| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 17/10/ 2008

 

اوسكار لافونتين رئيس حزب اليسار الالماني

ادارات بنوك الاستثمار والائتمان مجرمون

ترجمة : حازم كويي

اجرت صحيفة (سوود دويتشة تسايتونغ) احدى كبريات الصحف الالمانية حوار مع اوسكار لافونتين وزير المالية الاسبق في عهد المستشار غيرهارد شرودر ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي سابقا والذي قدم استقالته من الحزب والوزارة عام 1999 بسبب الاتجاه اليميني للحزب ,ثم اصبح رئيس حزب اليسار والذي تشكل من يسار الحزب الاشتراكي الديمقراطي والنقابات العمالية وحزب الديمقراطية الاشتراكية (PDS ) و الذي اعلن عن تاسيسه صيف عام 2007 والذي يلعب دورا مؤثرا في الحياة السياسية الالمانية.

لديك فاتورة حساب قديمه مفتوحه مع البورصه فحين قدمت استقالتك كوزير للمالية عام 1999 ارتفعت الاسعار ؟
- كان هذا متوقعا و مفهوما فادارات البنوك الاستثمارية وصندوق الاستثمار ارتعبوا من مقترحاتي التي قدمتها لاصلاح النظام المالي العالمي والتي كانت تتعارض مع توجهاتهم فقد اكدت في حينه على ضرورة تثبيت اسعار الصرف في السوق العالمية لتداول العملات ووضع ضوابط للسيطرة على حركة روؤس الاموال والغاء امكانية تهريب الاموال الى البلدان التي لاتفرض فيها ضرائب حركة راس المال كامارة موناكو ومملكة لشتن شتاين اي تجفيف مايعرف بالواحات الضريبية في هذه البلدان ‘ ولذا عندما قدمت استقالتي كوزير للمالية احتفل هؤلاء المدراء وتعالت فرقعات قناني الشمبانيا في صا لاتهم .

هل كان لديك شعور بانك توقعت حدوث الازمةالحالية مسبقا ؟
- التحذيرات من المبالغات في اطلاق اليات السوق المالي كانت موجودة قبل اكثر من 20 عاما و عندما كنت وزيرا للماليه حذرت من ذلك وقد قدمت اقتراحات لتنظيم عمل هذه الاسواق ‘ لكن الكثيرون من المتنفذين كانوا يحملون وجهات نظر اخرى , فرئيس البنك الاتحادي السابق هانز ديت ماير اوضح للسياسيين من انهم اصبحوا خاضعين لسيطرة الاسواق المالية ,وزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشر قال انه لايمكن عمل اي شئ ضد حركة الاسواق الماليه وبهذا اخذت الازمة بالتراكم وتواصل المرض بالاتساع ولم يعمل شئ لعلاجه .

هل تنبأت حقا بما حدث فالجميع يتفقون معك الان بخصوص ضرورة تجفيف الواحات المالية و السؤال هو كيف يحقق ذلك ولااحد يناقش الان قضية وضع اسعار ثابته لتبادل العملات باعتبار ان تبدل اسعار صرف العملات ليست هي المشكلة؟
- المضاربات بالعمله تبقى مشكلة كبيرة , لهذا اؤكد ثانية حاجتنا لا سعار صرف ثابته في التعامل بين العملات الرئيسيه قي العالم , وهذا مايراه كذلك روبرت موندل المختص في مجال العملات والحائز على جائزة نوبل.


لقد جرى في بداية السبعينات التخلي عن نظام بريتون وودز المبني على تثبيت اسعار تبادل العملات ومن ذلك الوقت يعيش الاقتصاد العالمي حالة انتعاش عالية فكيف ترد؟
- لقد كانت أزمة آسيا في عامي 1997و1998 نتيجة للمضاربةباسعار العملة وبعد عامين حدثت الازمة في امريكا اللاتينية لنفس الاسباب ولكن البلدان التي اعتمدت اسعار ثابته لتداول العملات بعد ان مرت بازمات مشابهه كالصين والهند اصبح النمو الاقتصادي يسير فيها بوتيره اسرع .

بسبب هذه الازمة تطالبون بثورة في الوجدان الاخلاقي , اليست هذه دعوه مبطنة للعودة للاشتركية ؟
- المسألة تعني العدالة وبدونها لايمكن ان يكون هناك مجتمع متماسك .فالسيد اكرمان مدير احد البنوك المشهوره يطالب بارباح تصل الى 25% وطلب كهذا يمثل ضحك على الذقون بالنسبة لزبائن البنك ولهذا ترى ان اسس التعامل لم تعد مقبوله.

الكثير من الناس يتفق معك هنا ولكن كيف يمكنك الوصول الى تعامل افضل؟
- يجب على الحكومة ان تمنع المضاربات الكبيره لصندوق الاستثمار الاقتصادي وتمنع كذلك المتاجرة السيئه بالاسهم والاوراق المالية كما يجب عليها ان تمنع اقامة مؤسسات ماليه بهدف ممارسة المضاربات الماليه فقط وبذلك تحد من مخاطرها على المجتمع .

الا تؤدي هذه الاجراءات الى منع ميكانيكية معقوله لتحديد اسعارالبضائع والاوراق المالية والتي يستند عليها اقتصاد السوق و الرفاهية التي نعيشها ؟
- لقد اثبتت الاحداث في الاشهر والاسابيع الماضية عجز الاسواق عن القيام بوظيفتها الاقتصادية .

انتم تريدون جعل البنوك مؤسسات للادخار والتسليف فقط وبهذا تجعلوها عاجزه عن تأدية وظيفتها في اقتصاد السوق؟
- يجب غلق كازينو المال العالمي . يعاني القطاع المالي وبسبب ايديولوجية الليبرالية الجديدةمن فوضى الى حد عدم وجود قواعد تنظم عمله اطلاقا تمنع من القيام بالمضاربات الماليه المتوحشة ولاتوجد مؤشرات للتفكير ايجاد مثل هذه الضوابط.

المراقبة الشديدة ضروريه اطلاقا ولكن عندما تحدد الدولة للاقتصاد حتى التفاصيل الصغيره وتقوم ايضا بادارة الشركات فانها تعيد انتاج تجارب التاريخ الفاشله الا يعني ذلك بانك تحاول وبشكل تبسيطي عكس ايولوجيه تجاوزها الزمن على المشاكل الآنية ؟
- الاسواق المالية تختلف بطريقة عملها وتاثيرها عن السوق البضاعي وهذا مايجب عليكم اخيرا ان تفهموه,منذ سنوات والناس ضحية لايديولوجية خاطئة مفادها ان المؤسسات المالية هي التي تحدد مهام الدولة , والدولة التي تخضع لهذا المنطق الخاطئ ستواجه المشاكل . ان دكتاتورية الاحتكارات المالية ليست بافضل من دكتاتورية البروليتاريا .

هل كانت عملية انقاذ بنك REAL ESTATE صحيحة؟
(المقصود بيع البنك) المترجم
- يجب ان تكون السيولة النقدية للبنك مضمونة , لكن من الخطأ ان يرفض وزير المالية شتاين بروك مطالبة القطاع المالي بتاميم هذا لبنك فمن حق دافع الضرائب ان يساهم في اتخاذ القرارات وان تكون له لاحقا حصه في الارباح المتحققة ومن ان المفيد الاشاره ان دولا اخرى تفعل ذلك بطريقة اذكى.

يجب ان يحصل دافعا الضرائب على حصتهم من بيع اجزاء من بنك HRE ولكن عندما تؤممه الدولة ستصبح التكاليف ربما باهضة لدافعي الضرائب وهذه الظاهرة تؤكدها تجربة البنوك العائده لمقاطعات الدولة الاتحادية والمؤسسات التابعه للدولة التي تعاني من انصاف الحلول باستمرار؟
- لم تنجح البنوك التابعه للمقاطعات لدخولها في مضاربات مالية مغامرة بعد ان تلقت الموافقات او دفعت الى ذلك من قبل وزير المالية ومسؤلين متنفذين اخرين في هذا القطاع ولكن هذه البنوك لم تصل الى المستوى السئ لبنوك راس المال الخاص في وول ستريت.

ما الذي يجعلك واثقا من ان الدولة تعمل بشكل افضل فانت تجلس مع سياسيين آخرين في لجنة استشارية تابعة لبنك (صندوق التسليف لاعادة البناء) والتي تم انقاذ فرعها (بنك الاقراض العالمي ) بعد دعمه بمبلغ 8 مليارات يورو والتي دفعت من اموال الضرائب ويعود ذلك ربما لانك والاخرين كذلك لم تدفعوا بشكل مبكر لاعادة النظر في اسلوب عمل البنك؟
- نحن ازاء حالة تقليدية فعندما يعلن احد البنوك الخاصه افلاسه كما في حالة بنك التسليف العالمي يبادر الايدولوجيون تحميل السياسة مسؤلية ذلك وفي الواقع يتحمل وزير الماليه شتاين بروك مسؤولية ماجرى لجلوس احد موظفي وزارته الكبار في مجلس رقابة البنك المذكور .
وبالمناسبه فقد مورست ضغوطات عليّ في مجلس ادارة بنك صندوق التسليف لاعادة البناء بعدم صرف المليارات التي اشرت اليها.

اذا كان الامر بهذه الاهمية , هل انت مع اقتصاد السوق ؟
- لاحظ ان الذي يتحمل الذنب الكبير لكارثة بنك الاقراض العالمي هو اتحاد الصناعات الالماني BDI المتمسك باقتصاد السوق فقط لان ذلك يخدم عملية زيادة الارباح فالدور الذي لعبه هذا الاتحاد في بنك التسليف العالمي يجب ان يخضع الى لجنة لتقصي الحقائق , ومايقلقني ان الحزب الليبرالي الحر و كما تقول صحيفة (اوراق تجارية ) الاقتصاديه يعارض قيام هذه اللجنة حفاظا على التبرعات التي يحصلون عليها دعما لحملتهم الانتخابية من هذا للاتحاد .

باعتبارك عضو في المجلس الاداري لبنك التسليف لاعادة البناء , قام البنك العالمي للتسليف الذي يعود في النهايه لبنككم بتحويل 350 ملين يورو الى بنك ليمان في نفس اليوم الذي اعلن البنك المذكور فيه افلاسه والتي تعتبر مبالغ مهدوره رغم ذلك يحاول السياسيون تجميل صورة البنك الام؟
- هذا غير صحيح فبعد الاضرار التي حصلت تعامل المجلس الاداري مع الوضع الناجم وطرد المسوؤلين عن ذلك.

لو لم تحصل هذه الفضيحه لبقي هؤلاء الاشخاص المؤهلون في اماكنهم ؟
- اين هم هؤلاء المؤهلون الذين تتحدث عنهم هل هم اولائك الموجودون ليمان برذر , ميريل لانج ,هيبوريال ستيت, ام عند بنك بايرن (
اشاره الى بنوك شملتها الازمه) المترجم.

لم تكن موجودا في الجلسة التي بحثت فيها قضية ليمان من قبل مجلس الاداره , انت تطالب دوما برقابة افضل للدولة , وعندما يكون الامر جادا فلا تكون حاضرا ؟
- في المسائل التي تتطلب فيها اتخاذ قرارات اكون حاضرا ومنها ما يخص بنك صندوق االتسليف العالمي,فلو كانوا قد استمعوا لي لاصبح وضع البنك افضل بكثير , وفيما يتعلق بالجلسة التي اعفي فيها المسؤولين وتم التصويت فيها على بيع بنك التسليف العالمي والتي لم احضرها بسبب انشغالي في الحملة الانتخابية لحزبنا في مقاطعة بافاريا ,لكنني وقفت ضد بيع هذا البنك الذي جرى انقاذه بمليارات اليوروات دفعت من اموال الضرائب ليتم التهامها كما يفعل الجراد من قبل احدى مؤسسات راس المال الخاص الفاسدة واعلنت موقفي هذا على الراي العام .ان ائتلاف الكبار الحاكم اراد عكس ماطالبت به , وبالمناسبة فقرار البيع تتخذه عمليا اللجنة الرئاسية فقط والتي يجلس فيها وزير االاقتصاد ووزير المالية ورئيس وزراء مقاطعة هيسن احد قادة التحالف الحاكم .

وهل تعتقد حقا ان السياسيين سيتعاملون مع الازمات المستقبليه اسرع من ادارات اسواق المال وسيقومون بما يجب فعله؟
- ادارات الاسواق الماليه هم نفسهم مجرمون ففي الولايات المتحدة يجري التحقيق من قبل ال FBI حول المبالغ الطائلة التي يتقاضاها مدراء بنوك الاستثمارو الائتمان وراس المال هو الذي اغرى هؤلاء وجعلهم يقومون بممارسات اجرامية ولهذا فان الدولة هي المؤسسة الموثوقة وليس كازينو المال .

ادارات الاستثمار في البنك الالماني ( احد اكبر بنوك راس المال في المانيا) استطاعوا ان يحققوا ارباحا طائله من الاستثمارات ,هل تعتقد ان هؤلاء ايضا مجرمون ؟
- كل البنوك الاستثمارية والتي تتعامل بالاهمال مع اقتصاد الدولة وتوقعه في خراب هم مجرمون واريد ان اشير هنا بشكل خاص الى البنك الالماني اذي يحاول رئيسه استثمار تراجع الدولة عن حجم مشاركتها في بنك البريد للحصول على صفقات مربحة بمشاركة العديد من اثرياء راس المال.

انت تطالب بمليارات لتنفيذ برنامج لتطوير الوضع الاقتصادي متى واين حققت مثل هذه البرامج نجاحاتها؟
- في كل انحاء العالم توجد امثلة كثيرة لهذا النجاح فالحائز على جائزة نوبل روبرت سولو يطالب ببرنامج مماثل لتطوير الحالة الاقتصادية في اوربا , وهذا يجب ان تستوعبه المستشارة ميركل , لان زمن اليد الواثقه قد انتهى ,فنحن نحتاج الى زيادة في الاجور و رواتب المتقاعدين يفوق الارتفاع الحاصل في الاسعار كما نحتاج الى الاستثمار في مجال التأهيل و هيكلية الدولة ونحتاج كذلك الى تخفيض نسبة الربح المعمول بها في البنك المركزي الاوربي .

هل تتوقعون ان تؤدي هذه الازمة الى دعم النضال ضد الليبرالية الجديدة كما تسمونها ؟
-
الكثير من العاملين والمتقاعدين والعاطلين عن العمل لايفهمون لماذا تدفع حكومة مستشارة المانيا المليارات للبنوك المفلسة , لكنها تطالب بالمحافظة على مستوى الاجور وتقرر تخفيض التقاعد مرة بعد اخرى وترفض تحسين المساعدات الاجتماعيه ولذك فاني غير واثق فالذين خضعوا لارادة اسواق المال في السابق واخذوا يتحدثون بعد الازمة اليوم بشكل آ خر, سيغير حقا في الامر شئ .
في الولايات المتحدة الاميركية يتوجب على مدير بنوك الاستثمار هانك باولسن ووزير المالية ان يدلنا على الطريق للخروج من الازمة ولكن الامر يبدو على الشاكلة التالية : ان تجعل من رئيس عصابة تتاجر بالمخدرات مسؤولا عن مكافحة تجارة المخدرات.

 

free web counter

 

أرشيف المقالات