| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 1/4/ 2008



صحوة العراق . . بين جيش المهدي وإيران

نبيل الحسن

الظهور المتنامي والانتشار والنفخ المتواصل , من قبل جهات إقليمية ومحلية بعد سقوط بغداد 2003 لأتباع الداعية الديني الطائفي مقتدى الصدر , ودفعهم للمحاولة وبأي ثمن للسيطرة على الشارع العراقي , وخاصة الشيعي , والتصرف وكأنهم مالكوه أو الناطقين باسمه , في محاولة لاستغلال الفراغ الأمني , واستثمار انهيار دولة البعث القائد وصدام , لمصلحة السلب والنهب والجريمة ودجاجة الحواسم التي باضت وفرخت هذه الجموع الهائلة من المسلحين الذين امتهنوا الفوضى وأصبحت ملاذهم الآمن بغض النظر عن التسميات , وتحويل تنظيماتهم إلى البديل عن سلطة عراقية مدنية وعسكرية تعيد الأمن والاستقرار , وتبني دولة القانون والنظام والعدالة الاجتماعية .
- البصرة حاليا هي المثال القريب للعمل التخريبي و لنجاحهم طيلة السنوات الماضية بوضع العصي في دواليب مسيرة العراق التنموية المدنية , لمصلحة المليشيات الطائفية وأمراء الحرب , وهاهم مراهقي العمائم وأذرعهم العسكرية في جيش المهدي وأي تنظيم آخر من عصابات تهريب النفط والسيطرة على الموانئ , كصنو لفاشية البعث وطائفية وتكفير القاعدة , والوجه الآخر المكمل للمهمة من حيث استعمال الدين ومحرماته لقمع الناس ونشر الأفكار الفاشية الكهنوتية وتطبيقاتها المقدسة التعاليم وفي تبادل منسق للأدوار , غلافه الخارجي محاربة المحتل وتطبيق الشريعة , وجوهره الارتباط بالدول الإقليمية الممولة والراعية والداعمة والموجهة لإخطبوط الإرهاب في ارض الرافدين .
- تراجع نفوذ القاعدة وكسر ظهرها عمليا وانتهت كورقة ابتزاز سورية سعودية خليجية في المناطق (السنية ) لمصلحة الوطنية العراقية العروبية الرافضة لمراهقة دينية طائفية مشبوهة قتلت من السنة العراقيين أكثر مما ذبحت من من تدعوهم بالرافضة .
- كيف انتشر جيش المهدي وتوّسع خاصة في بغداد وأطرافها والمناطق المختلطة تاريخيا , حيث تواجد مجتمع مدني متطور لا يدين بالطائفية , ومؤهل بعد سقوط دولة الفاشية لقيادة المرحلة القادمة لعراق حضاري متعدد الأطياف , يكون نموذجا لبقية أهل الكهف من حوله , ولكن القاعدة وفكرها وأذنابها هي من توّسع وانتشر وبدأت المعركة الدينية الكبرى التي أرادوا عنونتها , السنة العرب ضد باقي سكان العراق .
- الدورة ، البياع ، الغزالية ،العامرية ، المنصور , الصليخ ، الفضل ، الاعظمية , هي لغير العراقي أحياء تقع في قلب بغداد , المحمودية ، اللطيفية ، العزيزية ، الصويرة ، التاجي ، ابوغريب , هي مناطق محيطة ببغداد , دخلتها القاعدة لتفرق وتهدم وتذبح وتمزق النسيج الاجتماعي البغدادي القادر على قيادة مسيرة المركز , وتنظيم الصفوف العراقية بالاتجاه الصحيح . أدت القاعدة مهماتها وشردت الشيعة واستهدفتهم لدرجة اجتثاث الوجود , لدفعهم نحو جدار الطائفة يتراكضون بحثا عن حبل إنقاذ لا يهم بيد من ولكن كيف ! .
- في ظل حكومة فاسدة مخترقة , المخربون فيها أكثر من البناة , وأجهزة امن بلا قيادات فاعلة , إلى أين يتجه المحاصرون ؟
- عندها توّسع جيش المهدي وانتشر , كمدافع عنيد عن الطائفة ضد ( النواصب) , وبعد أن كان أتباع الصدر في أحضان هيئة الضاري , قفزوا إلى مسرح الأحداث كجيش الطائفة الشيعية , وهكذا جرى احتواء المضطر الذي اسند ظهره للجدار الأخير , وتنشا ثنائية القاعدة جيش المهدي , وتنقسم بغداد قسرا بين مناطق سنية وأخرى شيعية , مع سيطرة مسلحين من الجانبين على أرواح وممتلكات ماتبقى من العراقيين في ارض الوطن .
- ما قلب المعادلة وشوّش كثيرا على تلاعب القوى الإقليمية بمقدرات ومستقبل العراق , هو اختلاف المواقف والرؤى في المحور الواسع , القاعدي البعثي الصدامي السوري السعودي الخليجي , المغذي والداعم للوسط السني بالعتاد والسلاح والانتحاريين , وبداية الصحوة التي سيأتي حديثها لاحقا ,
- تتولى إيران بشكل رئيسي التعاطي ومحاصرة المناطق الشيعية , بواسطة كم من التنظيمات التابعة لها بشكل متفاوت الأهمية والهدف , تاركة مساحة الاحتراب والتنافس بينها مفتوحة , وتبقى لمخابراتها قدرة السيطرة والاستخدام , ومن ضمن هذه الجماعات , أتباع مقتدى الصدر من معممين ومسلحين .
- هؤلاء الأتباع الخارجين عموما من نبت وزرع الحواسم , وجهلة و(مشاية ) كربلاء , وحثالة العاطلين عن أي عمل , وعلى امتداد محافظات العراق , وهم غالبا التركة الثقيلة الكئيبة والمحرومة من أي علم أو ثقافة أو حرفة , والذين تكاثرت أعدادهم في فترة السنوات الأخيرة لحكم البعث وصدام , وآخر خطاياه , ولنكن ابعد تحديدا فهم أبناء الكثرة الديمغرافية الشيعية الجاهلة والفقيرة , التي ترّبت وتزاوجت في مستنقع بيئتها الضيق والهامشي , لتتنفس غريزيا الإحساس بالتفرقة والظلم الطائفي الذي وجد متنفسه الوحيد (لغياب وتصفية أي بديل علماني علمي ينتصر للفقراء وتنويرهم ليتحولوا لبناء مستقبلهم المسالم المشرق بدل استخدامهم لإنتاج فاشية عدوانية جديدة ) في اجترار مأساة كربلاء ومقتل الحسين وما حصل لذريته وأتباعه من بعده وباقي القصص التاريخية , التي لا يمكن تبرئة حزب البعث وصدام من جريمة إعادة سيناريوهاتها الطائفية من جديد , لتلتصق أجيال الحرمان والألم بها ربما لإثبات الذات واستبيان السبب لهذه التفرقة (الطبقية من حيث الجوهر ) في نيل المكاسب والثروة لأقلية حاكمة مرفهه وأغلبية مظلومة محرومة .
- بعد السقوط 2003 , خرج الفقر إلى الشارع , أغلبيته الساحقة شيعية , عارية محرومة , تبحث عن التعويض وتعديل ميزان الثروة , وانتزاع ما تعتقده حق لها من دولة ظالمة , ليس لها مكيال عادل ,تحرم الملايين من ابسط الضروريات , ويبني قائدها عشرات القصور !, وتفجرت الغرائز البدائية إلى أقصى مدياتها بعد أن زال الخوف من أجهزة دولة هربت , لأنها توقعت عقاب الجماهير , المتحولة إلى قطعان انتشرت تسلب وتنهب , بدل البحث عن انتقام أنساني من جناة سلموها لدبابات الاحتلال بعد أن نقلوا معهم كل خفيف وثمين .
- متعهد نشر الفوضى الأبرز بعد الاحتلال هي الأجهزة الإيرانية , فلديها الكثير من الأهداف الواجبة التحقيق ليس أولها فقط ملئ الفراغ داخل العراق ونشر النفوذ ولا آخرها تعطيل وتأخير الالتفات الأمريكي إليها , بخلق الصعوبات وإيجاد المعرقلات التي من أرخصها احتواء هذه ( القطعان),( وآسف للكلمة) وتجييشها وتحويلها إلى مافيات مدن ترتدي السواد وتلبس العمائم , ثم النفخ الإعلامي , الذي ساهمت فيه الواجهات الصدامية , ولكن لغايات مختلفة , ثم دفعوهم ليتسيدوا الشارع بالقتل والإرهاب وكأنهم لاغيرهم , الشعب العراقي وصوته و في التظاهرات والاعتصامات والمسيرات والملصقات , ليبدأ وجههم التكفيري المتشدد يمارس اشد أنواع الفاشية قسوة بحق الشباب والنساء , ويفرض أينما حل اشتراطات طالبانية , بزي شيعي عراقي , تسندها محاكم وسجون , و(مطاوعة) معرقة , تقتل قبل أن تجلد , ثم التحول إلى إغلاق وتدمير كل أماكن الترفيه والتسلية والفنون , لكتم أنفاس العراقي , وحرمانه من أي مشاهدة لفارق ايجابي بسيط بين الماضي والحاضر , أو ممارسة استقلالية وحرية مكتسبة .
- إطلاق يد الرعاع والغوغاء والجهلة من الأتباع لممارسة سادية مريضة وتسلط , مع تسليح مكثف متطور وحديث , لا يملك حتى الجيش أو الشرطة المحلية مثله أو اقل منه , وهكذا خلقت المليشيات واستولت على مصادر الوقود ومحطات التعبئة كمصدر آخر للنفوذ والتمويل , هدفها الرئيسي استعمال ما بحوزتها من سلاح للتخريب والتدمير خدمة لمصالح ولاية الفقيه , وتهديم أي محاولة لإعادة البناء وتحقيق الاستقرار , وهنا اللقاء مع الهدف الستراتيجي لبقايا البعث , التي وجدت وتصورت في هذا التيار خير مطية يركبونها لاستعادة السلطة , وهو ما يوضح بجلاء تعاطي واجهاتهم وأتباعهم المعلنين والمستترين مع الحدث , أي كان لباسهم الجديد , الدين أو الطائفة , العروبية أو العلمانية , وصولا إلى أي يمين او يسار يفهم لغة البيع والشراء .
- ما حدث ويجري وتستمر ملابساته في البصرة , يبين لكل ذي عقل وحمية وطنية , إن شعار محاربة المحتل الأمريكي هو وسيلة رخيصة لإثارة العاطفة بيد أتباع إيران من صدريين وغيرهم , فبعد خروج القوات البريطانية من مركز البصرة وانكفائها استعدادا للرحيل , أصبحوا اقرب إلى ربطها بإيران , كشعب ومجتمع , ثقافيا وسياسيا واقتصاديا , وجغرافيا ربما بعد اكتمال رحيل قوات الاحتلال !!
والكرة في ملعب البعث العروبي والرفاق الاقحاح .
- عودة إلى الصحوة , والموقف في بغداد خاصة في الأيام الأخيرة ومحاولة رعاع الصدر فرض العصيان المدني عليها , الايجابية التي بانت للناس هي في تغير المواقف الكبير خلال أواخر العام 2007 , وتطهير مناطق (السنه) في بغداد من فلول القاعدة , واستلام الأهالي زمام المبادرة في حماية مناطقهم , وهي الخالية أصلا من أتباع الصدر , لتصبح الوحيدة التي نجت من كوارث الاقتتال , ومحاولات جيش المهدي , تطبيق الأجندة الإيرانية التي مغزاها لكل مدرك , إن طهران هي من يتحكم بأرزاق وحياة العباد في عاصمة بلاد الرافدين بغداد , وان الحل والربط والاحتكام بين الفرقاء المحليين حربا أو سلما , يتحدد في العاصمة الإيرانية , وكما يبدو فأن مسؤوليها قد حددوا خيارهم المستقبلي ورجلهم الأول في العراق وهو التيار الصدري وجيشه ورئيسه , لتستقيم له الأمور كما استقامت لحزب الله في لبنان , حين دمر وطوى تحت جناحه كل التنظيمات الشيعية اللبنانية , ليصبح أمير الطائفة ويعلن خلوها من كل فكر وتنظيم علماني خارج أطار ولاية الفقيه الإيراني , ذلك ما يريدون تكراره في العراق , ويمشون في اتجاهه سريعا لولا بعض المعوقات التي يتوجب أن يكون أبرزها الصحوة الوطنية للعراقيين عربا وأكرادا سنة وشيعة , وكما أسلفنا فالصحوة متواجدة بين السنة العرب , وبإنتظار أن لا يساوم الأكراد , بورقة إيران الضعيفة لاطلاق يدها في باقي العراق إذا سكتت عنهم في كردستان ولكن تجاربهم العملية والتاريخية تؤكد أنهم اذكى من مهزلة كهذه , وفي الوسط الشيعي تبدو المسألة اعقد من مجرد تساؤلات بسيطة واستنتاجات عابرة , ولكنه صراع ومخاض سيطول , نظرا للثقل الإيراني , وتشعباته والمظالم التاريخية , ولكن المحك النهائي سيكون حتما هو الوطنية التي تعني البيت والأهل والاستقرار , والتفاتة مساندة عربية خليجية مصرية , بدل إغماض العيون , وعدم قدرة الجانب الإيراني على الابتلاع السهل كما يحصل في لبنان الضعيف تجاه جاذبية الموارد الإيرانية .
- مايتبقى هو التساؤل عن الموقف الحالي من تواجد القوات الأمريكية , وورطة العراقيين , معها أو بدونها , أم يجب انتظار جلاء الأمور في البصرة , ومفاوضات الأذناب في طهران! , حتى يتوجه كل عراقي بتساؤل مع نفسه ولنفسه , هل الأفضل احتلال إيراني مغلف بجيش المهدي ومقتدى الصدر ومن لف لفه , أم احتلال أمريكي تمر حاليا ذكراه الخامسة ؟؟
- ومن له طريق ثالث فليدلني عليه رجاء , بتعقل ووجدان وضمير عراقي حي , لا على طريقة قناة الجزيرة التي تبيعنا جهاد , ومالكتها إمارة قطر الشقيقة , وهي تحتوي وتأوي القيادة العسكرية الأمريكية للشرق الأوسط , واكبر قاعدة لهم في المنطقة يرابط بها آلاف المار ينز , مع شراكة تجارية و مكافأة أمريكية عنوانها نمو اقتصادي قطري هو الأعلى في العالم , 18 بالمائة سنويا ودمتم للنضال , أخوكم,

نبيل الحسن


 

Counters

 

أرشيف المقالات