| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                     الأحد 15/3/ 2011

 

الشهيدان صباح مشرف والسيد علي ابراهيم ..
وفاءا ومحبة

حسين طعمة

حالمان من بلاد الحزن .. يترنمان بحكايا من سومر وبابل . كانت افاق الناصرية دليلا لهما .. لكنهما في أي حين يأخذهما ويوجعهما عامل شقي او أمرأة تتسول على ارصفة شوارع تعبى أو أستكانة لمعوز ضاقت به السبل فالتحف فضاءات المدينة الخاوية الا من طيبة اهلها . قلباهما ينبضان الماً موجعاً وهماً من فرط هذا الوجع صارا يئنان تحت طائلة الترقب والخوف على مصير الثكالى. وعلى ثنايا وقسمات وجهيهما تبان قسمات الوطن الموهوم. فلتتسع الذاكرة . ليكتمل ويورق خزينها . واجمل خزين يتسامى ويورق القاً حين تورق اغصان السبعين .. تمر في فضاءاتنا وتستبيح الصمت الراقد فينا فتتداعى صورا تحفر في ذاكرة الزمن الموحش اخاديدا على براءة ونقاء مدينتنا المستباحة ,نرسم شواهداً هنا وهناك لعالم كان ..... لوجع كان .. ولموت وقبح ودناءة وحروب .

كان للحياة معنى . قسماتهما لها معنى . حبهما للوطن له معنى ومن فرط هذا الحب والنبل عقدا شراكة وميثاقاً للعطاء النقي في اروع صورة واجل تضحية . تعلمنا منهما الصدق ونكران الذات وتعب مضن لكنه لذيذ . فصارت يفاعتنا وجسارتنا وكتب نحملها بأيدينا هي الاخرى لها معنى حين نمر أمام شرطي الامن حميد في مدينة الثورة في الناصرية الالق .سريرتنا تطفح نقاءا وقلوبنا رغم نبضها المتجاسر , فهي بريئة... نستحم فرحين بواقعنا رغم فاقتنا وعوز اهلنا .

في مدينتنا البائسة .. مدينة الثورة في الناصرية كانا قد شكلا حلقات عديدة من الطلبة والعمال وكان جل هميهما ان يكون لهذه المدينة دور في رفد منظمات المجتمع المدني بالعديد من الطاقات الجديدة . كان هناك القليل من الوجوه البارزة من الوطنيين في المدينة ولكن بعد حين انتقل اليها بعض الوجوه المعروفة مثل الاستاذ كاظم منخي وعائلة الجاسم وهي عائلة مثقفة ووطنية وعائلة ابو كامل الذي كان لها دورها في توعية العمال في المنطقة وتشكيل اللجان العمالية ونشط فيها انذاك نوري عواد واخيه كامل كما كان للشهيد حميد عبد الكاظم الطالب في كلية اداب البصرة والناشط في اتحاد الطلبة العام انذاك دورا كبيرا في رفدنا بالعديد من الكتب السياسية والثقافية والادبية لامتلاكه مكتبة كبيرة وهو كاتب قصة وبعد خروجه من العراق عمل صحفيا في الصحف الفلسطينية في لبنان حيث دبرت له المخابرات العراقية هناك حادث دهس .

هناك .. وتحت مدننا الضائعة ... مدننا المستباحة دوما , من رقباء , يعملون بدأب بغير وعي منهم , يلاحقون خطواتنا ..... فتية لا حدود لاندفاعهم وتوثبهم ,لا زالوا بعد غير هيابين من السلطة ورجالها يرسمون لغدهم احلاما ستمتزج حتما بالدم والدموع وحرقة ... ستدوم على مر العصور . وطن يستباح فيه الجمال والرقة والعذوبة, وصدق فتية أحبوا الناصرية وأهل الناصرية ووهبوا أرواحهم فداءا لأسم الناصرية والعراق حين كنا نتلعثم بحروفه ونعشق أسم العراق ,ليس من أجل غاية أو غنيمة أو مرام .

كان الشهيدان قدوة لنا ,في أخلاقهما وتضحيتهما ونضالهما وعملهما الدؤوب من اجل عالم افضل وحياة وعيش رغيدين . كانا معا ,في عملهما وتواصلهما . وسويا قد أستشهدا في كردستان اثناء تواجدهما مع قوات الانصار وهما يحملان هما وحلما وهواجسا أسمها الوطن .




 

free web counter

 

أرشيف المقالات