| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 19/11/ 2009

 

لقطات من الملتقى الفكري الثالث للشباب “ملتقى اتحاد الشعب ” 

د. محمد هادي صالح
 
في اجواء خريفية معتدلة البروده، والريح ليست كعادتها في هذا الوقت من السنة ، اذ لا تزال هادئة، وكأن الامطار توقفت عن الهطول لكي يتمتع الضيوف بتلك الاجواء الرائعة ... لم يسبق لي ان شعرت بجمال الخريف ، مثل هذه المرة ، وبالرغم من ان الاشجار قد نزعت معظم اوراقها، لكنها لم تفقد هيبتها و رونقها بعد ان كست ارض الغابة بالوان مبهجة ، بين الاحمر والاصفر والاخضر نصف المصفر، كأنها لوحة جميلة رسمتها الطبيعة بعفوية، ولكن حتمآ وفق قانونها...واقتنعت ان لكل فصل خصوصية في جماله. في هذا الجمال الرائع للطبيعة، يقع دار الضيافة التابع لشباب الحزب الاشتراكي الديموقراطي السويدي ، الذي استضاف ملتقانا الفكري ، حيث أقامت مختصة العمل الفكري لهيئة تنظيم الخارج للحزب الشيوعي العراقي الملتقى الفكري الثالث للشباب في الفترة 30 تشرين الأول - 1 تشرين الثاني 2009، في مدينة مالمو السويدية، ، بحضور وفود من شاباتنا وشبابنا من منظمات الدنمارك والسويد وبريطانيا وهولندا وبولندا والنرويج.

تعارف اعضاء الوفود على بعضهم ، منهم من تعارفوا في ملتقى فكري سابق وتواصلت علاقاتهم ، ومنهم من يلتقى بالاخرين لأول مرة ، الا انه ، وبعد ساعة كانوا جميعا وكأنهم يعرفون بعضهم البعض منذ زمن ، هذا ما يميز الشباب، فهم لا يعترفون بحواجز تعيق تعارفهم السريع ، خاصة اذا كانت تجمعهم قيم ومبادئ مشتركة مستوحاة من قيم الحزب الشيوعي العراقي... حال وصولنا تجولنا في دار الضيافة ، المستوفية لكافة وسائل الراحة من منام (فلكل منا سريره) ومطبخ ومطعم وقاعة محاضرات مناسبة ، وبهذا الصدد قد سجلنا تقديرنا وشكرنا لهم في سجل ضيوفهم .
بعد ساعة من وصولنا ابتدأت اعمال الملتقى واستمع المشاركون الى مجموعة من المحاضرات حول تأريخ تشكيل وتطور الدولة العراقية، والبديل الطائفي الذي يهدد بالخطر إعادة بنائها. ووحدتها بصورة سليمة، وواقع الأحزاب السياسية في العراق وماهية شرعية الحكم ومصادرها، ومفهوم الشرعية الديمقراطية، وركائز قيام مجتمع مدني ديمقراطي ومعوقات تحقيق ذلك، والعلاقة بين العلمانية والديمقراطية. وتضمن أحد محاور الملتقى قراءة في المشروع الوطني الديمقراطي للحزب، والمسار الذي إختطه لخوض الإنتخابات القادمة، ومهمات منظماتنا والشباب منهم بشكل خاص في هذا المجال.

كان المحاضرون اساتذة اكفاء من الاكاديميين وكتاب ومحللين سياسيين ، منهم الرفاق لطفي حاتم، هاشم نعمة، إبراهيم إسماعيل وتحسين المنذري. لقد بسطوا المواد المطروحة للنقاش بشكل علمي معتمدآ الاسلوب الاكاديمي ، اخذين بنظر الاعتبار الامكانيات اللغوية للشباب ، فمنهم من يفضل العامية العراقية على الفصحى ، لكنهم عمومآ كانوا مدركين اهمية النقاش والمحاور المطروحة، فلذلك كانت خلاصة محاورهم ، في ورشهم الثلاث تعبير جاد عن الصراع السياسي المحتدم في الشارع العراقي، وكأنهم يعيشوه فعلآ، وهذه واحدة من مزايا الشيوعيين العراقيين ، دائمي التفاعل مع مشاكل شعبهم... لقد اتسمت نقاشاتهم ومعالجاتهم للمشاكل التي يعاني منها الشباب بالهدوء والمنهجية العلمية ، ويبدو هذا من تأثير البلدان الاروبية التي يعيشون ويدرسون فيها ، هذا ما لمسته من مداخلاتهم ونقاشاتهم التي خلت من المبالغة واعتمدت الواقعية في التحليل.
في مجال التهئية للانتخابات طرحت عدة اراء مهمة في استخدام وسائل التكنلوجيا الحديثه في الدعاية الانتخابية ، وعن قانون الانتخابات كانت هناك خشية من ان تبتلع المقاعد التعويضية من قبل قوى الاكثرية البرلمانية بتقليصها، في مسعى منها للحؤول دون وصول القوى التقدمية والاثنيات الى البرلمان لإدامة هيمنتها والاستحواذ الكامل على البرلمان ، وسيعد ذلك تراجعاً عن الديموقراطية و التعددية السياسية وتمثيل ابناء شعبنا جميعاً وسعي للسطو على الحق الانتخابي لاكثر من 20% من مواطنينا في الخارج . اطلق اعضاء الملتقي اسم “ اتحاد الشعب ” على ملتقاهم تيمنآ باسم قائمة الحزب الانتخابية.
بعد انتهاء اعمال اليوم الاول للملتقى ، في الساعة التاسعة، التأم الجميع حول مائدة العشاء، ونقاشاتهم الثنائية والثلاثية مستمرة، وانطلق المزاح والنكات لساعات ما بعد العشاء ، لقد تنوعت موائد الطعام بأكلات عراقية صرفة، لم تغب الدولمة العراقية والكبة، والبرياني وانواع اخرى عن هذه الموائد... كان لاريحة رفاق منظمة السويد وطيبتهم دورآ في شيوع اجواء المرح والمودة بين المشاركين، وللرفاق ... ابودجلة ، باقر ، ابو سندس ، ابو علي وعلي، شكرنا وامتنانا مع تقديرنا الرفاقي العالي... واستمر السهر مع شرب الشاي والقهوة لساعات متأخرة من الليل، من مكاني في سريري اسمع احدهم يوكد بان للديوانية فضل على بغداد ولولا تمن عنبر الديوانية لماتت بغداد جوعآ، ويعدد اخر افضال مدينة الثورة على بغداد ، ويرد ابناء بغداد بصوت واحد عكس ادعاءات الديوانية والثورة ، لكني افتقدت صوت الناصرية ، لاني لم اسمع ردا منهم على نكته اطلقها احدهم “ واحد من الناصرية دخل للجنة وقفل الباب وراه ”...كان الرفاق والاصدقاء من اصول تنتمي لمختلف محافظات العراق، وفيهم من العرب والاكراد والمسيحيين والاثنيات الاخرى ، هي نفس التشكيلة الجميلة للحزب الشيوعي العراقي.

وابتدأ عمل الملتقى في يومه الثاني في الساعة العاشرة صباحا، مخصصا للمحورين الثاني والثالث التي سبق ذكرها ضمنآ ، واستمر بنفس الطريقة والجدية وكان مجهدا بعض الشئ بالنسبة لي ، لكني لم الحظ ذلك على سلوك الشباب،وتعجبت ،لانهم اعتادوا نمطا آخر في سماع محاضراتهم الدراسية بحيث لا تزيد المحاضرة عن 45 دقيقة...وانتهى اليوم الثاني في الساعة الخامسة والنصف مساء وتخللته استراحة ،ساعتان للغداء.

اختتم عمل اليوم الثاني بسهرة رفاقية احيى جانبها الفني الاصدقاء علي المنذري ومسار جمال وشاركهم بقية الرفاق والاصدقاء وكان للاغاني الوطنية والفلكلورية العراقية والراقصة منها اصداء جميلة حفزت حيوية الشباب للرقص، اهتزت كتفاي دون ايعاز مني. وابتكروا رقصة مكونين حلقتين حول مجموعة من حملة الاعلام الحمر الكبيرة ، يبدو كانت موجودة في بيت الضيافة ، اضافت جمالآ احمراً على حفلهم .

اليوم الثالث خصص للمحور الرابع الذي تضمن سبل تعزيز العمل بين الشباب ، وقيم الملتقى بورقة استفتاء عكست نتيجته تثمينا عاليا للمحاور وادارتها ، وللنقاشات والفائدة منها ، واهمية مثل هذه اللقاءات لشبابنا، واثنوا على امكانيات الرفاق من الاساتذة المحاضرين وطلبوا التواصل معهم للاستفسار عن بعض المواضيع، وعكس الاستفتاء نسبة 100% من اعضاء الملتقى في رغبتهم بحضور الملتقى القادم (الرابع) ، واستحقت مختصة العمل الفكري كل التثمين والتقدير في التحضير والادارة...اختتم الملتقى بنشيد سالم حزبنا. بعد وجبة الغداء ،ساهم جميع الرفاق في تنظيف البيت وتسليمه للجهة المضيفة...وودعنا بعضنا مع ذكريات جميلة ...لايام اجمل.


 

free web counter

 

أرشيف المقالات