| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 15/11/ 2008

 

العلم العراقي: النخلة زهو بلادي

أدمون لاسو ـ العراق

تثار بين الفترة والأُخرى مسألة العلم العراقي، وهو أمر مستغرب حقاً أن يظل العلم السابق معمولاً به لحد الان، رغم إسقاط النظام منذ خمس سنوات (9 نيسان 2003)، رغم محاولتين جديتين لتغييره أولاهما اثناء فترة مجلس الحكم أواخر نيسان 2004، والاخرى ما أجراه مجلس النواب مؤخراً في 22/1/2008 من تغيير جزئي ووقتي في العلم.
وأنا هنا أكرر ما كنت قد اقترحتهُ منذ أواخر 2003 وما بعدها، من اتخاذ النخلة شعاراً مركزياً في العلم العراقي بمفردها، أو محاطة بنهري دجلة والفرات.
فالنخلة هي شجرة العراق المباركة، ورمز الشموخ والعنفوان، أسوةً بشجرة الارز اللبنانية التي اتخذت شعاراً خالداً في العلم اللبناني :<<
البار كالنخل يسمو، ومثل ارز لبنان ينمو>> مزمور 92. واتخذت ورقة شجرة القيقب (Maple) كذلك شعاراً في العلم الكندي وما أجمله! وأوصى الرسول خيراً (بالعمة) النخلة بقوله:(أكرموا عمتكم النخلة) ويأتي ذكر النخلة في الادب العراقي القديم، فيرد في أحد النصوص: (النخلة زهو بلادي)، وجعلها السومريون رمزاً للشمس.
وسعف النخيل من علامات الظفر حيث كان يُحمل أمام القادة، ويلوح به أمام المنتصرين في مواكبهم واحتفالاتهم المختلفة.
والنخلة شجرة عجيبة نادرة، فهي من الاشجار المعمرة دائمة الخضرة، وهي من قلائل الاشجار التي لها جنسين مذكر ومؤنث، لذا فهي إستثناء في الاشجار وفخر!.
يقول كمال الدين القاهري في كتابه (حياة النبات والحيوان): ((تشبه النخلة الانسان، فالنخلة ذات جذع منتصب، ومنها الذكر والانثى، وانها لاتثمر إلا إذا لُقِحت، واذا قُطع رأسها ماتت، واذا تعرض قلبها لصدمة قويه هلكت، واذا قطع سعفها لاتستطيع تعويضه، كما لايستطيع الانسان تعويض مفاصله، والنخلة مغشاة بالليف الشبيه بشعر الجسم في الانسان، فهل لا تكون هذهِ الصفات شبيهة بصفات البشر؟)).
ويقول ابن وحشية كذك في النخلة: (( انها تشبة الانسان من حيث استقامة قدها وطولها، وامتياز فحالها عن اناثها، واختصاصها باللقاح الظاهر للعيان، ولو قطع رأسها لهلكت، ولطلعها رائحة المني، ولها غلاف كالمشيمة... والجمار الذي في رأسها لو أصابته آفة لهلكت النخلة لامحالة، فهو بمنزلة المخ في الانسان اذا أصابته آفة، ولو قطع منها سعفة لايرجع بدلها فهي كعضو الانسان)).
وفي رواية قديمة ينقلها لنا فؤاد جميل على هامش ترجمته لرحلة ليدي دراور (في بلاد الرافدين)، سُئل أحد العراقيين القدماء: ماهي أثمار بلادكم؟ فأجاب التمر.
- ثم ماذا؟
فأجاب التمر أيضاً. ولما استغرب السائل من هذا الجواب!
قال العراقي: ((اننا نستفيد من النخل فوائد عديدة، فاننا نستظل به من وهج الشمس، ونأكل ثمرته، ونعلف ماشيتنا بنواته، ونعلن عن أفراحنا بسعفه، ونتخذ من عصارته عسلاً وخمراً, ونصنع من جريده وخوصه الاواني والحصران وغيرها من الاثاث، ونصنع من جذعه خشباً لسقوفنا، وأعمدة لبيوتنا، ووقوداً لطبخنا)).
أما دجلة والفرات فهما نهرا العراق الخالدان اللذان صنعا حضاراته المتعاقبة عبر العصور، ويتواتر ذكرهما كثيراً في النصوص الادبية والدينية القديمة وقد أشاد المعري بنخل العراق ومائه بقوله:

              شربنا ماء دجلة خير ماء            وزرنا أشرف الشجر النخيلا

فما أجملك يا عَلمي وانت تحتضن النخلة الزاهية والنهرين التوأمين الخالدين، وترفرف مزهواً في سماء الوطن.


 

free web counter

 

أرشيف المقالات