| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 15/5/ 2010

 

الحكومة التاجرة

جوتيار تمر

قبل ان نعطي تفسيرا لاختيارنا لهذا العنوان أود أن أشير إلى أن الحياة الاجتماعية لأي فرد او شعب ليست إلا الأسلوب الذي يتعبه في المعيشة وأنماط السلوك والعلاقات الاجتماعية التي يكونها الافراد داخل وخارج المجتمع..وقد تعرف الحياة الاجتماعية على انها الوان الحياة الداخلية للمجتمع هذه الألوان التي تمنح سمة او سمات متميزة تجعله يختلف عن بقية المجتمعات الاخرى...لذلك اردت ان اجد نموذجا استخدمه لاوضح للقارئ الكريم جدوى اختياري لهذا العنوان.

كنت منذ فترة ليست بقصيرة اتابع اخبار لبنان الدولة الاقرب من حيث الوضع السياسي والامني والعرقي منا نحن اذا ما اعتبرنا اننا الان ضمن دولة كانت تسمى دولة العراق اقصد جمهورية العراق.في لبنان وبالاخص في فترة رئاسة الحريري كنت اجد فيها الحكومة التجارية والرئيس التاجر الذي استطاع بعد سنوات من الكفاح الشخصي من عامل مغمور الى تاجر بسيط الى تاجر كبير ومن تاجر كبير الى رئيس دولة قد خلق نموذجا جديدا من الحكومات الشرق الاوسطية التي تتشكل اصلا بالعنف العسكري والعنف السياسي والطائفية وووو.حيث هذا النموذج جعلني اليوم اقف على نقاط لا اظنها تخفى على احد..الا وهي ان التاجر ذا العقلية الاقتصادية الواسعة يمكنه ان يجنب البلاد الكوارث التي تحدث جراء سوء استغلال الموارد وجراء تهافت الاخرين عليها وتطويقها بسلسة من المتاعب والمصالح التي قد تؤدي في النهاية الى خلق مشاكل بالجملة للدولة يكون الشعب المتضرر الابرز فيها.ومن خلال دراسة ومتابعة لحكومة التاجر الحريري وجدت بانه استطاع من خلال سنوات حكمه ان يقدم نموذجا بديعا الى الشرقيين اجمع الا وهو ان التاجر يفهم الديمقراطية اكثر من الساسة الذين وجدوا في التاجر هذا انه غير مؤهل لقيادة البلاد..حيث عمل الحريري على فك عقدة الازمات الاقتصادية التي تعصف بلبنان لكنه فوجئ بجدار اسمه الطائفية وغيرها من الامور التي كانت تعيق حركته التقدمية للنهوض بلبنان وعندما احس بانه لن يخرج البلاد من ازماتها هذه قدم استقالته ،وقال لن اعود الا ومعي ذلك البرنامج الاقتصادي الذي يخرج البلد من ازماته هذه..وصدق الرجل التاجر فقد عاد بعد سنوات قليلة جدا ومعه برنامج اوقف نزف لبنان..وكان هو مثال التاجر السياسي الحكيم الذي استغل تجارته وامواله من اجل النهوض بلبنان فكان ان اعاد بناء ما دمرته الحرب الاهلية وينسب اليه اعادة اعمار وسط بيروت التي كانت اشبه بما خلفته طائرات بن لادن في ابراج نيويورك...لكن الساسة الشرقيين الذي لم يتعودا مثل هذا النجاح لم يرضهم ذلك وبدأوا بدس السموم بين اهل المنطقة وحذروهم من مغبة الانخداع بهذا التطور الحريري ..فكانت النتيجة اغتيال التاجر الرئيس الذي استغل التجارة من اجل الشعب قبل الرئاسة.ومن خلال هذا النموذج القريب اردت ان اشير بان اغلب ساستنا هم من التجار بدءا من رجالات الحكومة المركزية ووصولا الى حكومة الاقليم ومرورا بإدارات المحافظات ووقوفا على مديري المؤسسات وووو.ولكن من من هؤلاء استغل هذه الميزة الجبارة في زمن المشاكل والازمات الاقتصادية لوضع حد لها..وليس العكس استغل الوضع من اجل زيادة رصيده الشخصي او حتى الحزبي وعلى حساب من ؟ على حساب القضية أولا والشعب ثانيا وعلى حساب ضميره قبل كل شيء.. ان الحكومات التاجرة تكون مصدر خير ونعيم على شعوبها اذا كان من يديرونها هم اصلا يعترفون بنعيم وخير الشعوب عليهم لانهم هم من أوصلوهم الى مقاعدهم وأورثوهم تلك الاموال ..وتكون تلك الحكومات وبالا ودمارا لشعوبها اذا كانت الامور عكسية ولكم ايها القراء الحكم على ما لدينا من حكومات ورجالات ..؟



 

free web counter

 

أرشيف المقالات