| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الأثنين 18/12/ 2006

 

أرشيف المقالات

 

دور الموقف الأممي في دعم حركة الأنصار والحزب الشيوعي العراقي

 

أبو نادية القامشلي

في الفترة ما بين 1977و1978 واجه الحزب الشيوعي العراقي هجمة شرسة ومنظمة من قبل النظام الدكتاتوري للقضاء على هذا الحزب وقد تم التخطيط لهذه الضربة على مدى أعوام الفترة التحالفية وما قبلها وكانت الأجهزة القمعية تعد العدة لتوجيه الضربة في الوقت المناسب بينما كات الحزب يعيش حالة تطغي عليها حالة التفائل مما أعطى الفرصة الكاملة لهذا النظام للأنفراد بمنظمات الحزب وتوجيه الضربات لها الواحدة تلو الأخرى وقد شكلت هذه الضربة لعموم الحزب ومنظماته تحولا علنيا لحزب البعث وأجهزته القمعية في ملاحقة الشيوعيين وأنصارهم في كل مجالات الحياة بغية أيقاع أكبر ضربة ممكنة للقضاء على هذا الحزب وعلى آثر هذه التحولات تباينت مواقف الأحزاب الشيوعية وحركة التحررالوطني العالمية وفي البلدان المجاورة ولا أريد أن ادخل في الجانب السلبي من هذه المواقف لأسباب عديدة وأود أن أركز على المواقف الرائعة للحزب الأشتراكي اليمني وقسم من المنظمات الفلسطينيةوالحزب الشيوعي اللبناني و موقف الحزب الشيوعي السوري بكل فصائله والأحزاب القومية الكردية السورية و التركية وهذا ليس أنتقاصا من المواقف الأخرى ولكنه يعبر عن تجربة حياتية ومعايشة يومية لي ولقسم كبير من الرفاق مع هذه الفصلئل تركت بصماتها على النضال اللاحق للحزب وخصوصا في مجال الكفاح المسلح الذي خاضته قوات الأنصار التابعة للحزب الشيوعي العراقي.
في الفترة ما بين 1977-1978 كان الحزب يواجه الدولة بكل أمكانياتها القمعية الوحشية مما أثر على خطوات الأنسحاب للحزب التي كان يشوبها الأرتباك نتيجة عدم وجود خطة طواريء لدى الحزب في حالة تعرضه لمثل هذه الظروف تمكنه من الخروج بأقل الخسائر الممكنة .وفي ظل هذه الظروف لم يكن هناك أي وضوح في سياسة الحزب مما ساعد في ان تسود حالة من الأرتباك وأن تعيش عموم منظمات الحزب حالة من الأرتباك والأنهيار التام .وفي أواخر عام 1978 أتخذ قرار في المكتب السياسي للحزب للأنتقال الى مناطق كردستان والشروع ببناء القواعد والمقرات اللازمة لذلك.حيث لم يكن قرار أعلان تبني أسلوب الكفاح المسلح قد أتخذ بعد حتى أوائل تشرين الثاني عام 1981حيث تبنى الحزب شعار الكفاح المسلح كأسلوب رئيسي في الكفاح من أجل أسقاط النظام الدكتاتوري والشوفيني وأحلال البديل الديمقراطي.وعلى أثر هذا القرار توجه الكثير من رفاق الحزب من الداخل ومن الخارج والذين كانوا يشكلون الجزء الأكبر من رفاق الحزب فمنهم من ترك عمله ومنهم من قطع دراسته تلبية لنداء الحزب للالتحاق بالحركة المسلحة.ولقد كان للتضامن الأممي الرائع دوره الكبير في دعم شعار وسياسة الحزب في أسقاط النظام الدكتاتوري ويمكن الأشارة ألى محطات عديدة عايش الرفاق فيها هذا التضامن الرائع.

البداية كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعلى رأسها الحزب الأشتراكي اليمني فقد توجهت أعداد كبيرة من الرفاق بغية العمل أولا وبعد أتخاذ قرار ألتحلق الرفاق بالحركة المسلحة كان للموقف الأممي الرائع للحزب الأشتراكي اليمني أثره الكبير في دعم هذا التوجه ففتحت اليمن ابواب أماكن التدريب وتعليم فنون القتال العسكرية النظرية والعملية للرفاق والرفيقات وكذلك كان هناك دورات لتخريج مجاميع من الضباط كل هذا الدعم أضافة الى الدعم المادي والمعنوي كان له الأثر الكبير على حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين حيث رفد الحركة بخبرات كانت أحوج ما تكون لها في ذلك الظرف العصيب ولابد لي أن اقول أن هذا الموقف كان تعرية لمواقف أخرى كنا نتأمل أن تكون داعمة لهذه الحركة حيث فضلت أن تكون علاقتها مع النظام جيدة لحسابات أقتصادية وعلاقات دولية على حساب الشعب العراقي وقواه الوطنية ونضالها انذاك لأسقاط النظام الدكتاتوري.

أما المحطة التالية فهي لبنان وتحديدا مواقف الفصائل الفلسطينيةومنظمة التحرير الفلسطينية الداعمة لنضال الشعب العراقي والشيوعيين اللبنانين حيث توفرت الفرصة للأنصار الشيوعيين للتدريب وحتى القتال مع الفصائل الفلسطينية والمقاومة اللبنانية ضد العدو الأسرائيلي آنذاك وكانت هي الأخرى تجربة لاتقل أهمية عن تجربة اليمن الديمقراطية في التهيئة والأعداد لخوض تجربة الكفاح المسلح ضد النظام الدكتاتوري آنذاك.ولقد كان للموقف التضامني الرائع لهذه الفصائل أثره البالغ في دعم الحركة المعادية للنظام الدكتاتوري المتمثلة بحركة المعارضة العراقية وعلى رأسها حركة الأنصار المسلحة للحزب الشيوعي العراقي.

أما المحطة الأخرى فهي سورية وللأماتة أقول كا ن هناك موقف رسمي وموقف شعبي وهو ما يهمني في كتابة هذا الموضوع وهو لا يقلل من شأن الموقف السوري الرسمي الداعم لحركة المعارضة العراقية آنذاك.
أن الموقف الوطني والأممي الداعم لقضية الشعب العراقي وقواه الوطنية كان موقفا مشرفا ترك بصماته على نضال حركة الأنصار الشيوعيين لاحقا فالموقف الذي وففه أهل القامشلي ومنطقة الجزيرة و(ديريك) المالكية والحسكة وباقي منظمات وأعضاء الحزب الشيوغي السوري بكل فصائله والأحزاب القومية الكردية السورية في كل المدن و القرى والقصبات السورية التي أبدت تعاطفا مع حزبنا وحركة الأنصار الشيوعيين أنذاك أذ لولاهم لما أكتملت الصورة المشرقة التي قدمها الشيوعيين العراقيين وفي طليعتهم الأنصار الشيوعيين لقد كان أهالي تلك المناطق بحق البديل لرفاقنا وأهلنا وأحبتنا ولا أغالي أذا قلت بأن قسم منا لا يزال يعتبرهم أقرب من أهله ورفاقه وأن تضحياتهم المادية والمعنوية والبشرية ستبقى محل تقدير وأعتزاز لدى كل الشيوعيين العراقيين. ولا أريد بالتركيز على الموقف السوري التقليل من أهمية أشكال الدعم الذي حظيت به حركة الشيوعيين الأنصار في المحطات الأخرى ألاأنه يعكس المعايشة الزمانية والمكانية لفترة قاربت العشر سنوات بجكم عملي مع منظمة الحزب في منطقة القامشلي آنذاك .
قدمت مدينة القامشلي قسطا كبيرا من هذا الدعم وقد كان لبيوت فقرائها رغم أعبائهم المالية قسطا وافرا من الدعم المادي والمعنوي لرفاقنا أبتداء من التواجد السري في بداية الحركة وحتى تمثيل حزبنا بشكل رسمي في تلك المناطق و تحمل الكثير من رفاق الحزب الشيوعي السوري والأحزاب القومية الكردية من جراء ذلك للملاحقة من قبل أجهزة المخابرات نتيجة موقفهم الداعم هذاولقد كان لمواقف شرائح عديدة من أهالي القامشلي من الأطباء سواء من كان منهم في المستشفيات الحكومية أو الخاصة دور كبير في تقديم الخدمات الطبية لرفاقنا ولا أريد أن أذكر الأسماء عل ذاكرتي لا تسعفني لذكر الجميع ولكن لزاما علي أن أذكر من رحل عنا ومنهم الدكتور محمد شيخو والدكتور فهمي طبيب الأسنان والدكتور نوري الجراح ولا أستثني المختبرات والأشعةوحتى مصلحي السيارات وكل أصحاب المصالح وكل الطيبين الذين ساهمو بيد العون في تلك الفترة التاريخية من حياة الرفاق الأنصار.
لقد عاش الرفاق على مدى هذه الأعوام في بيوت كثيرة في منطقة القامشلي والمدن الأخرى وكان من أكبر البيوت التي شغلها الرفاق هوبيت مجيد قادو حيث مر في هذا البيت العشرات بل المئات من الرفاق حيث ترك المغادرون الكثير من الذكريات في هذا البيت بل على الحي بكامله حيث كان يحوي على مكتبة عامرة وصور ومذكرات حتى لوحات فنية لفنانين عاشوا في هذا البيت وكان يحوي مستودعا صغيرا للأدوية وبعض قطع من السلاح وكم تألمت في زيارتي الأخيرة لمدينة القامشلي حيث وجدت أن هذا البيت قد سوي مع الأرض ألا من جدران كانت لا تزال تحفظ بعض ذكريات الأنصارالشيوعيين.لقد مر في مدينة القامشلي الكثير من الرفاق من مختلف الأختصاصات وهذا مما عكسه الأرث الكبير الذي خلفه الرفاق الأنصار في تلك المناطق فلم يخلو بيت من ذكرى نصير شيوعي فمن ترك قصيدة ومن ترك لحنناومن عمل فلما عن حياة الأنصاركل ذلك ما زال في ذاكرة اهل تلك المناطق الكرام. نعم كان لهذا الدعم اثر بالغ في ديمومة وأستمرار الحركة المسلحة للحزب كما كان هناك أرث كبير للحزب والأنصار ترك بصماته على تلك المناطق وأعطى الأحزاب والمنظمات السياسية في تلك المناطق زخما جماهيريا كبيرا للتحرك السياسي وخلق المناخ الملائم للنشاط وعرض البرامج السياسية من خلال التبادل الذي حصل آنذاك للاراء السياسية ونقل خبرة الرفاق العراقيين في العمل السياسي والنضال الجماهيري من خلال المحاضرات الكثيرة التي كانت تقام أضافة ألى اللقائات السياسية مع الكثير من ممثلي القوى السياسية لأطلاعهم على مستجدات الوضع السياسي في العراق والمنطقة مما أنعش الوضع السياسي بشكل عام في المنطقة. كان للأنصار والرفاق الشيوعيين الذين عاشوا في بيوت أهل القامشلي والمدن الأخرى دور وتأثير كبير على الوضع السياسي والأجتماعي في تلك المناطق و كان لذلك أثرا بالغا في أذكاء الروح الثورية في هذه المناطق وكذلك أرسى دعائم ألأحتفال وفيام الكثير من النشاطات الجماهيرية في تلك المناطق وكات من أبرزها الأحتفال السنوي بعيد نوروز وأعياد نيسان وكذلك الجلاء وكل مناسبات الحركة التحررية العالمية والعربية والكردية لقد كان لتواجد الأنصار ورفاق الحزب في تلك المناطق الأثر الكبير سواء أكان ذلك على السكان المحليين أو ممن يتواجد من بقية فصائل قوى المعارضة العراقية حيث أن التنوع القومي والأنحدار الطبقي والمستوى التعليمي أعطى مثلا واقعيا للكثير من قوى المجتمع السوري من حيث الأستعداد العالي للتضحية في سبيل قضية الشعب العراقي و النضال في سبيل أسقاط النظام الدكتاتوري .


لوحة للفنان النصير سعد علي على ما أعتقد رسمها في البيت الكبير في القامشلي


احتفالات القامشلي بمناسبة عيد نوروز عام 1984 مع رفاق الحزب الشيوعي السوري والأحزاب القومية الكردية


فرقة السلام التي اسسها النصير ابو الشمس من شبيبة القامشلي

أما المحطة التالية فهي المناطق التركية المحاذية للمثلث العراقي السوري التركي حيث هي الأخرى ساهمت بقسطها الوافر في مد يد العون لحزبنا وحركته المسلحة وكان لها أيضا من الشهداء من سيخلدهم تاريخ الأنصار الشيوعيين وأخص بالذكر منهم الشهيد البطل صوفي(يوسف) هذا الفلاح البسيط الذي ترك عائلته وأطفاله ليلتحق بالحركة المسلحة وليكتب بدمه شهادة التضامن الأممي الرائع ويترك بصماته في تاريخنا النضالي المسلح لقد كانت هذه المناطق ملاذ للكثير من الرفاق الذين عملو كفصيل متقدم لأستقبال الرفاق القادمين من الخارج.والتي أمنت في كثير من الأحيان وصول الرفاق والسلاح والبريد الحزبي والمؤونة لقواعد الأنصار.
أما المحطة الأخيرة فهي كردستان الساحة التي قدم فيها الرفاق الأنصار كل شيء بعد مرورهم في تلك المحطات ولا أريد أن أدخل في تفاصيل دور منظمة الأنصار الشيوعيين والتضحيات الكبيرة التي قدمها الرفاق والأنصار في كردستان وأوجه ندائي ألى كل الرفاق والأصدقاء للكتابة عن ذلك لكي تعرف الأجيال القادمة والحالية دور الأنصار الشيوعيين والرفاق عموما بكل مكوناتهم وما قدموه من تضحيات على سوح كردستان ودورهم النضالي في دعم الحركة التحررية الكردية ووحدتها وفي سبيل قضية الشعب العراقي ولنذكر الأخوة في حكومة أقليم كردستان أن الأنصار الشيوعيين كان لهم دورا في نضال الشعب الكردي وأن من الأمانة التأريخية أن لاننسى من كان بالأمس القريب سندا لقضية الشعب الكردي وأن لايختزل نضال الشيوعيين العراقيين ألى راتب تقاعدي وهوية باسماء أخرى فالأعتراف بنضالات الشيوعيين هو أسمى من كل راتب وهوية .وهو ملك الشعب العراقي بعربه وأكراده وجميع أقلياته  .

أود أن أخص بالشكر كل الرفاق الذين أسعفو ذاكرتي وأبدوا ملاحظاتهم في كتابة هذا الموضوع. *
لندن في 5/12/2006