| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 17/2/ 2012                                                                                                   

 

باقات ورد ....وجمع مهيب في يوم الشهيد

ماجدة الجبوري

هناك في مقبرة الشهداء الشيوعيين الابطال رقد كل من :احمد خضر ، ئوميد حسام، طه خضر، بريار كاكل، عبد الله اسماعيل، يوسف علوان، باسم صادق، عبد المطلب كمال، احمد شفيق وآخرون، يتقدمهم الشهيد سعدون "ابو كفاح"، شهداء من كل مدن العراق من شماله الى جنوبه جمعتهم تربة وضاء.

توقفت عند قبر الشهيد سعدون، كان يقف الى جانبه ابنه كفاح وزوجته دنيا، لم اتمالك نفسي ،استرسلت دموعي، عاتبت الارض كيف طوته هو الممتلئ رجولة، عزيمة و عنفوانا!! تذكرت شقيقيّ الشهيدين أركان وانور، رقدا في ارض لا نعرفها، لم نعرف لهما قبرا، دفنهما الجلادون الانذال، احياءَ مع المئات والآلاف في حفر مجهولة، قلت في نفسي أعزيها، اليوم ايضا يومهما حيثما يكونان.

الى جانبي وقفت خديجة ابنة السبعين عاما، إمرأة اربيلية، ترتدي لباسها الكردي، كانت تعاين الى قبر زوجها بعينين اثقلت جفناهما سنين وعذابات، تركت تجاعيد وغضوناً على وجهها، كانت تنظر للقبر بحزن وأسى... لكن بفخر! جاءت مع صبيان وبنوتات صغارٍ، هم احفاد الشهيد، وضعت وردتها الحمراء، فوقه وردة اختزلت كل الايام التي مضت والايام الاتية وهي تقول: سأبقى شيوعية وأمشي انا واولادي وبناتي واحفادي على دربه!.

زوجات وأمهات، ابناء وبنات، واحفاد، كانوا على موعد في مقبرة شهداء الحزب الشيوعي العراقي في اربيل، حملوا باقات ورد، وحبا كبيرا، وتقديرا عظيما لتضحيات الشهداء، ليقولوا لهم انتم باقون في ضمائرنا، انتم من ينير لنا الحياة، منكم نستمد العزيمة، وبافكاركم نواصل المسير: هي رأسمالنا في الحياة.

اولاد الشهداء حمل كل واحد منهم وردة حمراء اخرى ليضعها على ضريح الرفيق الشهيد سعدون وكأنه يقول له: انت أبونا جميعا، ارقد بسلام، نحن من يواصل الطريق بعدك.

نساء ورجال ،حملوا فكرا نيرا، لم يساوموا على مبادئهم، تركوا زوجات جميلات واطفالاً بعمر الورد وامهات وآباء، ليجوبوا ارض كردستان وهم يحلمون بالحرية والعدالة الاجتماعية وحياة كريمة لكل الناس الطيبين.

لا ننسى نصيراتنا الباسلات، حملن الكلاشنكوف، ورغيف الخبز مع رفاق لهن ، تحمّلن معهم قساوة الحياة ببردها وحرّها وجوعها الكافر، والقلق اليومي، فضلاً عن تربص الاعداء الفاشست لهم في كل لحظة، نصيرات منهن من استشهدت على سفوح الجبال، وزنزانات المرتزقة، ومنهن من ما زالت تواصل النضال والدفاع عن حقوق بناتها مع اخواتهن، ضد من يريدون ارجاع المرأة للوراء، وسرق المكتسبات التي حققتها بنضالها المتواصل.








 

free web counter

 

أرشيف المقالات