|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  15  / 8 / 2015                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 

 

عزيزي رئيس الوزراء حزبك عضو في نادي حيتان الفساد

د. أكرم علي الحسين

يبحث رئيس الوزراء حيدر العبادي عن بدلاء للوزراء الفاسدين في اطار حملة الاصلاح التي اعلن عنها و ابدى استعداده لدفع حياته ثمنا لها .

(و رغم انه كان على رئيس الوزراء ان يبدأ بنفسه و يصلحها خاصة بعد اقراره عقد عراقنا و استلامه رشوة عنه حيث تشير وكالة الصحافة المستقلة الى ان العراقيين يدفعون 176 ضعف لما يدفعه الاردنيون لفاتورة الخليوي والسبب هو عقد عراقنا الذي وقعّه وتفاوض عليه رئيس الوزراء نفسه بل هو يشجع على توقيع الجيل الرابع للعقد.) و لكن رئيس الوزراء يغض النظر عن زميله في الحزب بل و مسؤوله الاعلى و هو الدكتور ابراهيم الجعفري ، فرغم شدة التصريحات الاعلامية لرئيس الوزراء حيدر العبادي ضد "حيتان الفساد" الذين ينتمي اليهم رئيس الوزراء في الليل و يلعنهم في النهار فقد نسي او تناسى رئيس الوزراء ان يضيف لهم وزيره للخارجية الدكتور الجعفري الذي تبدو امامه "حيتان الفساد" اسماكاً صغيرة .

حيث فشل الدكتور الجعفري في ادارة و تسيير اول حملة للحج في اعقاب سقوط النظام البائد آبان عضويته في مجلس الحكم ! نفس الفترة التي وقع فيها دولة رئيس الوزراء العبادي عقد عراقنا باعتباره وزيراً للاتصالات مختارا من قبل الجعفري نفسه. بل ان الجعفري فشل في تقديم كشف حساب مالي و اصولي بكيفية صرف الاموال التي سلمت له لإدارة الحملة!! حيث بلغت حصة العراق (2700) حاجا في عام 2004 إلا ان مجموع الحجاج العراقيين بلغ خمسة عشر الف حاج بقي معظمهم على الحدود العراقية السعودية في ظروف غير انسانية و مُهِينة بعد ان عجزت المملكة السعودية عن استقبالهم لان الجعفري و بكل بساطة قرّر منح اماكنهم لأقربائه واحبابه حيث وصلوا الى مكة المكرمة معززين مكرمين تقلهم الطائرات !!!

فالجعفري لم يكتفِ باستغلال سلطته و تخصيص مقاعد الحجاج لأقاربه و اهله بل فشل في تقديم حساب ختامي بالأموال التي سلمت اليه لإدارة الحملة. و مع ذلك فدولة رئيس الوزراء العبادي لا يعتبر الدكتور الجعفري حوتاً من حيتان الفساد.

قد يتصور البعض ان المبلغ الذي سُلم للدكتور الجعفري ضئيلا و لا يستحق المحاسبة عنه .

والدكتور الجعفري فشل ايضاً في تقديم حساب ختامي عن المخصصات الرئاسية عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية في الحكومة الانتقالية - حكومة الدكتور اياد علاوي - والتي بلغت سبعة و ثلاثين مليون دولار! لقد كانت هذه المخصصات موزعة على ثلاثة اشخاص الشيخ الياور و السيد روژ شاويس و الدكتور الجعفري لتبلغ حصة الشخص الواحد عفوا النائب الواحد اثنى عشر مليون لم يقدم عنها وصل واحد!!! و رغم ذلك فالجعفري ليس حوتا من حيتان الفساد.

قد يبدو الامر قديما و ربما أعلن الدكتور الجعفري توبته النصوحة رغم اني كغيري من العراقيين لم اسمع بها .

والدكتور الجعفري قام بتأسيس قناة بلادي الفضائية و هو على رأس سدة الحكم كرئيس للوزراء عام 2005 ! بالتاكيد راتب رئيس الوزراء يكفي و يزيد لتأسيس قناة فضائية (توظيف عمال و فنيين ، مخرجين ، مراسلين ، تأجير او شراء استوديوهات ، شراء معدات) و بالتأكيد لم تتحمل الدولة العراقية و الميزانية (التي يحاول دولة رئيس الوزراء التخفيف عن كاهلها) فراتب رئيس الوزراء يكفي ويزيد! علما ان قناة بلادي وضعت الدكتور الجعفري في موقع متقدم على باقي المرشحين للانتخابات نظرا للدعاية المكثفة التي بثتها له و نجم عنها فوزه في الانتخابات بل و تشبثه في الحكم لتبقى البلاد بدون حكومة لاكثر من اربعة اشهر (كانون الاول 2005- مايس 2006) والآن قناة بلادي تبث الدعاية لدولة رئيس الوزراء العبادي.

و لعل هذه الدعاية وهذه القناة التي تخدم اي رئيس وزراء من حزب الدعوة هي ما جعل الدكتور العبادي ينظر بعين "العطف و المودة" تجاه الدكتور الجعفري . لكن السؤال مازال قائما ما هو مصدر تمويل قناة بلادي و هل يحق لرئيس الوزراء و هو في سدة الحكم ان يؤسس قناة فضائية تبث الدعاية له قُبيل الانتخابات النيابية؟ اذا لم يكن هذا فساداً فما هو شكل الفساد اذاً ؟

أما الانتهاكات المالية الصارخة التي ارتكبت في ظل حكومة الجعفري فهي مثبتة بتصريحات وزراءها فوزير المالية في وقتها السيد بيان جبر الزبيدي صرّح على الملأ فقدان المبالغ التالية :

- بتاريخ 14/ 8/ 2007 فقدت ستة مليارات دولار من الميزانية بسبب عجز وزارة النفط عن تصدير 1.7 (مليون برميل يومياً) علما ان وزير النفط في وقتها اعتبر ان من منجزاته تصدير 1.7 مليون برميل يوميا  .

- ثم اعلن الوزير بيان جبر عن فقدان خمسة عشر مليار دولار من نفس الميزانية لان محافظات الجنوب والوسط اعادت مبالغ الاعمار لكنه لا يعرف اين ذهبت .

- ثم فقد وزير المالية مبلغ سبعة مليار دولار و في هذه المرة لم يقدم الوزير اي سبب! ليبلغ مجموع ما فقد من ميزانية العراق في عهد الجعفري ثمانية و عشرين ملياراً إي أكثر من نصف ميزانية العراق البالغة في وقتها خمسين مليار دولار. فاتني ان اذكر ان دولة رئيس الوزراء العبادي عمل مستشارا لدولة رئيس الوزراء الجعفري آبان فقدان هذه المبالغ التي تفوق ميزانيات دول عربية بأكملها فميزانية الاردن لعام 2015 بلغت 11 مليار دولار.

لمطالعة تفاصيل الموضوع انظر الرابط
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2008/08/21/142813.html

دولة رئيس الوزراء العبادي لم يقرر لحد هذه اللحظة اعتبار الدكتور الجعفري حوتا من حيتان الفساد بل مازال على رأس وزارته.

أما وزير الاتصالات في حكومة العبادي فقد اعلن من تلقاء نفسه انه باقي على رأس وزارته فهو بكل تأكيد ليس حوتا من حيتان الفساد. سؤالي لدولة رئيس الوزراء هل كانت له "حصة" من هذه المليارات المفقودة و المجهولة الهوية ام انها فُقدت لصالح حزب الدعوة و ليس له ؟ على فرض انها فقدت لصالح حزب الدعوة، أما آن الاوان لحزب حكم العراق لمدة عشر سنوات اهدر فيها اموال العراق يمينا و يسارا ان يفسح المجال لغيره من الاحزاب؟ أم انها سياسة الحزب الواحد!
 

الحلقة الاولى : عزيزي رئيس الوزراء ابدأ بنفسك و تصدق عليها
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter