوص إلى الغد الديمقراطي والشعب الحر والوطن السعيد ؟ وما درجة تراجع الطموحات ؟ اليوم نستمع إلى ما يقوله عدد من مثقفينا وكتابنا وفنانينا من المحاضرين والحاضرين ... كما إن السيدة بغدادي كانت أكدت على أهمية استمرار الحوار الجاد بين أحزاب السلطة والمعارضة وبشفافية ومصداقية عالية وتمنت على كل المكونات السياسية العمل على إنتاج المشتركات البرنامجية على اقل تقدير والتي من شانها أن تحفظ للشعب والوطن أمنه وسيادته وكرامته .

ثم طلبت من الروائي الصحفي الأستاذ جاسم المطير الحديث ...حيث كان أول المحاضرين بعد أن قدمت عن منجزه الإبداعي في الأدب والاقتصاد والسياسة والمجتمع ، نبذه مختصرة , من جهته السيد جاسم المطير... اجتهد كعادته في البحث بين مرحلتين من عمر التاريخ العربي والعراقي الحديث والمعاصر حيث أكد إن الثورات التي شهدتها المنطقة في خمسينيات القرن الماضي , كانت توفرت على الكثير من عوامل الدعم والإسناد الوطني والإقليمي والاممي وكانت قد وجدت في ثورة أكتوبر الاشتراكية خير داعم ومساند في العديد من أزماتها إلا إن تلك الثورات سرعان ما تعسكرت وصارت تطرح صيغا جديدة للقائد الفرد المقدس والمفدى وهي بذلك كانت تدفع بالثورات إلى نهايات لا يحمد عقباها , وكان المطير قد اشر العديد من مناطق الضعف الذي أصاب اليسار العراقي والعربي وفي مقدمتها الاهتمام والانشغال بحتمية التحرر من المستعمر دون الاهتمام بالديمقراطية والحريات العامة ، والاهتمام بالقيادات السياسية النضالية والاعتماد على تجاربها ، دون أن تهتم بالشباب و قدراتهم وإمكانياتهم الذاتية ... وإذا كانت تلك الحركات التحررية اليسارية قد عنيت في انجاز ما تصبوا إليه عبر التراكم التجريبي والسلوكي المتمدن والمتحضر إلا أنها كانت قد نسيت أو تناست ، إن التخلف والجهل هو الآخر يتراكم وكان ينمو جنبا إلى جنب مع عوامل وأساليب وآليات التغيير , وبعد حديث موجز ومكثف خلص السيد المطير إلى نتيجة مفادها إن على القوى التقدمية والوطنية الاهتمام بالشباب لأنه عصب الحياة الحقيقي ونسغها الصاعد وعليها الاستفادة من المنجز العلمي وتكنولوجيا المعلومات في مجال التعامل مع كافة المستجدات السياسية والاجتماعية ... بعد حديث الأستاذ جاسم المطير، تحدث الدكتور ذياب الطائي عن الإعلام العراقي قبل وبعد سقوط النظام ... الدكتور الطائي كان أكد إن الإعلام ألصدامي لا عنوان له سوى هذا المسمى , فهو إعلام مؤدلج وموجه وجميعه يصدر بذات الأسلوب ويتجه إلى قصد واحد ويتعاطى ذات المواضيع المصرح والمسموح بها وان تعددت وسائل وآليات الإرسال أو الاتصال . بعيد السقوط كانت العشرات بل المئات من المطبوعات قد صدرت كالمجلات والجرائد والدوريات وانطلقت العديد من القنوات الفضائية والإذاعية إلا إنها لم تكن مهنية وغير محترفة كما إنها صدرت لدواعي حزبية وسياسية ضيقة ، ولعل الكم الأكبر منها كان يعمل بدوافع طائفية والأخطر من ذلك إن نسبة من هذه الوسائل الإعلامية كانت مدعومة من دول الجوار أو دول أخرى وهي تتوفر على المزيد من الأجندات الذاتية والخطرة على اللحمة المجتمعية العراقية وتوجهات وتطلعات الشباب المستقبلية في الوطن , تحدث أيضا عن الصحف التي صدرت بعد التغيير، ومدى مهنيتها ومقارنتها بالصحف العربية والعالمية العريقة ...

وفي معرض حديثه عن الموسيقى والأغنية العراقية حصرا ، أكد الموسيقار العراقي حميد البصري... إن كارثة حقيقية أحاقت بالأغنية العراقية في العهدين ، فإذا كانت الأغنية الوطنية قد جيرت لمصلحة النظام السابق وتمجيد القائد الضرورة ، فكانت الأغنية العاطفية والطربية قد تراجعت وانحسرت لأسباب عديدة... يأتي في مقدمتها الخراب المتعمد الذي أصاب المزاج والذائقة الفنية وغلق العديد من المؤسسات الفنية والتعليمية والتي من شانها أن تطور الأغنية العراقية ، كذلك ظهور العديد من الشعراء الكسبة والمداحين الكسبة اللذين طوحوا بالأغنية العراقية ، أما بعد سقوط النظام فقد صارت تعاني الأغنية العراقية أضعاف ما كانت تعانيه في عهد النظام الدكتاتوري... تحت دواعي التحريم ..! وصارت تواجه انموذحا جديدا ومتدنيا فنيا يمكن أن نسميه الأغنية الدينية ، وطغيان المدائح الدينية ذات البعد الطائفي ، وألغت دروس الموسيقى في المدارس والمعاهد ، والمهرجانات الثقافية والفنية والموسيقية الغنائية ...

وكان أخر المتحدثين الدكتور سلام الاعرجي حيث تحدث عن المسرح العراقي في عهدين ، قبل وبعد التغيير قائلا ... لقد بلغ المسرح العراقي ذروته من التكامل في سبعينيات القرن الماضي حيث كان الحضور إلى المسرح تقليدا جماهيريا وكانت أفرزت تلك المرحلة مجموعة كبيرة وواعية وأكاديمية من النقاد ، كذلك شهد المسرح العراقي انفتاحا على التجارب المسرحية الأكاديمية العالمية ، نصا وتمثيلا وإخراجا ومؤسسات فضاء , وكان المسرح قد اشتغل على إنتاج المتعة والتعليمية والارتقاء بذائقة المتلقي ، إلا إن النظام الساقط أدرك خطورة المسرح فأحاله إلى مسرح مهرجانات ومناسبات في محاولة من النظام الدكتاتوري ، إلى إفراغ هذه المؤسسة التربوية الفنية من جماهيريتها ولم يكتفي بذلك بل راح يروج لنمط جديد من المسرح من خلال العديد من الفرق المسرحية الهابطة التي اعتمدت أسلوب التهريج والإضحاك ، وكان ابرز مميزات الإعمال المسرحية في تسعينيات القرن الماضي ، مثلا أن يتوفر العمل على أغنية أو أكثر سريعة الإيقاع هابطة اللحن متهافتة الكلمات وكان يتوجب أيضا أن يتوفر العرض على المزيد من الرقصات السوقية وكانت تؤديها فتيات لاعلاقة لهن بالمسرح , وبعد سقوط النظام ، كانت وزارة الثقافة قد أقامت مهرجانا مسرحيا في النجف وكنت عضوا تحكيميا فيه , لقد شاهدت انحدارا وابتذالا لا يمكن أن يوصف بكلمة بالمرة , لقد كنا إزاء مناحات وممارسات لا يمكن أن توصف حتى بإشكال أو مظاهر ما قبل المسرحية ، كما تحدث عن سياسة الحكومة التهميشية اتجاه الفنون بشكل عام والمسرح بشكل خاص , وفي ختام حديث الدكتور الاعرجي... فتحت السيدة باسمة بغدادي مديرة الندوة باب المداخلات والحوار والأسئلة وكان من بين المداخلين الدكتور مفيد الدليمي ، الملحق الثقافي في سفارة جمهورية العراق في لاهاي ، الذي أكد إن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق تسعى جاهدة إلى إحداث ثورة حقيقية في المؤسسة العلمية العراقية والتي ستشمل أساليب التدريس وطرائقه والمناهج وكافة البنى التحتية في المؤسسات العلمية مؤكدا إن ما نحتاجه ليس إلا الوقت وتضافر الجهود ، وناشد الخبرات والكفاءات العراقية في الخارج تقديم يد العون والدعم للمؤسسة العلمية العراقية ، من اجل النهوض والارتقاء إلى المستوى الذي يليق بها على حد تعبيره , هذا وكان من بين المداخلين المهندس عباس الدليمي والكاتب علي مهدي الاعرجي وآخرون انصبت مداخلاتهم عن السبل والآليات التي يمكن أن يعتمدها الفن والإعلام في إرساء دعائم الديمقراطية في العراق الجديد ...

بعد انتهاء الندوة التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات دون الذهاب الى استراحة... قدمت جمعية البيت العراقي ورابطة بابل ، باقات من الزهور إلى السادة المحاضرين قام بتوزيعها السيد الملحق الثقافي د. مفيد الدليمي .




 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات