| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 19/5/ 2009



الديمقراطية والمجتمع المدني بالمقلوب!؟؟!
" المشهداني مثالا"

عامر العنبري

يبدو ان حال القضية العراقية وصل الى المقام الذي نال من التجربة نصيباً اذ قيّض لها ان تعيش فترى من التصدع والهزات والتمزق ما يربك كل يقين وينشئ لليأس والقنوط امبراطورية كونية في كوامن المتطلعين للخلاص والتقدم والازدهار. هذا الوضع المأساوي المتكرر والذي فرضته حالة التشرذم والانقسام والولاءات الاقليمية والدولية والانتماءات القومية والدينية والطائفية، وكان للدّعي فيه دوراً قيادياً، ويحتل المشهد السياسي كاملاً في الداخل والخارج وبشكل اصبح فيه العراقي الحقيقي محاصراً في المحافل الوطنية! والاقليمية والدولية. في ظل هذا المخاض المشوّه بدأت ملامح الدّعي تتكشف واقنعته الفكرية والقومية والدينية آخذة بالسقوط وان حيازة الحقيقة ومشروع الخلاص الذي ينشده معذبوا الداخل والخارج سيظل تلك الغاية التي تبناه - الاخيار – ومازالوا يقدمون لها كل ما استطاعوا في المواقع والخنادق وليس كما ما يفعل – الاغيار- في خطابهم الشوفيني والطائفي في مراقص البرلمان والمجالس البلدية وجحور التبعية والخنوع للعرب العربان وللطائفيين الامريكان وللقومانيين الفرسان.

ان تكوينات المشهد العراقي بدأت تتداخل وتتعقد حتى تعذر للبعض معرفة العدد الحقيقي لفصائل العمل السياسي، ومما زاد في التعقيد هو تسلل عدد كبير من جنرالات ومخابرات وما يسمى بمثقفي واكاديمي!!النظام المقبور الى العديد من التكوينات السياسية وحيازتهم على مواقع متقدمة في اغلبها، والمشهداني احد هذه الرموز التي شاءت الاقدار بسبب محاور الطائفية ان يصبح رئيساً للبرلمان العراقي ( ويخربط ويشخبط) كما يشاء.(( مرة اتصل بي صديق ودعاني للمساهمة في حملة تبرعات ( ولكن للقنادر العتيقة) وحين سألته عن السبب، قال: لنساعد رئيس البرلمان العراقي في لطم صوت المرأة العراقية في البرلمان لكن هذه المرة بالقنادر العتيقة... ولله يازمن كما تقول المطربة الرائعة شادية)).

وبعد اساءاته المتكررة الى هذا الصرح الذي طالما انتظره العراقيون، عمدت جميع الفصائل المنضوية تحت قبة البرلمان الى اجباره على الاستقالة ( ولكن بصفقة وقحة). واليوم يحاول وبطريقته المعهودة والساذجة للترحم على نظام البعث المقبور كورقة انتخابية له ولمن تحالف معه، وبمراجعة سريعة لتحالفهم الجديد يكشف لنا وبكل وضوح ( لماذا اجتمع هذا الرهط ) في تكوين اقل ما يقال عنه هو انه تكوين يسعى الى اعادة مسلسل القهر والدكتاتورية المقيتة من خلال واجهة عودة البعثيين تحت خيمة تحالفهم الجديد وتحت غطاء الديمقراطية العرجاء. هل يعقل ان يقارن هذا المعتوه بين الشيوعيين ومواقفهم الوطنية النبيلة وبين زمرة العفالقة وما اقترفوه من جرائم كبرى بحق هذا الوطن المبتلى والى الحد الذي جلب لنا دمارا اخر بعد دماره الذي استمر من ايام شباط الاسود وحتى دخول قوات الاحتلال بحلة المحرر. نحن لم نحتكم الى تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ( كونه مكتوبا من قبل رفاقه) بل الى موقف الباحث والاكاديمي الموثوق والنخب العراقية الواعية والمدركة لطبيعة ما جرى في الماضي ويجري الآن سواءً تحت قبة البرلمان او في الشارع العراقي. لم يفكر احد الوطنيين الشرفاء ولو للحظة واحدة ان يساوي بين الجلاد والضحية ، بين تاريخ البعثيين الذي اصبح ماركة مسجلة للقتل والاضطهاد والحروب في كل المحافل الدولية ، وبين الشيوعيين العراقيين الذين لم يضعوا في يوما من الايام مصلحة الوطن جانبا ولا تخندقوا حول فكر يدعو الى الطائفية والمحاصصة او الدخول في لعبة التحالفات المخزية والتسول على موائد الدول الاقليمية و(التوسل) للامريكان في الخفاء ، والمجاهرة بخروج المحتل عندما تقطع هبات المحرر. لقد كان وسيظل الحزب الشيوعي على مسار واحد وتبقى حقوق الوطن والمواطنة والاستقلال الكامل والديمقراطية والفدرالية وحكم القانون والمؤسسات خطوطاً حمراء لا ولن يتنازل عنها الشيوعيون العراقيون. فمشروعه الوطني الديمقراطي خير دليل على وطنيته الخالصة التي لا تعرف اللف والدوران ، لديهم عراق واحد واهدافهم وبرامجهم لم يكتبها لهم محرر! اهوج، او عروبي سلفي،او صفوي عنصري،او قومجي انفصالي،او اسلامي زرقاوي،او بعثي مجرم او لوكي شقندحي. انهم ضمير الوطن والوطنية ، انهم اصحاب الايادي النظيفة والتاريخ الناصع والنضال الدوؤب. لم ولن تمرر شخابيطك ايها المعتوه على ولد الملحة.

انها مفارقة حقا ان يتحول تاريخ العراق السياسي الى دردشة مقاهي يقود فيها المشهداني هذا الفصيل او ذاك ، انها مفارقة ايضا ان يتسلل هذا الرهط من الجنرالات وكتاب وشعراء النظام واعضاء الفرق والشُعب ليصبحوا مسؤوليين عن رسم السياسة العامة لبعض الفصائل والى رئاسة تحرير صحفهم ومجلاتهم والعمل على اعادة انتاج فكر النظام المقبور في السياسة والثقافة بعد تغليفها بخطاب الديمقراطية والاصلاح.

واما المفارقة الكبرى هو ان ينخرط هذا الجنرال الذي اقترف الجرائم الكبرى في القتل والتعذيب والقمع والحروب، او ذاك الاكاديمي والكاتب والمداح الذي ساهم في تدمير الثقافة العراقية، وعمل بشكل مقصود على اضطهاد كل صوت حقيقي وطبل للقائد في مناسبة او بدونها ، ورقص في جوبية نجله في اروقة اللجنة الاولمبية او في مكاتب الصحف العراقية التي كان يمتلكها من الراس حتى اخمص القدميين، المفارقة الكبرى ان يتسلل هؤلاء وغيرهم من اللصوص والقتلة الى جمعيات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني وبعض الاحزاب العراقية وكأن سجلهم التدميري بات في خبر كان، فهل يعقل ذلك ( يا معذبوا العراق) وهل نواجه ذلك بالصمت فيكون تاريخ القمع والقتل واللصوصية في (عفى الله عما سلف) ويكون الدفاع عن الديمقراطية والمساهمة في بناء المجتمع المدني بالمقلوب؟؟!!

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات