| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 1/3/ 2010

 

قائمة اتحاد الشعب ........
جعلت مني ممثلة مسرح
 


مشهد من مسرحية (الأنامل البنفسجية) - كوبنهايكن تصوير سامي لافي

بورسعيد هادي

منذ زمن بعيد وكانت احلامي ان اعتلي ذات يوم خشبة المسرح ولكن دائما ما تصطدم هذه الأحلام بالخيبات والانكسارات التي يمر بها البلد منذ أكثر من 35 عاما..

واليوم وضمن الحملة الدعائية لقائمة اتحاد الشعب قائمة الحزب الشيوعي العراقي يسجل هذا اليوم بداية تحقيق الحلم القديم الذي طالما انتظرته من زمن بعيد وسيبقى يوم 27-2-2010 هو أول يوم اعتلي فيه خشبة المسرح ولأول مرة وووووو و بطولة ..

(الأنامل البنفسجية) هو عنوان المسرحية التي تقع أحداثها في سوق من أسواق مدينة الثورة حيث الملصقات والبوسترات الدعائية للقوائم و الأحزاب التي غطت كل أجزاء السوق (المسرح) .

كنت أجسد شخصية هيله المرأة التي تبيع الفاكهة والخضر بينما كانت جميع الكيانات السياسية تحاول كسب ودها ورضاها رغم إصابتها بالصم لكنها كانت تعرف جميع طلباتهم من خلال تحريك الشفاه..

كنت اعرف إن المسرح فن راقي ومتعب ويحتاج إلى تركيز عال من اجل الإقناع بعكس صورة الواقع بطريقة مختلفة , فقد ازدحمت في رأسي كل الشخصيات التي تلعب الأدوار معي في هذا العمل..وأصبحت تصطخب في رأسي و تحدثني نهارا وتؤرقني ليلا وتحاورني, فكلما انتهي من شخصية أبو احمد الرجل الميكانيكي الطيب أجد نفسي أمام شخصية سلمان اللوكي متعهد الانتخابات الذي أراه يوميا وبشكل دائم في الباص الذي اذهب به إلى العاصمة كوبنهاكن للتسوق.. وما إن ينزل سلمان حتى تظهر شخصية حميد الأخرس وهو يحاول مغازلتي مما يثير أعصابي وأصيح به  :
- ولك احميد .. تضحك علي.. أنت حتى صوت ماعندك وما يقبلونك بالانتخابات
- ويكولون المايصوت بالانتخابات ايكلبون بسطيته فوك راسه وانت يحميد بسطيتك كلها نعل..

لم أكن اعرف إن العمل بالمسرح يجعلك مجنونا وبامتياز ولكنه جنون جميل يجعلك متحفزا دائما باستنهاض الشخصيات الأخرى ومحاورتها لفك رموز العمل بشكل كامل.

مرة ذهبت للصيدلية القريبة من بيتنا وبينما إنا أمام الصيدلانية الدنماركية وهي تشرح لي كيفية استخدام دواء الصداع الذي أصابني فجأة من جراء الحالة النفسية التي خلفتها لي التمارين والخوف الذي ينتظرني قلت لها وباللهجة العراقية الجنوبية بلسان شخصية هيله...
- اكلج يمه انت شمالج يومية مضيعة افلوسج شبيج ثولة....
الدنماركية المسكينة استغربت من سلوكي هذا واعتذرت مني إذا ما بدر منها شيء مخالف.. لكنني وبسرعة رجعت لشخصيتي الحقيقية واعتذرت منها وخرجت مسرعة بينما ودعتني الصيدلانية بابتسامة ذات مغزى...(يعني لاكفه) .

وفي يوم العرض وانا جالسة وراء الكواليس, ثمة خوف لم أألفه من قبل , شعرت إن صوتي اختفى تماما وان ساعة السوده هي التي ورطتني لهذا اليوم.

قالوا لي أن الخوف على الخشبة مشروع وسوف ينتهي حال دخول الممثل المسرح ...

- ولك لا تنسى صندوك الطماطه تره والعباس ابو فاضل ازين شيبك وشيب الخلفوك .

نطقتها بصوت عال ودخلت بمواجهة الجمهور الذي استقبلني بالتصفيق حينها فقط تلاشى الخوف تماما و تحولت الى هيله الشجاعة التي لا تعرف الخوف مثلي...

فشكرا لهذا الجمهور الذي استقبلني بهذه الحفاوة وشكرا لقائمة اتحاد الشعب التي لولاها لما كان هذا العمل المسرحي الجميل....................




 

 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات