|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  18  / 4 / 2015                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 


 

مسرحية فاشلة للسفير العراقي في موسكو امام الجالية العراقية

عبدالله الجبوري

وصل رئيس مجلس النواب العراقي السيد سليم الجبوري على رأس وفد برلماني الى موسكو الاسبوع الماضي. وبهذه المناسبة نظمت السفارة العراقية لقاء للوفد مع الجالية العراقية في موسكو، وهي ظاهرة قلما تعمد السفارة اليها اذا تذكرنا انها كانت تتهرب دائما من تنظيم مثل هذا اللقاءات، عدا اللقاء مع المالكي الذي جرى بمبادرة منه ، كما حصل مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري والذي زار موسكو مؤخرا، وذلك خوفا من الانتقادات واثارة مشاكل العراقيين المتراكمة امام الوزير العراقي، بل اقتصرت على دعوة عدد معين ومحدد من العراقيين من الذين يحظون بثقة السفير.

ومن الملاحظ أن كلمات المدح والاعجاب بجالية المثقفين، كما وصفها رئيس الوزراء السابق ورئيس البرلمان العراقي الحالي وبعض المقربين، قد كثرت وفاقت التحدث في واقع حال الجالية ومشاكلها وعلاقتها بالسفارة وهو اسلوب تتبعه السفارة في كل مرة لصرف أنظار الحاضرين عن مشاكل الجالية الحقيقية وعلاقتها السلبية بها واظهار اهتمامها بالجالية.

وظهر منذ بداية اللقاء أن السفير اسماعيل شفيق قد خطط واستعد لادارة هذا اللقاء بنفسه وبشكل محكم حين كان يعطي الميكروفون للذين برأيه سوف لا يتطرقون الى مواقف السفارة السلبية من الجالية في الوقت الذي كان يتغاضى عن الذين كانوا يريدون التحدث بالفعل عن مشاكل الجالية. وحتى المشكلة الوحيدة التي أثارها أحد موظفي الملحقية الثقافية المفصولين ضد الملحق الثقافي العراقي، الذي يشن اليوم حملة عداء سافرة ضد المستخدمين العراقيين ويغلق أبواب الملحقية امام تعيينهم ويقطع أرزاقهم حتى خارج اطار الملحقية، كما حصل مع احد المترجمين العراقيين الذي تقدم للعمل فيها، انما جاءت بعد اصرار وجهد جهيد تمكن من خلالهما هذا الموظف من انتزاع الميكروفون من يد السفير والتحدث عن الممارسات المشينة للملحق الثقافي العراقي حيدر جبارعبود..

ولغرض منع الاخرين من الحديث عمد سعادة السفير العراقي الى خداع الحاضرين حين اعلن ان الوفد لدية لقاء في الساعة الثامنة وسوف يغادر القاعة الان وسيعود لمواصلة الحديث مع الجالية . وكانت هذه بدعة قام بها السفير لغلق باب الحديث عن أخطاء وممارسات السفارة و الدبلوماسيين ، ورغم الوعد الذي قطعه السفير بعودة الوفد الا انه لم يعد بل و الاسوأ من ذلك اعلنت السفارة ان اللقاء انتهى. هكذا يجري التعامل مع جالية المثقفين وامام انظار المسؤولين.

ولا بد من القول ان البعثة الدبلوماسية العراقية في موسكو بعيدة كل البعد عن الجالية العراقية وتحاول حجب دورها كلما تسنى لها ذلك وهي في الواقع بشخص سفيرها تشن حملة ضارية ضدها لأسباب سياسية وطائفية تنازلا عند رغبة وأهواء بعض موظفي السفارة من الحاقدين وذوي المستويات الضحلة، والدليل على ذلك استغناءها عن عدد من مستخدميها المحليين من ذوي الخبرة والكفاءات العالية دون انذار مسبق وذكر الأسباب وتبديلهم بغير العراقيين من العرب والروس ، وقيامها بتحريض رؤساء الملحقيات على عدم تعيين مستخدمين محليين من المقيمين العراقيين والاستغناء عنهم ان امكن ذلك .

ان السفير العراقي وهو مقبل على انتهاء مهمته غير النبيلة يحاول اليوم من خلال تنظيم مثل هذه اللقاءات الشكلية حفظ ماء الوجه وتحسين العلاقة المتردية مع الجالية والتي طالما كانت على مستوى ممتاز في عهد السفيرين السابقين والتي كان هو بالذات المسؤول الأول والأخير عن تخريبها رغم انه يحاول اليوم القاء تبعية ذلك على بعض دبلوماسيي السفارة.

ان تسخير الطاقات المثقفة العراقية الموجودة في الخارج وزجها في خدمة المصلحة الوطنية العراقية والعملية السياسية الجارية في العراق، والتي نعتبر أنفسنا جزء لا يتجزأ منها، هما مهمة وطنية تخدم مصالح العراق العليا ويجب ان تصبح من التوجهات الاستراتيجية لسياسة الحكومة الحالية وأن تعتمدا على الكفاءات العراقية الأمينة والمخلصة وليس محاربتها ودعوة غير العراقيين بدلا عنهم .

واخيرا وهو غير المعقول (المعقول في العراق الحديث) الا وهو عدم توفير منظومة لاصدار الجوازات العراقية وهي المشكلة التي يعاني منها العراقيون منذ اكثر من اربع سنين . لا نعرف هل هو المانع ماديا امام المليارات المهدورة والمنهوبة.


17 / 4 / 2015
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter