| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 18/11/ 2011                                                                                                   

 

العراق: شجاعة الاولين والاخرين !

خضير الأندلسي

لغويا جاء في لسان العرب: شَجُع :اي اشتد عند البأس والشجاعة شدة القلب في البأس. لاشك في ان الشجاعة اهم الفضائل ومن فقدها فقد خصلة لا تُثمن بأخرى وقد صنّفها الاوائل على اشكال عديدة منها شجاعة اللقاء والحديث والموقف والاخلاق والمشقة الخ.

قالوا: ان من الحزم ان لايحتقر المرء عدوه وأن كان ذليلا ولايغفل عنه وأن كان حقيرا فكم برغوثٍ صغير اسهر فيلا عظيما.تأريخيا يُورد الباحث "كاظم سعد الدين" خِصال الشجاع عند اللقاء "كمثال" بثلاث اوجه ,الاول اذا ألتقى الجمعان برز من الصف الى وسط المعترك يحمل ويكر وينادي هل من مبارز والثاني اذا اختلطوا يكون رابط الجأش ساكن القلب حاضر اللب لم يخالطه الدهش ولاتأخذه الحيرة والثالث اذا انهزم صحبه يلزم بالساقة (مؤخرة الجيش) ويضرب في وجوه القوم ويحول بينهم وبين عدوهم ويقوي قلوب اصحابه ويرجع الضعيف ويمدهم بالكلام الجميل بما يبعث الطمأنية والشجاعة في نفوسهم.(راجع: الحرب وتدبيرها).

اما في عراق الاسلام السياسي فقد شُوهت القيم الانسانية و أضحت الشجاعة بنظر مسؤولينا الحكوميين كامنة في نهب البلاد وسلبها وبعدها الهروب الى المجهول "وليست التضحية" وهنا تُغطي الكتلة البرلمانية السرقة على اعضاءها وتلزم الصمت وتنال من الشجعان الذين يحاولون فضح الفساد ورجاله, وهو ما حصل مع وزير التجارة الاسبق عبد الفلاح السوداني حين تغاضت كتلته البرلمانية عنه وهددت بفضح مسؤولين تلوثت اياديهم بسرقات كبيرة نتيجة لاستغلال مناصبهم الحكومية اذا ما افصحت الكتل الاخرى, وليتها فضحت وأن كانت المقايضة الأسوء في هذا الموضع!

اصاب المؤرخ الاجتماعي البريطاني ارنولد توينبي (1889-1975م) في تشخيصه انحدار قيم العالم العربي كونه يُواجه اليوم التحدي الغربي بطريقتين: الأُولى سلفية منغلقة تمثلها الحركات الوهَابية والسنوسية والمهدية وما جرى مجراها من حركات سلَفية حديثة؛ أما الطريقة الأُخرى فهي تقدمية منفتحة ظهرت في نهضة محمد علي في مصر. ويَرى أن الموقف السلفي يمثِّل انحلالاً حَضاريا، بينما يمثِّل الموقف التقدمي حركةً ديناميكية جديرة بالتقدير، ولكنَّها لا تعدو أن تكون، مع ذلك، خطوةً تقليدية أو استجابة محدودة النجاح يتعذَّر عليها الوصول إلى الإبداع والمشاركة الحضارية الفعلية (راجع: ازمة التطور الحضاري). ونكاد نجزم بضعف التيار السلفي في العراق الا اننا لانستطيع تنزيهه,اي العراق, من تيارات اخرى ممثالة له وأن اختلفت التسميات فهناك حركات فوضوية لا اساس حكومي لها تسعى إلى غرس قيمها التي تراها صحيحة "مدعومة بقوة الاسلحة" في مجتمع العراق المتعدد وأبرز هذه الحركات هي :الجيش الاسلامي في العراق, مليشيا جيش المهدي ,هيئة علماء المسلمين , البيشمركة حتى وقت قريب وغيرها من الحركات السياسية - الاسلامية).

ان إعادة اصلاح القيم الاجتماعية في العراق يتطلب مشاركة فعّالة من قبل الافراد تكمن في متابعة البرامج الحكومية المُخططة والضغط من اجل تدعيم القانون ونبذ التطرف وضمان الامن الجماعي الذي يحول دون تفكيك الروابط الاجتماعية ووضع حلول عاجلة للمشاكل المتفاقمة ومحاسبة المقصرين وتقديمهم للعدالة, والاخيرة تتطلب حس جماعي غير مشتت كونها شجاعة مجتمع وليس شجاعة فرد.
رحم الله المتنبي حين قال :

الرأي قبل شجاعة الشجعان\هو أول وهي المحل الثـانِ
فإذا اجتمعا لنفس مرة\بلغت من العليـــاء كــــــل مكـان

فمن اجل الوصول إلى اوج العلياء ,ليكن رأينا الاوحد هو النهوض بعراقنا الجديد.
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات