| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الأحد 16/7/ 2006

 

أرشيف المقالات

 

لماذا كل هذا الجدل حول شخصية جورج منصور؟

 

يوسف يونان

حول ترشيح السيد جورج منصور كشخصية إعلامية أشورية للسنة الأشورية الجديدة 6756 والجدل الجاري في الوسط الثقافي "بصدد سرقة النصوص الكتابية"

قرأت قبل فترة وجيزة وتحديدا قبيل حلول السنة الأشورية الجديدة في الأول من نيسان الماضي مقالا للسيد اخيقر يوخنا من كندا يقترح فيه ويرشح عبر "مجلة الأخبار الأشورية" السيد جورج منصور ليكون الشخصية الإعلامية الأشورية لهذا العام .
وقد كتبت حينئذ عدة ملاحظات حول هذا الموضوع وبقيت متروكة على الطاولة كل هذه الفترة بسبب انشغالي بأمور أخرى أكثر أهمية.…
وبما أن هذا الأمر بالذات يتعلق بالإعلاميين الأشوريين وحدهم وليس غيرهم، أتوقع أن يبرز غدا لنا ومن زاوية أخرى في كوكبنا الكبير سيد أشوري أخر يرشح غيره لنيل هذا اللقب!؟
إن هذا الأمر ليس بغريب ولا يثير الكثير من الغبار، وأراه انعكاسا طبيعيا للواقع الحالي و"ثمرة طبيعية من ثمار" عقود من غسل الأدمغة وكبت الأفواه والهتاف - بالروح، بالدم..
ولكن، لكون الأمر يخرج عن الإطار الخاص ويتعلق بتسمية من هو الأجدر لأن يحمل هذا اللقب الثقافي والقومي العام، سأحاول هنا أن أدلو بدلوي وأطرح بعض الأفكار التي تسنح للقارئ الكريم أن يطلع على مختلف الآراء والمواقف بهذا الخصوص والتي تخص ظاهرة سيئة مكروهة وشائعة في الوقت الحاضر بين أبناء شعبنا وتتصدر غالبية الصحف و شاشات الفضائيات والمواقع الالكترونية ووسائل الإعلام الأخرى، ألا وهي ظاهرة التملق السيئة الصيت.…

وقد نُشرت في الفترة الأخيرة وعلى صفحات عدة مواقع الكترونية مقالات متناقضة حول السيد جورج، بين مدافع عنه، مُشيدا بخصاله وألقابه وسلوكه وإدارته لعمله، وأخر مُدين له، متهما إياه بسلوك لا يليق بموقعه السابق كمدير عام لفضائية عشتار ووزير جديد وبلا حقيبة، يحسب على شعبنا الكلداني الأشوري السرياني.
إن الملفت للنظر هو أن بين المدافعين عنه هناك شخصية واحدة فقط ( الأستاذ كاظم حبيب ) هو من بين رفاقه وأصدقائه ومعارفه السابقين، الذين يعرفونه جيدا !؟. أما البقية فهم "أصدقاء جدد له"، من الذين يجيدون مهنة التطبيل والتزمير له والانتفاع والارتزاق من مائدة فضائية عشتار !؟
ففي الوقت الذي لا يرى فيه الأستاذ كاظم حبيب إلا جانبا واحدا وينظر إليه بعين واحدة فقط ويغمض الثانية، وفي دفاعه عنه الكثير من العاطفة الشخصية، نتيجة علاقته القديمة والخاصة به- ( وأنا أستغرب حقا أن أرى الأستاذ القدير في هذا الموقع الذي لا يليق بأمثاله)، ينظر إليه الآخرين بعينين مفتوحتين ومن طرف آخر ومعاكس وفي اتهاماتهم له نماذج عديدة لا تقبل الشك في الدقة، إضافة إلى علاقاته الجديدة في الوسط الذي يتحرك فيه وسلوكه القابل للطعن فيه ..
فمن جانب، وأنا أتحدث عن واقعنا الحالي، يجري وبشكل مدروس و بعناية ودراية فائقة إبراز أشخاص لم يكن لهم دورا ملحوظا يذكر لا في النضال الوطني ولا القومي، ويدون لهم تأريخ وتكتب لهم أمجاد لا يعرفون عنها شيئا، وحتى لا علم لهم بها !
وتبلغ الوقاحة بالبعض منهم درجة يُمحى ويُقلع من الجذور كل ما هو مرتبط بمناضلين آخرين قدموا الغالي والنفيس من أجل شعبهم ووطنهم، أما استشهدوا في ميادين الكفاح المختلفة أو أصبحوا جنودا مجهولين، سواء في الوطن أو في الخارج، منتشرين في كل أرجاء المعمورة، ولا يجري حتى ذكرهم؟
ويصل الأمر في الغالب إلى تعظيم و تأليه أفراد إلى درجة وكان التاريخ مُلك لهم، وهم وحدهم يحق لهم كتابته وحسب مواصفاتهم الخاصة. ويتخيل لهم أيضا وكأنه، أي التأريخ، يمكن أن يختزل في بضعة أعوام من الجري وراء أصحاب النفوذ والجاه والمال ولا وجود لعصور ذهبية من الزمن النير، حقق الإنسان فيها منجزات عظيمة، أصبحت في يومنا هذا تراثا حضاريا عالميا، تتغنى به كل الأجيال وتجد أثارا منها في كل متاحف وعواصم العالم المتمدن.
ومن جانب أخر يجري تشويه متعمد للأخلاق والآداب والواقع، وتُدنّس يوميا القيم والأعراف والمبادئ والتقاليد الاجتماعية الرفيعة، عبر شراء الذمم وتوزيع المنح والهدايا والهبات، - من المال العام طبعا- على كل من هب ودب و بطرق ووسائل أقل ما يقال عنها أنها غير شريفة، تثير الريبة والشك عند كل متابع للوضع الحالي، ويبرز تلقائيا التساؤل عن مصدرها !؟
ويبدو لهم أو يتصور البعض منهم أن أحفاد بابل وأشور قد فقدوا البصيرة بالتمام والكمال وأنهم ليسوا أكثر من خدم في ديوان هذا الوالي أو ذلك الحاكم، أو أن قاموس لغتهم العريقة قد خلي من الكلمات والعبارات والألفاظ التي لا تتضمن إلاّ مفردات و معاني "التمجيد الكوميدي والمديح الرخيص والشكر المبتذل" لهذا القائد أو ذلك المسئول.
لقد ظهرت في الآونة الأخيرة شريحة من أبناء كلدو وأشور، تتقن جيدا "رقصة الباليه الجديدة والتزحلق الإيقاعي على الجليد"، أعني الرقص والقفز على الحبال وعلى الموائد وأمام كل الأنظار، بدون ذرة من الخجل أو الحياء، وكيفما يشاء المرء، وعلى حساب كل القيم والأعراف والتقاليد السامية.
ويقينا سوف لن يكون غريبا أن تسمع بعد أن تنبش في أوراق أجهزة النظام المقبور عن خبرة سابقة لهذه الفئة بالذات في هذا المجال وفي "كسر رقبة" الآخرين؟
فهذا النفر الضال، أو هذه الفئة المتملقة والمتقلبة حسب الظروف والمتلونة كالحرباء ليل نهار، والتي لا أساس أو قاعدة لها بين الجماهير و لا حتى في وسط أقرب حلقة تتحرك فيها، لا تملك رصيدا أخر سوى سلوكها الرديء والمتدني أو المقعد أو الشخصية أو المكانة التي اكتسبتها، أما عن طريق تبوئها لمركز حزبي أو سلطوي، أو عبر التصرف بالمال العام لتثبيت أقدامها، وهي وحدها تراها في كل مكان و تجدها المستفيدة الأولى والأخيرة من كل ذلك وتتمتع بالامتيازات. فما أن تقترب منها إلا وتشم رائحة عفنة تزكم الأنوف.…
لحسن الحظ، تأريخنا الحديث مليء بأمثلة ساطعة عن "نجوم طارئة" تسلقت وتسلقت عاليا وعاليا في المراتب وما لبثت أن سقطت في نهاية المطاف في الهاوية، تاركة خلفها سجل فارغ وأسود غالبا، لم يجد له مجرى أخر يسلكه غير مزبلة التاريخ !
بالمقابل تبرز أسماء ووجوه صادقة، لها حضور فاعل في الوسط الثقافي والسياسي المستقل والمحايد وتستند في أرائها إلى الواقع ومشاهدات تراها كل يوم، لا مصلحة ذاتية لها في الطعن والتشهير بالسيد جورج..
هؤلاء وحدهم يمكن للمرء أن يثق بآرائهم ومواقفهم، لأنهم يحتفظون بماء الوجه أولا، وسوف لن يعرضوا أقلامهم للبيع في سوق الدجل والدعاية والإعلان البخس ثانية.
إن قيمة الإنسان، أيها القارئ الكريم، وأينما كان تقاس أولا وقبل كل شيء بموقعه في المجتمع ومدى مساهمته في خدمته وما يمكنه أن يقدمه لوطنه وشعبه وليس بحفنة من الدولارات يحصل عليها لقاء كلمة هزيلة يقولها هنا وهناك، أو قلما يقطر كذبا ورياء، أو رقصة رخيصة أو وسيلة أخرى غير شريفة!
أنا في حيرة من كل ذلك ومما اقرأه وأراه في هذا الزمن اللعين، وعتبي ولومي ليس على هذه النماذج القبيحة التي تمارس "حرفة الارتزاق"، فتلك هي مهنتهم و ..
لا !؟ عتبي على الذين يرون ذلك بأم أعينهم كل يوم وعلى شاشات الفضائيات على وجه الخصوص، وأعتقد بأنهم ليسوا بحاجة لكل ذلك، ومع ذلك يغضون الطرف عنها ويفتحون الأبواب على مصراعيها أمامهم .…
قد يكون السيد أخيقر صادقا في قراره وحكمه، وقد ينطلق في اقتراحه هذا من منطلق قومي بريء ولا مصلحة شخصية له في ذلك ...؟ سامحني يا أخي!
بخلاف ذلك، لن يبقى لي شيئا أخر سوى أن أقول للسيد أخيقر وأمثاله :- أعطوهم مائة درهما !!