| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 18/4/ 2008

 

صحوة سياسية عراقية ضد التدخلات الايرانية

سلام الامير

- 1 -
التدخلات الايرانية في الشأن العراقي ليست خافية على احد رغم المحاولات اليائسة لآمراء الميليشيات الموالية لسياسة ولاية الفقيه من طمس اثارها ومحو إي دليل يدل عليها وليس يخفى على المتتبع للشأن العراقي انه قبل سنتين أو أكثر كان حلفاء ولاية الفقيه من الساسة العراقيين عندما يسألوا عن رأيهم حول التدخل الإيراني في العراق يقولون لا دليل على ذلك وكانوا يطالبون بأستمرار من يدعي إي تدخلا ايرانيا بدليل وبرهان على هذا الادعاء  .
لكن بعد ظهور عدة ادلة ومنها التمويل العسكري للميليشيات وعناصر القاعدة بالاسلحة والذخائر ومواد التفجير وهي ايرانية الصنع وقد عرضت غير مرة على شاشات الفضائيات العالمية هذه الادلة كان يعرضها الجيش الامريكي والقوات متعددة الجنسيات وكانت الحكومة تتخذ جانب الصمت ازاءها .
ومن الادلة ايضا تسلل عناصر الإرهاب عبر الحدود الايرانية ممن ينتمون للقاعدة وكذلك عناصر ارهابية من فيلق القدس وقد القت القوات المشتركة والعراقية القبض على عديد منهم إلا انه وكما هو معروف ايضا يتم التكتم على الامر من قبل الحكومة أو بعض الإطراف السياسية الداخلة في الحكومة  .
اضف إلى ذلك الكثير من الادلة كتهريب النفط العراقي إلى إيران وعلى مرأى ومسمع من الحكومة العراقية وتهريب الاثار العراقية وسرقة المخطوطات الثمينة وتهريبها  .
كل هذه الادلة وغيرها لم نسمع يوما من احد المسؤولين وهو يوجه اتهاما مباشرا لايران ويكشف للشعب العراقي بعض هذه التدخلات في الشأن العراقي بل على العكس تماما فاننا نسمع من المسؤولين إن إيران حليف أساسي للعراق وداعم للعملية السياسية ومساند للحكومة المنتخبة في حين إن الجانب الإيراني يعتبر الحكومة صنيعة الاحتلال وانها جاءت بركابه  .

- 2 -
لكن على ما يبدو إن حجم هذه التدخلات زاد عن حده وكما قيل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده ولم يعد بأستطاعة الساسة إن يتحملوا اعباء هذه التدخلات المستمرة ومواجهة الضغوطات الشعبية خصوصا إن تدخل إيران اصبح علنيا وفي وضح النهار وقد بان حجم هذا التدخل الصريح في العراق في عملية البصرة الأخيرة المسماة بصولة الفرسان حيث بدأت بتحريض ايراني وانتهت بوساطة ايرانية وجاء عرض الاسلحة والعبوات والالغام والذخائر الايرانية الصنع على شاشات التلفزة الفضائية وهذه المرة عن طريق القوات العراقية وليس المتعددة الجنسيات وقد عرض هذه الادلة الناطق الرسمي اللواء محمد العسكري إضافة إلى تصريح اللواء قاسم عطا الناطق الرسمي بأسم خطة فرض القانون لصحيفة ايلاف الالكترونية يوم 17 ابريل الجاري من إن بحوزة الحكومة عناصر من تنظيم القاعدة تسللوا عبر إيران للعراق ومعهم اسلحة ايرانية إلى غيرذلك من تصريحات بعض المسؤولين التي توجه اصابع اتهام إلى النظام الإيراني بتورطه بالدم العراقي وخلق الفتن بين أبناء الامة العراقية الواحدة وهذه سابقة جيدة في السياسة العراقية وخطوة على الطريق الصحيح  .
فهل بدأ حقا حلفاء النظام الإيراني يدركون حقيقة الخطر الإيراني الذي سوف يدمر العراق ويدمرهم قبل غيرهم ويقضي على مكاسبهم السياسية وهل هي صحوة جاءت متاخرة أم هي انحناءة إمام العاصفة  .

- 3 -
الكثير من المراقبين يرون إن القوى السياسية التي لها علاقات ارتباط مع ولاية الفقيه بدأت تدرك عظم الخطر الإيراني وبالتالي يتوجب عليها فك ارتباطها مع إيران والعمل على ذلك لكن هذا يتطلب تضحيات جسام قد تطال الرموز الكبيرة من الزعماء كما حصل للسيد رياض النوري الشخصية الثانية في التيار الصدري الذي اغتيل في النجف يوم الجمعة 11 من الشهر الجاري على ايدي عناصر فيلق القدس الإيراني وقد كان تعرض لضغوطات قوية ورفض طلبات ايرانية فكانت النتيجة انه فقد حياته ومن الجدير بالذكر إن النوري يعتبر من الخط المعتدل في التيار الصدري  .
فهل ستشهد المرحلة القادمة تحررا سياسيا من التبعات الايرانية مهما كانت التضحيات كبيرة وجسيمة  .
الايام المقبلة ستثبت من هو من السياسيين مخلص حقيقي لوطنه ومن هو مخلص لولاية الفقيه ولا اعتقد انه سيبقى في حلبة السياسة العراقية مدافع واحد عن النظام الإيراني البتة  .
وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح


 

Counters

 

أرشيف المقالات