| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 18/10/ 2010

 


 وطننا لا يليق به ألا أن يكون حرا وشعبه سعيد...

محمد حسب الله

لكي نبني العراق الحر والمكانة اللائقة التي تتناسب وحجم المساحة التأريخية التي امتدت في ذاكرة الزمن عبر ألاف السنين أينعت خلالها العديد من الحضارات وتعاقبت عليها المئات من الأجيال التي لا زالت بصماتها تتوسم بها المواقع الأثرية التي تمثل أقدم وجود للانسان على الارض الذي نجح بتشكيل اولى الجماعات البشرية الرعوية والزراعية وما انجزه من مبتكرات حضارية وتشريعه لأنظمة وقوانين وأساليب لتنفيذ هذه القوانين والتي تعد المفاهيم الأولى الخاصة بنشأة الدولة على ربوع ارض العراق .
وقد تمرس الشعب العراقي على مواجهة مختلف التحديات بقوة كلما اشتدت شراسة هذه التحديات عندما يتخلخل الواقع الاجتماعي وتتحكم أساليب تنفيذ القوانين النوازع الشخصية والدينية والمصالح المغلقة وفق منظومات استبدادية قهرية تنعكس أثارها على المواطن والمجتمع على حد سواء وتستوطنه الغربة بعد كل ضياع للدولة .
والشعب العراقي يمتلك تاريخ قل نظيره في المجتمعات الأخرى لذلك يعتبرمن الشعوب الأصيلة الذي لم يتكون كما تكونت الشعوب الحديثة من خلال الهجرة أو الغزوات الأستعمارية ذات الطابع الأستيطاني ويمتلك أخلاق تعبر عن وعيه السياسي وما تتضمن هذه الأخلاق من قيم ومبادئ يتحرك من خلالها من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة وبلورة ثقافة يمكن للدولة أن تستقي منها أنظمتها وقوانينها في بلورة مشروع للحكم وعبر الشعب العراقي من خلال نضاله الطويل على مر العصور التي قدم فيها التضحيات الجسام عن رفضه القاطع لكل أشكال الحكم الأستبدادي والتسلط السياسي ومصادرة الحقوق والحريات الأساسية فلم يهادن الحاكم الجائر .
على ضوء ما تقدم ولما ما يمر به العراق من اوضاع غير طبيعية تتمثل بتأخير تشكيل الحكومة بسبب الصراعات والتجاذبات بين قادة الكتل السياسية والأحزاب حول السلطة ومكاسبها النفعية البعيدة كل البعد عن مصالح وحاجات الشعب العراقي الذي يشعر بالخذلان وقد وصل حد التمادي الى تجاوز الدستور الذي يعد من اهم انجازات التغيير الذي به ننتقل الى مصاف الدول الاكثر رقيا.ومن اشد مخاطر هذا التأخير أنه أوصل رسائل الى الدول المجاورة والأقليمية وكل دول العالم الطامعة بالتدخل السافر في شؤون العراق الداخلية وأملاء ما يتناسب ومصالحهم الذاتيه والدولية ومحاولة حل مشاكلهم من أقتصادية وسياسية على حساب العراق من أجل أن لا ينهض ويحقق ما يتوقعه الخبراء في العقد القادم من ثورة أقتصادية على مختلف الصعد وتأثيره الكبير على حجم التبادلات التجارية وجذب الأستثمارات العالمية وتغيير طرق التجارة لما يحتله من موقع ستراتيجي أذا ما استقرت أوضاعه السياسية ونضجت تجربته الديمقراطية التي قد تعصف بأنظمتهم المتخلفة .
وما الزيارات المتكررة لقادة الكتل السياسية الى هذه الدول ألا تأكيد على عدم قدرتهم للتوصل الى حلول وسطية على أقل تقدير للخروج من هذه الأزمة التي تجاوزت كل الحدود المتعارف عليها . ومن المؤكد هذه الزيارات وأستجداء المساعدة من هذا الملك أو ذاك الرئيس لا تتم من غير قائمة من التنازلات على حساب العراق وشعبه وكأن العراق بقدراته الأقتصادية الهائلة وتاريخه الحضاري بحاجة لهم وليسوا هم الأحوج أليه والشعب العراقي بكافة اطيافة لا يرفض هذه الزيارات بقدر رفضه لتوقيتها الغير مناسب ويرى من الأجدر أن تتم بعد تشكيل حكومة وطنية اتحادية تأتلف فيها كافة القوى الوطنية تستمد قوتها وسلطتها من الشعب معبرة عن أرادته والمخولة من قبله بالتفاوض مع كافة الأطراف الدوليه على أساس التكافؤ في العلاقات القائمة على عدم التدخل والأحترام المتبادل ورفض كل ما ينتقص من سيادة وكرامة العراق والحفاظ على وحدته شعبا وأرضا وعدم التفريط بثروات الشعب التي تعد ملكا لكل أجيال العراق وأستثمارها بشكل أمثل لتطوير كل القطاعات الأقتصادية والخدمية والصحية والتعليمية وتجاوز حالات التخلف التي خلفها النظام الدكتاتوري السابق الذي بدد الثروات بحروب عبثية أو من خلال العطايا والهبات الى من هب ودب مقابل حصوله على ولاأت مزيفة انتهازية تصفق الى من يملأ سلتها بالأموال .
أدعو كل من يعمل في مجال السياسية أن يقرأ بوعي ما مكتوب بين سطور التاريخ ويستوعب عبره لتجنب اخطاء من تولى المناصب السياسية والحكومية ويسلك سبل النجاح من أجل معرفة الحاضر وأستشراق المستقبل والخروج من النفق المظلم الذي وضعوا انفسهم والعراقيين فيه .
ومن أجل بناء عراق حر ينعم شعبه بكل مباهج الحياة وصور السعادة يجب أستثمار كل فرصة تتاح من أجل أحداث التغيير الشامل والأستفادة من المناخ الأيجابي الذي هيأته الديمقراطية الناشئة والعمل على ترصينها ونشر ثقافتها عبر مختلف الوسائل في كل مرافق الحياة في البيت والمدرسة والجامعة والمعمل والحقل من أجل التخلص من الفردية والأنانية والنزعة السلطوية مخلفات الدكتاتورية وتحويل ولأء الفرد الى الوطن بدل الولاء الى الطائفة أو المذهب أو القومية والتأكيدعلى أن الديمقراطية لا تتقاطع مع المعتقد أو الأنتماء القومي وبذلك نتخلص من ثقافة الخضوع التي يتحول فيها الوطن الى مجرد تماما والنظام الى وثن يستلب من الأنسان قدراته على مناقشة أوضاعه أي يتحول الى عنصرا سلبيا يؤيد السلطة من أجل نيل المكاسب والأمتيازات على حساب المجموع وبذلك ينتفي كل جديد وكل أبتكار وتبقى مشكلة الديمقراطية بدون حل ويجر الشعب الى ماضي تسوده الظلامية والجهل.
وللوصول الى العراق الحر يجب تنمية حقوق المواطنة ومشاركة المواطنين في صنع القرار وبناء أنسان على مستوى عال من الوعي بالأمور السياسية والتأكيد على أن المواطنة ليست حقوقا فحسب بل واجبات أيضا وشعور بالألتزام والأنتماء والولاء . وجعل العراق قدوة في هذا المجال لأن حقوق المواطنة في معظم بلدان المنطقة هي حقوق مسلوبة بسبب الأنفراد في أتخاذ القرار من قبل السلطة وهذا يفسر خوف دول الجوار ودول الأقليم من تجربة العراق الديمقراطية كما أسلفت سابقا.
فالعراق يستحق أن يكون حرا وشعبه سعيد وعلى كافة القوى الوطنية المحبة للخير وللأنسان أن تتبنى هذا الشعار وأن تتتنافس من أجل تحقيقه.

 

16|10|2010



 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات