| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 19/2/ 2010

 

بهاء الأعرجي كارثة من كوارث مجلس النواب الحالي

سيد علي الطباطبائي

لو تصفحنا كل يوميات مجلس النواب الحالي، لعثرنا على الكثير من الغرائب والكوارث التي عصفت به خلال أربع سنوات من عمره. فهو مجلس جاء على خلفية عدم وجود أية ممارسة للديمقراطية في البلاد، جبث لم يكن المواطن العراقي أية دراية بأهمية هذه الممارسة. كما خيمت على أجواء الانتخابات عوامل مؤثرة كالسلاح والمال السياسي والاستقطاب الطائفي وعصابات القتل والخطف والبتزاز التي أعمىت عيون الناخبين والمرشحين. هذا إلى جانب تغلغل بقايا النظام السابق في سعي لتشويه هذه العملية وارسال رسالة إلى العراقيين بأن الاستبداد هو الحل الوحيد وإن العملية الديمقراطية ما هي إلا لعبة لا "تليق" بالعراق وهي محض وصفة "امبريالية أمريكية" لا تتناسب مع "التقاليد الاسلامية العربية وأصالتها"!!!.

وهكذا تسللت إلى المجلس نماذج من الشخصيات لم يسمع عنها المواطن العراقي ولا عن خبرتها وثقلها الاجتماعي. وساعد على ذلك ضغط كتل معينة لامرار نموذج القائمة المغلقة التي تبيح لها ترشيح من تود دون الرجوع إلى الكفاءة والقدرة، ناهيك عن النزاهة والجدية والقناعة في العملية الديمقراطية. فكان أول رئيس لمجلس النواب شخص مغمور هو محمود المشهداني الذي كان يحاور مخالفيه في المجلس بلغة "القنادر"، والذي اضطر إلى الاستقالة بعد تكرار خرقه لكل المعايير لقاء حصوله على تقاعد كبير على حساب قوت العراقيين. وهاهو اليوم يعود ليرشح من جديد بواجهة جديدة غير سلفية رغم كل ممارساته الغريبة وهو على رأس أول مؤسسة تشريعية منتخبة من العراقيين في تاريخ العراق. وقائمة من هم على شاكلة المشهداني في السلوك وفي تجاهل هذه المؤسسة طويلة تابعها العراقيون وعلى مضض. فالبعض من أمثال أياد علاوي وابراهيم الجعفري واياد جمال الدين ونواب آخرين لم يحضروا حتى جلسات المجلس ليناقشوا أقرانهم حول بناء الدولة وتشريع القوانين في موقف لا يمكن وصفه إلاّ بالتعالي على من انتخبهم والكبرياء على أقرانهم. وهناك آخرون في هذا المجلس من كان كل همه في كسب هذا المنصب هي كيفية تدبير العمليات التخريبية والتفجيرات وتزوير الوثائق بهدف نسف المؤسسة التشريعية على أعضائها والحط من قدر المؤسسات المنتخبة، وحرمان العراقيين من السير على طريق بناء النظام الديمقراطي في العراق. ويقف على رأس هذا الفريق من النواب كل من عبد الناصر الجنابي ومحمد الدايني المطلوبان للعدالة العراقية.

ولا نريد أن نتحدث عن فريق آخر اختص بتزوير الشهادات الدراسية، وإلى الآن في الانتخابات الحالية، من أجل الحصول على الامتيازات وليس خدمة المواطن العراقي والدفاع عن مصالحه كما يقتضي واجب كل من يدعي تمثيل الشعب. وفي هذا الخضم الملتبس تحتل شخصية بهاء الأعرجي مكاناً متميزاً في التلاعب بمهمة الدفاع عن العراقيين والتقيد بالدستور وحماية بنوده، كما أقسم هو والجميع على ذلك في أول جلسة من جلسات مجلس النواب. ومن المخجل أن يتربع هذا الشخص على رئاسة أهم لجنة من لجان مجلس النواب وهي اللجنة القانونية، وهو الذي يخرق في كل سلوكه تفاصيل الدستور والقوانين العراقية. فتصريحاته العنترية واساءته للآخرين ومعتقداتهم، وتصديه لكل خطوة تقوم بها الحكومة لفرض الأمن في العراق، ودفاعه عن الميليشيات المسلحة المخالفة للدستور، تشهد عليها محاضر مجلس النواب وتصريحاته وطلاته الكثيرة على شاشات التلفزة العراقية والعربية وبشكل ممل. وفي الحقيقة أضحى جل هم هذا الشخص ونماذج أخرى مشابهة همها اثارة الفوضى والتهريج وشكل بذلم مشكلة حقيقية أمام عمل المجلس وتحقيق مهمته في تشريع القوانين.

ولعل أبرز سلوك لهذا الشخص المخالف للدستور العراقي هو اشعاله فتيل للطائفية بين حين وآخر بهدف تسميم الأجواء المتوترة أصلاً في العراق. فما معنى أن يناقش قضايا تاريخية ويحشر أسم الخليفة أبو بكر الصديق بأحمد حسن البكر، واسقاط أحداث تاريخية ولى زمنها على واقع عراقي ملتهب؟ فهل حلّ هذا النائب كل مشاكل العراق من كهرباء وبطالة ومجاري والنفايات التي تعم كل مدن العراق، ومشكلة المياه والتعليم واليتامى وضحايا الارهاب والعنف، الذي تعتبر كتلته طرفاً فيه، والقوانين وتشريعها ومعالجة التراث البائس الذي ورثناه عن النظام السابق، ولم يبق إلا "مشكلة" واحدة هي "الخليفة أبو بكر الصديق؟". فما معنى اثارة ذلك؟ إنها مسعى لإعادة دوران دولاب التناحر والقتل على الهوية الطائفية التي بدونها لا يمكن لبهاء وأمثال بهاء أن يخدعوا العراقيين ويبقوا على الخارطة السياسية العراقية. فغذاء مثل هؤلاء هي الطائفية البغيضة التي تعمي العيون وتكبل البلاد بالفوضى والدمار ونزيف الدم، وهو ما سار عليه بهاء الأعرجي وكتلته منذ الاطاحة بصدام حسين في نيسان عام 2003. إن سلوك هذا الشخص يضع علامة سؤال على مصداقية برنامج هذا الائتلاف الذي يضم بهاء الأعرجي، أي الائتلاف الوطني العراقي. فلماذا يقبل مرشحو هذه القائمة ببقاء هذا الشخص ضمن قائمتهم بالرغم من محاولته الدنيئة لإشعال حريق طائفي جديد في العراق. ولماذا يلتزم الحكيم والجعفري والشيخ خالد الملا والشريف أبن الحسين ونصير الجادرجي الصمت على هذه التصريحات المخلة بأبسط بنود الدستور العراقي؟ وكيف سيبررون هذا الصمت للمواطن العراقي الذي وعدوه بسيل من الوعود حول مكافحة الطائفية والتصدي لمثيري الفتن. سؤال ينتظر الجواب من هؤلاء السادة.

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات