نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

السبت 18/2/ 2006

 

أرشيف المقالات


 


لايحق لأحد الادعاء بتمثيل شعبنا بمفرده

 

لؤي فرنسيس نمرود *

نسمع في الكثير من الاحيان ونقرأ على صفحات الانترنيت والصحف والمنشورات من طرف سياسي معين من الكيانات المنبثقة عن صفوف شعبنا بأن ممثل القائمة الفلانية الذي فاز بمقعد واحد هو من يمثل شعبنا بكافة تسمياته المذهبية والقومية ، اما ابناء شعبنا الذين فازوا في الانتخابات من خلال الدخول في تحالفات مع اطراف اخرى فهؤلاء لايمثلون شعبنا ولا نعلم من يملك صلاحية تجريد الاخرين من حقوق الانتماء الى شعبنا وحمل هوياتهم القومية والدينية وكذلك مصادرة حقوق الذين صوتوا لصالح الداخلين في التحالفات من ابناء شعبنا والذين يتجاوز عددهم عدد من صوتوا للقائمة المقصودة ، اليس لهؤلاء المصوتين ايضا حقهم في الادعاء بالانتماء الى هذه القومية ام تلك او هذا المذهب او ذاك الداخلة في تركيبة شعبنا القومية والدينية . ان ادعاء كهذا تفرزه افكار تفوح منها رائحة حب الذات والنرجسية والانانية المفرطة والحزبية الضيقة ، لا بل انها افكار مختمرة في عقلية متعفنة واحتكارية مولعة بنزعة سلطوية وانفرادية ، ان محاولة الاحتكار والادعاء الباطل بكون فلان الفلاني من الناس ومن ممثلي هذا الكيان او ذاك هو الممثل الوحيد لشعبنا انما يأتي عن افكار موروثة ومكتسبة من مدرسة او نظرية الحزب الواحد او الزعيم الاوحد وقائد الضرورة ، ان مثل هذه الطروحات مرفوضة من قبلنا رفضا قاطعا لأن المنطق يفرض خلاف ذلك ونحن ككلدان لا نقبل بأية وصايا علينا فهناك من يمثلنا وبأمكان الاخرين ان يشخصوا من يمثلهم وهذا ما لايعنينا ، لكن من باب المنطق والعقل نقول ان كل الفائزين في الانتخابات من المسيحيين يمثلون شعبنا بكل قومياته ومذاهبه سواء جاءوا من خلال تحالفات او قوائم منفردة وجاء ترشيحهم من قبل احزابنا وليس من قبل اطراف غريبة . ان الدخول في التحالفات هو من الامور الطبيعية والصحيحة ، عليه نقول لمن يحمل تلك الافكار الشوفينية الهدامة كفا ادعاءا وبث الاقاويل الزائفة والدعايات المغرضة التي من شأنها توسيع الفجوات بيننا وكفا للانانية والنرجسية وحب الذات ومحاولة الاحتكار من خلال اتباع شتى الاساليب الملتوية ، علينا الاقرار بالواقع الذي يفرض نفسه في الساحة ونؤكد بان كل من فاز في الانتخابات السابقة والاخيرة اعتبر ويعتبر ممثلا عن شعبنا اذا كان يعتز بتسميته القومية وبهويته وخصوصيته ولم يساوم على حقوق الشعب سواء كان قد فاز من خلال تحالفات او من خلال قوائم منفردة ولا يحق لأي كان فردا ام كيانا سياسيا احتكار التمثيل لأن هذا قرار شعب وليس قراره من ناحية كما لا يحق له تجريد الاخرين من الفائزين او المصوتين لهم ضمن التحالفات من هويتهم القومية او الدينية او من خصوصيتهم الخاصة التي يعتزون بها كامل الاعتزاز ، فزمن الاحتكار والانفراد في القرارات والتسلط قد ولى والى الابد ، ولما كنا حريصين على تمتين العلاقات وتضييق الفجوات وتقوية الجسور بين مكونات شعبنا ، عليه نحن في غنى عن ذكر جميع الامور اللاشرعية واللاقانونية والممارسات السلبية التي مورست خلال الانتخابات الماضية من قبل البعض والتي قد تخفى عن بال الكثيرين من ابناء امتنا وشعبنا ولا نريد اثارتها حاليا حفظا على المصلحة العامة لشعبنا .


* عضو نقابة الصحفيين الدولية