| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 14/1/ 2009

 

كامل شياع لم يمت ولم يرحل عنا
أنه يعيش في ضمائرنا ووجداننا

جبار العراقي

لابد من استمرار الحديث والكتابة والتذكير حول العملية الإرهابية والإجرامية التي أودت بحياة الكاتب والباحث والمفكر الوطني والشيوعي الشهيد البطل ( كامل شياع ) الذي كان يمتلك مشروعا فكريا وثقافيا وإنسانيا عمل عليه طيلة فترة إقامته في الغربة التي كان مجبرا عليها مثل كل الوطنيين الذين رفضوا الانصياع للنهج الشوفيني والفاشي الذي مارسه النظام المقبور حيث حول العراق إلى ساحة لتصفية كل من لا يتفق مع نهجه الشوفيني والفاشي ، خصوصا تلك الشريحة المثقفة من الأساتذة والمفكرين والباحثين والكتاب من حملة الأفكار التقدمية والوطنية الرافضين للأفكار الدكتاتورية التي كان يمثلها هذه النظام الفاشي الذي ترك الخراب الفكري والخلقي والاجتماعي والإنساني الذي لازال المجتمع العراقي نعاني من إثارة حتى هذه ألحظة.

حيث اختار الشهيد البطل ( كامل شياع ) بلجيكا كمنفى له حتى عودته للعراق عام ( 2003 ) ولم يتوقف لحظة واحدة في العطاء سواء كان من خلال المجال الإعلامي أو الفكري والثقافي عبر مجلة الثقافة الجديدة.

وبصفته كاتب ومفكر وباحث وطني وشيوعي ، صاحب أكبر مشروع فكري وثقافي وحضاري وأنساني عمل عليه ما يقارب ثلاثين عاما بالدراسات والبحوث والكتابة كي يحولها فيما بعد إلى مشروع عملي وعلمي للمشاركة لأعادت بناء ما خربه النظام الشوفيني الفاشي المقبور، حيث كان حلمه الذي بقى يراوده حتى آخر لحظة من حياته هو " الوطن الحر والشعب السعيد " الذي ناضل واستشهد من أجله.

في الأيام الأولى التي أعقبت السقوط والاحتلال في عام ( 2003 ) حمل كامل شياع حقائبه وشده الرحال متوجها إلى العراق رغم المخاطر متحديا كل القوى الإرهابية الظلامية والمليشيات المسلحة من أعداء الثقافة والفكر النير وكله أمل أن تكون الكلمة الحرة بداية الحجر الأساسي لبناء هذا البلد الجريح، الذي بقى يعاني مخلفات الدكتاتورية وتلك العصابات الإرهابية التي لا تملك في داخلها غير الحقد ومحاولة إلغاء الآخر وتصفيته جسديا.

إن شجاعة كامل شياع تكمن " معرفته، بأن ما سيقوم به في العراق من مشاريع ثقافية، سيدفع حياته ثمن لها. وهذا الذي حدث بالفعل، حيث اغتيل في وضح النهار ومن قبل أشخاص تعرفهم السلطة، حيث لم تتمكن، أو ربما لا تريد، لجان التحقيق من القبض على هؤلاء المجرمين الذين نفذوا عملية اغتيال الشهيد كامل شياع..!! فلماذا هذا السكوت...؟ فهل هو الخوف من أن تتسع مساحة ملفات التحقيق لتشمل رموز هيكلة نظام الدولة الحالية...؟

ربما... وأنا لا استبعد مثل هذا الاحتمال...!!



فيينا – النمسا





 

free web counter

 

أرشيف المقالات