| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 18/1/ 2012

     

اين العراق في منتدى القمة العالمية لطاقة المستقبل 2012؟
 

النائب المهندس شروان كامل الوائلي

استضاف - مركز الطاقة المتجددة في ابو ظبي - فعاليات أفتتاح منتدى القمة العالمية لطاقة المستقبل 2012 في الفترة مابين 16-19 يناير 2012 في مركز أبوظبي الدولي للمعارض..
فهل كان العراق حاضرا في مثل هذا اللقاء العالمي؟
الاجابة هي لا ..

ولكن قبل التحدث عن موضوعنا .. لنتعرف سوية على ماهية المؤتمر والسبب الذي يحرص فيه رؤساء وقادة الدول وقادة كبرى شركات الطاقة حول العالم على الحضور والمشاركة..

أن المؤتمر السنوي لمنتدى القمة العالمية لطاقة المستقبل 2012 في أبوظبي هو الأكبر في العالم من حيث اجتماع نخبة مميزة من كبار الشخصيات من أصحاب النفوذ في صناعة الطاقة المتجددة، بالاضافة الى صناع القرار و الباحثين لمناقشة التحديات التي تواجه الطلب المتزايد على الطاقة.
ويأتي هذا المؤتمر العالمي كخطوة هامة ضمن المساعي الرامية إلى حماية الطاقة، ومستقبلها، خاصة بعد التطور الكبير الذي تشهده الدول في كافة المجالات الاقتصادية، والصناعية، والسياحية.

اذن حماية مصادر الطاقة وايجاد سبل لتعزيز مستقبلها والعمل على استعمال بدائل جديدة للطاقة من اهم النقاط في هذا المؤتمر الذي حرص المسؤولين في العراق على عدم حضوره وعدم المشاركة فيه .. وكأننا جمهورية تعيش على بيع الموز في جنوبي امريكا .. لا شأن لنا بطاقة او نفط او مستقبل انمائي ..

لقد أصبحت القمة العالمية لطاقة المستقبل على مدى خمسة أعوام, الملتقى السنوي الأول في العالم الذي يعنى بالترويج لتطوير وتحسين توليد طاقة المستقبل، والكفاءة في استخدام الطاقة، والتقنيات النظيفة، وتزداد أهميتها بشكل مضطرد كواحدة من الفعاليات الرائدة على التقويم العالمي لقطاع طاقة المستقبل.
وتحظى القمة العالمية لطاقة المستقبل بأهمية كبيرة حيث تضم مؤتمر قمة على مستوى عالمي ومعرضين وبرنامج "القادة الشباب لطاقة المستقبل"، وجلسات نقاش "المائدة المستديرة" كما تضم الندوات والاجتماعات في الصناعة والاستثمار.

وتضم القمة نخبة مميزة من المتحدثين من الملوك ورؤساء الدول والحكومات وقادة , بالاضافة إلى واضعي السياسات وكبار المدراء التنفيذيين و المستثمرين و العلماء و الشركات ذات الصلة، الطلاب و الهيئات التدريسية بالاضافة الى الصحفيون من جميع أنحاء العالم.

وبالمجمل، حضر القمة أكثر من 26 ألف شخص يمثلون 140 دولة، وبمشاركة 3 آلاف وفد، و650 شركة عارضة من أكثر من 30 دولة .. فاين جمهورية العراق .. النفطية , البترولية .. التي تقاس اراضيها بابار النفط .. اين نحن في كل هذا ؟؟

هل كان حضورنا سيعد ترفا لو حضرنا؟
لو كنا بلدا زراعيا .. صناعيا .. بلد للاستثمار السياحي او ليس لدينا سوى اليد العاملة نصدرها للعالم .. حتى في هذه الحالات .. كان لزاما على جمهورية العراق ان يحضر ممثلين عنها في مؤتمر الطاقة ....
اذ لا عمل لنا ولا مدخول لبلدنا منذ فترة غير وجيزة غير النفط والطاقة .

فنحن من اكبر خزائن احتياط الكرة الارضية نفطيا .. اقتصادنا احادي الجانب ويعتمد برمته على التصدير النفطي .. كل مشاريعنا المستقبلية واعادة الاعمار والبنية التحتية وظروفنا المعيشية ومدارس اطفالنا وكل امورنا الحياتية متعلقة بهذا الجانب .. ومن غير النفط في ظروفنا الحالية وفي افضل الظروف .. يكون العراق من دون مورد حياتي مهم جدا ..

فاذا كان الحال هكذا – وهو فعليا هكذا – كيف لا يسعى العراق الى حضور المحافل الدولية والعربية التي تناقش وتدور حول طاقة المستقبل بكل جوانبها ..؟ هل تم استئصال العراق من هكذا مؤتمرات مهمة إم ان العراق أستئصل نفسه بنفسه؟ هل لدينا من الطاقة مايكفينا مما يدعونا الى عدم حضور هكذا مؤتمرات ؟
هل نملك التكنولوجيا الحديثة التي تغنينا عن التفاعل مع هكذا منتديات عالمية مهمة؟
ان الوزارات العراقية ذات الشأن والتي لا تحضر هذه المؤتمرات الضرورية , ولاتواكب التطور العلمي في هذا المجال , حالها ,حال الطبيب الذي يمتنع عن حضور المؤتمرات الطبية التي تفتح الافاق امام مستقبله المهني .

هذه اللقاءات والمؤتمرات يحضرها قادة دول صناعية عظمى وشركات من كل حدب وصوب .. يخططون لمصادر طاقة متجددة ونظيفة ومستدامة , فأين نحن من الركب العالمي ولماذا كل هذا التقاعس ؟؟
***
من اهم النقاط التي يعمل عليها هذا المنتدى ,تحسين الوضع البيئي للمدن من خلال اعتماد مصادر الطاقة النظيفة كالخلايا الشمسية ومرواح الهواء العملاقة ,والتي تؤدي في النهاية , الى التخلص من نفايات الوقود المستعمل في توليد الطاقة , والتي تشكلل ضرر فادحا على صحة الانسان وحياته واستمرار الحياة البيئة .
ويهدف ايضا الى تبادل المعرفة والخبرات بين المختصين في مجالات البيئية، والاستمرارية في تقديم العديد من الاحتمالات والفرص المتاحة في القطاعات ذات الصلة بالطاقة والتي سيكون لها أيضاً التركيز على المباني الخضراء . وتوفير الحلول الشاملة في القطاعات البيئية مع التركيز على المياه والنفايات وتلوث الهواء.
فهل كان حضورنا سيقيم على انه ترف ونزهة في البراري ام ضرورة وطنية ملحة؟
للاجابة على هذا السؤال .. لننظر الى مسالة الطاقة النظيفة .. ومدن المستقبل وصحة ابناء تلك المدن ومستواهم المعيشي وارتباط كل ذلك بطاقة المستقبل ..
لدينا من النفط ما يجعلنا من اكبر خزائن الارض لهذه المادة الحيوية .. لذلك .. نحن نمتلك كل المقومات المادية للتحول الى استغلال الطاقة النظيفة التي تستمد من الرياح والشمس .. فقد حبانا الله بشمس مشرقة في الصيف والشتاء .. شمس عراقية دافئة تنير القلوب والمستقبل ..
الطاقة المتجددة والنظيفة هي التي لا تترك خلفها ملوثات بيئية .. وتستصعب بعض الدول استخدامها بسبب تكاليف انشاء منشآتها الباهضة .. ولكن مع امكانياتنا .. فلا شيء يعترض طريقنا الا تقاعس وتلكوء البشر لدينا وكسلهم وعدم شعورهم بالمسؤولية المناطة في رقابهم ..
ونعود الى نقطتنا الرئيسية هنا .. ان الرياح والشمس وعمليات المد والجزر ونشاطات الطاقة الجوفية كلها مصادر طاقة متجددة ومجانية أيضاً.. وعند حصاد هذه الطاقة سوف تدفع الحكومة او الجهات الرسمية العراقية مرة واحدة فقط ثمن تركيب الأدوات الخاصة بكل من الطاقة الشمسة أو توربينات الهواء أو أي طاقة أخرى وبذلك تصبح الطاقة التي نسعى اليها بشق الانفس رخيصة وفي متناول يد الجميع ..كما ان اشكال الوقود الاحفوري يمكن الاستفادة منه في التصدير ولفترة زمنية اطول بكثير ..
ومع انواع الطاقة المتجددة هذه .. يمكننا ان نحلم بعاصمة انظف .. عاصمة اسمها بغداد ترتبط بالذهن والذاكرة العالمية بقصص الف ليلة وليلة وكل انواع البخور والطيب وتدفق النهر وليالي القمر .. واقول نحلم لان الواقع الذي يصدمنا جميعا هو ان بغداد الجميلة باتت اقذر عواصم الارض ..بعد مدينة بانغوي في افريقا الوسطى
تصوروا .. حلوة اليدين بغداد .. حيث عيون المها بين الرصافة والجسر .. حيث يتغزل الشعراء وتهفو القلوب .. باتت شعثاء مغبرة .. باسمال متسخة ممزقة ..
هي مسؤوليتنا جميعا في ان نزيل عنها وعثاء الحروب والاقتتال والاحتلال وكل اسباب التلوث ..

علينا ان ننظر الى سير ركب العالم .. بهكذا مؤتمرات وغيرها .. ونظافة في القلب واليد وحب كبير .. اكبر من الكون كله لعراق ليس لدينا سواه
 

 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات